تفاؤل اتحادي
لا شك أن الفوز الصعب الذي حققه فريق الاتحاد بكرة القدم على ضيفه الجيش بهدف دون رد ترك مساحة واسعة من التفاؤل لدى الجمهور الاتحادي العريض المتعطش للإنجازات والألقاب في أن يكمل الفريق مسيرته الناجحة والواثقة في الدوري، ويكسر لاحقاً التعادل في النقاط على سلم الترتيب مع منافسه الجيش، والابتعاد ما أمكن عن ملاحقهما الوحدة، وبالتالي الاقتراب أكثر من تحقيق الحلم بالفوز بلقب الدوري لهذا الموسم بعد مسيرة غير منتظمة ومتعثرة خلال السنوات السابقة.
وقد يكون من السابق لأوانه الحديث عن ملامح وهوية البطل، ولكن ثمة مؤشرات ومعطيات تؤكد أن الفريق الاتحادي بتوليفته الحالية المتناغمة والمنسجمة، وبتصاعد أدائه من مباراة إلى أخرى، يمتلك المقومات والمؤهلات الفنية والبدنية والذهنية كي يكون أحد فرسان الدوري، والمنافس الأقوى على اللقب إلى جانب فريقي الجيش والوحدة، ما يضاعف من مسؤوليات الفريق لناحية الحفاظ على الحالة الانضباطية، والسعي الجاد لتطوير تقنياته ومهاراته وتوظيفها في إطار اللعب الجماعي، وهو ما يحتاجه الفريق فيما تبقى من مباريات الموسم الحالي، وبموازاة ذلك من المهم جداً تحصين الفريق، وإبعاده عن دائرة الضغوطات والتجاذبات والخلافات، ومنح المدرب وطاقمه الفني الثقة المطلوبة، والصلاحيات الكاملة في تحديد مسارات الفريق خلال الفترة القادمة، وبمعنى أدق توظيف فوز الفريق الأخير في إطار توحيد وتكامل الرؤى والأفكار، وبما يخدم مسيرة الفريق والنادي على السواء، مع مراعاة الحالة الجماهيرية المتنامية وتنظيمها وضبطها بعيداً عن ردات الفعل الغاضبة والمتشنجة التي قد توثر سلباً على مسار الفريق وأدائه ونتائجه.
ما نود الإشارة إليه هو أن كرة الاتحاد وضعت قدمها على الطريق الصحيح، ولكن المشوار مازال طويلاً وشاقاً، وبالتالي يجب أن تكون الخطوات اللاحقة محسوبة وبروح عالية من الجدية والمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع دون استثناء خشية الوقوع في المحظور.
عماد درويش