انتقادات أمريكية لقرار ترامب بحق الحرس الثوري الشورى الإيراني: القوات الأمريكية في المنطقة إرهابية
وجّه بعض السياسيين والمحللين الأميركيين تحذيرات وانتقاداً شديداً لخطوة ترامب تجاه الحرس الثوري الإيراني، ورأوا أنها ستزيد التوتر مع إيران في الشرق الأوسط، وتعرّض القوات الأميركية لتهديدات في المنطقة، كما قد تؤدي إلى نشوب حرب بين الدولتين، فيما صدّق مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، خلال اجتماعه أمس، وبالأغلبية، على مشروع قانون بصفة عاجلة، جاء فيه: “وفقاً لإقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن نظامه هو الذي أوجد تنظيم “داعش” الإرهابي، وهو المسؤول عن الجرائم الإرهابية لهذا التنظيم الدموي في غرب آسيا، وبما أن الحرس الثوري، الذي كان له دور منقطع النظير في دحر “داعش” وسائر التنظيمات الإرهابية التكفيرية في منطقة غرب آسيا صنّف من قبل ترامب منظمة إرهابية، فإن لإيران الحق في اتخاذ إجراء مضاد تجاه هذا الإجراء العدائي واللاقانوني”.
وأضاف: “وبغية الرد بالمثل على قرارات وإجراءات الولايات المتحدة في إضعاف السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، وبما أن هذا النظام، وخلافاً لجميع مبادئ القوانين الدولية، قد صنّف ضمن التنظيمات الإرهابية قوات حرس الثورة الإسلامية، التي تعد قوة عسكرية رسمية، لذا فإن، ووفقاً لهذا القانون، جميع القوات العسكرية والأمنية والاستخبارية الأميركية، التي تنشط في غرب آسيا، وجميع الأفراد الطبيعيين والاعتباريين الذين ينشطون بالنيابة عنهم في منطقة غرب آسيا يعتبرون إرهابيين، وبالتالي فأي دعم مالي وتقني وتدريبي وخدمي وتمويني وغير ذلك لهم يعد وفقاً لهذا القانون دعماً للأعمال الإرهابية”.
وتابع مشروع القانون: “على الحكومة وفقاً لهذا القانون، وعلى القوات المسلحة، بعد الإذن من القائد، اتخاذ إجراءات مضادة وحاسمة عند اللزوم تجاه الأعمال الإرهابية للقوات الأميركية وسائر القوى الإرهابية الواردة في هذا القانون، والتي تنشط في منطقة غرب آسيا، وتعرّض للخطر مصالح إيران”.
وأقدمت واشنطن رسمياً الاثنين على إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة من تسميهم “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، كما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبموقف استفزازي آخر، بـ “احتمال فرض عقوبات مشدّدة على طهران ومضاعفتها”.
وكان قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، أكد أن قرار الإدارة الأميركية يظهر حالة التخبّط التي تعيشها هذه الإدارة “ولا جدوى منه”، وقال، لدى استقباله منتسبين للحرس الثوري: “إن أميركا وأعداء إيران لم يتمكّنوا طيلة 40 عاماً من التأثير على قدراتها رغم كل ما يملكون”، موضحاً أن الحرس الثوري هو المؤسسة الأبرز في خط المواجهة مع العدو في مختلف الميادين.
وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن القرار الأميركي دليل على حالة الضعف والعجز التي تعيشها الولايات المتحدة، وقال: “إن الحرس الثوري الإيراني ساهم في إلحاق الهزيمة بمؤامرات الأعداء في المنطقة والعالم.. وهذا الإجراء الأميركي المخزي بحقه دليل على الضعف والعجز واللجوء إلى أي إجراء طائش في ذروة العجز وسوء السمعة وسيواجه رداً جدياً من قبل إيران”.
كما استنكر الجيش الإيراني بشدة القرار الأميركي غير القانوني، مؤكداً أنه عدوان على سيادة إيران وأمنها القومي، وأوضح أن هذا الإجراء الأميركي يشكّل عاملاً في زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة غرب آسيا، مشدّداً على جاهزيته التامة للدفاع عن استقلال البلاد ومبادئ الثورة الإسلامية وعن الحرس الثوري.
من جهته أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، في تغريدة على موقع تويتر، “على ترامب أن يطلب بعد قراره من أساطيله ألا تقترب من زوارق حرس الثورة الإسلامية إطلاقاً”.
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، أن السلوك المشين للنظام الأمريكي في هذه الأيام، بإدراج الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية، يعكس عمق الحقد والقسوة والجهل لهذا النظام، مبيناً أن الحرس الثوري كان له التأثير الأكبر في مكافحة الإرهاب الخطير الذي استهدف المنطقة في السنوات الأخيرة، مبيناً أن الإدارة الأمريكية وقواتها هما رمز الإرهاب الدولي، على الصعيدين العسكري والاقتصادي.
كما أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الشوري، علي مطهري، أن “الولايات المتحدة لجأت إلى هذه الخطوة بسبب فشل جميع ما قامت به سابقاً ضد إيران، وهي تهدف من ورائها إلى ممارسة الضغط النفسي، إضافة إلى الاقتصادي على الشعب الإيراني”، مشدّداً على أن القرار سيعود بالضرر على الولايات المتحدة نفسها.
كما حذّر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من أن قرار الولايات المتحدة قد تكون له عواقب سلبية على العراق والمنطقة، وقال خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: “إن العراق حاول منع هذا القرار”، مضيفاً: إن بلده سيبذل قصارى جهده لتحقيق الهدوء في المنطقة نظراً لاحتفاظه بعلاقات طيبة مع كل من طهران وواشنطن.
كما قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ خلال مؤتمر صحفي دوري: “نتمنى أن تبذل الدول المعنية وخاصة القوى العظمى خارج منطقة الشرق الأوسط المزيد من الجهود التي تؤدي إلى السلام والاستقرار بدلاً من اتخاذ تدابير تؤدي إلى المزيد من التوترات فيه”، وأضاف: إن الصين تؤيد احترام جميع الدول للخطوط الأساسية للعلاقات الدولية على أساس اقتراحات ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بدلاً من السعي لسياسة القوة والابتزاز.