ترامب يقرّ بجهله بالتاريخ واتخاذ قرارات متسرعة بلا معطيات! وقفات الغضب مستمرة: متمسّكون بتحرير كل شبر من أرضنا المحتلة
أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- والذي يعاني مشاكل عقلية وإدراكية، وهو بعيد كل البعد عن فهم حقيقة ما يجري في العالم- بجهله بالتاريخ، وذلك في سياق شرحه عن كيفية اتخاذ إعلانه المشؤوم بشأن الجولان العربي السوري المحتل، والذي لن يكون الأخير في سلسلة القرارات التي يتخذها، والتي تظهر مدى جهله، وتعاطيه مع القضايا الدولية باستخفاف كبير.
وأكد ترامب، خلال حديث أمام تجمع ما يسمى “الائتلاف اليهودي الجمهوري” في لاس فيغاس، أنه اتخذ الإعلان، الذي أثار ولا يزال عاصفة رفض محلية وعربية ودولية، حول الجولان السوري المحتل “بعد تلقيه درساً سريعاً في التاريخ خلال حوار بشأن موضوع مختلف”.
وأضاف: “إنه اتخذ هذا “القرار السريع خلال نقاش مع كبار مستشاريه بشأن السلام في الشرق الأوسط، ومن بينهم ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى “إسرائيل” وصهره جاريد كوشنر”، مضيفاً، وسط ضحك الحاضرين: “قلت أيها الزملاء اسدوا لي معروفاً.. حدثوني قليلاً عن التاريخ بشكل سريع.. تعرفون لديّ أمور كثيرة أعمل بشأنها، كالصين وكوريا الديمقراطية”.
ويطلب ترامب عادة إحاطته بالأمور بشكل سريع ومركّز، ويشتهر بإعادة سرده الروايات بشكل يتضمّن بعض الخيال.
وكدليل على مدى إسفافه وسذاجته لم يرق هذا الكلام، الذي تفوّه به ترامب، حتى لبعض الحاضرين خلال الاجتماع، حيث قاطعه عدد من المحتجين بصرخات الاحتجاج، قبل أن يقوم عناصر الأمن الأميركي باقتيادهم بالقوة خارج القاعة.
وجاء في بيان لمنظمة “إف. نت. ناو”، التي ينتمي إليها مقاطعو ترامب، “لقد اتخذنا هذه الخطوة لنقول: “إن ترامب هو فرعون عصرنا الحديث، ولدعوة المجتمع الأميركي إلى رفض وباء الاحتلال والقومية البيضاء”.
وفي ردود الفعل، استنكر أعضاء مجلس محافظة القنيطرة، والفعاليات الرسمية والأهلية من أبناء المحافظة، خلال وقفة أقيمت أمام مقر نقابة مقاولي القنيطرة بمدينة البعث، السياسات العدائية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية تجاه الحقوق والأراضي العربية المغتصبة، وانحيازها العلني ودعمها للاحتلال الإسرائيلي وشرعنة هذا الاحتلال، وعبّروا عن غضبهم لما وصلت إليه الإدارة الأمريكية من وقاحة سياسية وغباء دبلوماسي يتنكّر لأبسط قواعد الدبلوماسية، ويضرب عرض الحائط بالقوانين والمواثيق الدولية.
وأكد عدد من المشاركين أن الإعلان باطل وغير شرعي، واصفين سياسات الإدارة الأمريكية بالعمياء والمتخبطة، التي تحاول قيادة العالم وفق منظورها ومصالحها الاقتصادية والسياسية، والتي تتلاقى مع مصالح الكيان الصهيوني.
وفي حماة نفّذ إعلاميو وصحفيو المحافظة وقفة احتجاج واستنكار أمام جريدة الفداء، أكدوا خلالها أن إعلان ترامب باطل قانونياً وشرعياً، ويتنافى مع كل المواثيق الدولية، ويجافي الحقائق التاريخية والجغرافية، التي تؤكد أن الجولان أرض عربية سورية، وشدّدوا على أن الإعلان مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يمثّل سوى الإدارة الأمريكية، ولن يغيّر من الحقيقة الساطعة كالشمس بأن الجولان سيظل أرضاً عربية سورية.
وفي السويداء نفّذت فعاليات حزبية وأهلية وقفة تضامنية، أمام مقر فرع الحزب، مع أهلنا في الجولان السوري المحتل، ورفضاً للإعلان الأمريكي، الذي يفضح للعالم أجمع مدى تماهي سياسات الإدارة الأمريكية مع مصالح الكيان الصهيوني الغاصب، وانحيازها التام له، وانتهاكها وخرقها المواثيق والقرارات الدولية الشرعية ذات الصلة.
وأكد المشاركون أن الجولان كان وسيبقى جزءاً لا يتجزأ من سورية، وأن “إسرائيل” هي كيان غاصب ومحتل له، ولا يمكن لأي قرارات ومخططات وإجراءات باطلة أن تغيّر من هذه الحقيقة الراسخة تاريخياً وجغرافياً وديمغرافياً، ونوّهوا بالموقف الوطني والعروبي لأهلنا في الجولان المحتل، وصمودهم وبطولاتهم وتضحياتهم في تصديهم لغطرسة وممارسات الاحتلال التعسفية، ومحاولاته المتكررة لسلخ الجولان عن الوطن الأم سورية.
عربياً، نفّذ أبناء الجنوب اللبناني اعتصاماً حاشداً أمام بوابة مزارع شبعا المحتلة في بركة النقار في الجنوب، للمرة الثانية خلال يومين، أعربوا فيها عن الرفض القاطع لإعلان ترامب، وتمسّك اللبنانيين بحقهم في أراضيهم المحتلة، فيما أكد وزير المال اللبناني، علي حسن خليل، فشل المخطط التآمري الأمريكي الإسرائيلي، الذي حاول الأعداء تنفيذه في سورية، داعياً إلى استثمار الانتصارات التي تتحقق في سورية ولبنان وفلسطين، في وقت أكد خليل حمدان، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل، أن الإعلان الأمريكي اعتداء على القانون الدولي وتحدّ للمجتمع الدولي، وأوضح أن المتآمرين يتابعون مخططهم، وإعلان ترامب حول الجولان السوري المحتل لن يغيّر من الواقع شيئاً، وشدّد على أن الرهان لمواجهة السياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة يبقى على المقاومة، التي هي الضمانة في استعادة الحقوق المغتصبة.