روسيا والصين في فنزويلا: الرسالة واضحة
ترجمة: هيفاء علي
عن موقع لو غراند سوار 4/4/2019
بعد ساعات قليلة من التقارير الإخبارية التي تفيد بأن “رجال الميليشيات” يستعدون لشنّ هجمات إرهابية على الأراضي الفنزويلية، بينما تواجه البلاد، التي لا تزال بحاجة إلى الكهرباء هجوماً بالقنابل الكهرومغناطيسية، وفي الوقت الذي تمنع فيه واشنطن وصول المساعدات الطبية والإنسانية إلى كراكاس، قرّرت الصين إرسال قواتها إلى فنزويلا، للمشاركة إلى جانب 100 مستشار عسكري روسي في الاستعدادات للحرب التي تعتزم الولايات المتحدة شنّها ضد هذا البلد.
لا يتوقف التحالف الروسي- الصيني على الشأن المالي والتجاري والاقتصادي عموماً، حيث يعمل البلدان منذ خمسة أعوام على وضع نظام بديل لنظام المبادلات المالية “سويفت”، بل امتد ليطال التعاون العسكري الذي يتجسّد في أكثر من مكان. وفي هذا السياق هبطت مجموعة تتكوّن من 120 جندياً من جيش الشعب الصيني في جزيرة مارغريتا قبالة فنزويلا.
من الناحية الرسمية، الجيش الصيني مسؤول عن توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم المساعدة التقنية للسكان، إلى جانب ذلك تقول مصادر مطلعة إن هناك مساعدة عسكرية قدّمتها الصين للجيش الفنزويلي تشمل متخصصين بالحرب الإلكترونية للانخراط في صفوفهم. نادراً ما يتمّ تعبئة الجيش الصيني للقيام بمهام خارج الحدود، وخاصة في أمريكا اللاتينية، لذلك تعتبر هذه الخطوة قوية للغاية في سياسة الصين العسكرية الجديدة التي لم تعد تستبعد المواجهة العسكرية المحتملة مع “العدو” عندما تكون دولة صديقة حليفة في دائرة الخطر.
كانت روسيا سبقت الصين وأرسلت طائرة نقل عسكرية من طراز An-124 وطائرة من طراز IL-62M وأكثر من 100 رجل إلى فنزويلا يوم السبت 27 آذار وسط توترات متصاعدة بين كراكاس وواشنطن. ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية، رافق العقيد فاسيلي تونكوشكوروف، رئيس أركان القوات البرية، الجيش الروسي ما يدلّ على وجود التعاون والتنسيق القائم بين بكين وموسكو في فنزويلا حيث تتعرض المصالح النفطية الضخمة للخطر.
الرسالة واضحة…
برأي الخبراء، لا يشير النشر العسكري لحلفاء الدولة الفنزويلية فقط إلى المخاوف المتعلقة بالطاقة، وإنما يبعث برسالة قوية وواضحة إلى البيت الأبيض التي تهدّد الآن، إضافة إلى فنزويلا، كلاً من روسيا والصين أن موسكو وبكين لن تدعا الدولة الفنزويلية وحدها في وجه المكائد والتهديدات الأمريكية.
مثل هذا التآزر المناهض للإمبريالية حقّق نجاحاً كبيراً في سورية من خلال وقوف إيران وروسيا إلى جانب دمشق، فقد سارعت الصين إلى مؤازرة فنزويلا ودعمها لمواجهة التهديد الأمريكي. حتى في سورية، وحتى الصين التي قدّمت مساعدات إنسانية للسكان، لكن شعرت الصين أنه حان الوقت لمزيد من الأنشطة العسكرية، وتمثّل ذلك، في تشرين الأول الماضي، حين تقدّمت بكين بطلب إلى الحكومة السورية للمشاركة في القتال في إدلب التي ينشط فيها إرهابيو “القاعدة” من أصل صيني.
أما خطوة الصين العسكرية في فنزويلا فتعطينا فكرة عما يمكن أن يكون تشكيل جبهة معادية للإمبريالية مع التزام عسكري قويّ في السنوات القادمة. في الوقت الحالي، لا أحد يعرف ما تحمله السفن الحربية الصينية التي رست في جزيرة مارغريتا، لكن الجميع يعلم أن الطائرات المقاتلة الروسية الموجودة بالفعل في كراكاس تحمل صواريخ ذات تأثير كبير، هذا إضافة إلى امتلاك فنزويلا صواريخ S-300 التي تسمح لها بالدفاع عن المنشآت المهمّة في البلاد بما في ذلك المطارات.