الصفحة الاولىصحيفة البعث

بوتين: استراتيجية جديدة لتطوير الجزء الروسي من القطب الشمالي

 

في إطار السعي الروسي إلى تعزيز الأمن في إقليم القطب الشمالي، وإقامة علاقات اقتصادية وعسكرية وتنموية راسخة بين الدول الواقعة في أقصى شمال الكرة الأرضية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تخطط لاعتماد استراتيجية جديدة لتطوير الجزء الروسي من القطب الشمالي حتى عام 2035.

وقال بوتين، في كلمة له خلال المنتدى الدولي الخامس للقطب الشمالي المنعقد في مدينة سان بطرسبورغ أمس: “ننوي العام الجاري إعداد واعتماد استراتيجية جديدة لتطوير الجزء الروسي من القطب الشمالي حتى عام 2035، ويجب أن توحّد هذه الاستراتيجية فعاليات مشاريعنا الوطنية وبرامج الدولة والخطط الاستثمارية للشركات التي تقوم بتطوير البنية التحتية وبرامج تطوير الأقاليم والمدن القطبية”.

وأوضح بوتين “أن إحدى المهام الأولية لرئاسة روسيا في المجلس القطبي عام 2021 تضم تحريك التكنولوجيات البيئية في كل المجالات بما فيها الصناعة والنقل والطاقة”، داعياً الشركاء الأجانب إلى التعاون في بناء السفن والاتصالات والأمن والتعدين في القطب الشمالي، وأضاف: “نعتزم تحديث موانئ القطب الشمالي بما في ذلك إمكانيات تنظيم النقل البحري، وسنواصل تحديث أسطول كاسحات الجليد وزيادة إنتاج السفن من هذه الفئة”، وأردف: إن أسطول القطب الشمالي سيضم 13 كاسحة جليد ثقيلة على الأقل بحلول عام 2035 بما في ذلك 9 كاسحات نووية، مشيراً إلى أنه يتم حالياً بناء 3 كاسحات جليد نووية في سان بطرسبورغ.

وشكر الرئيس الروسي ضيوف المنتدى لاستعدادهم للشراكة وإدراكهم للمسؤولية العامة عن مستقبل وتنمية القطب الشمالي المستقر والراسخ.

من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استئناف الحوار العسكري والسياسي بين دول منطقة القطب الشمالي، وإجراء محادثات على مستوى الخبراء العسكريين.

وفي تعليقه على قول قائد البحرية الأمريكية جيمس فوغو: إن واشنطن “لن تسمح لروسيا والصين بالسيطرة على القطب الشمالي والطريق البحري الشمالي”، قال لافروف: “إن واشنطن تعتبر أنها قادرة على وضع قواعد اللعبة في العالم، وهذا يبعث على الأسف”، مضيفاً: “هذا موضوع منفصل عن القضايا التي نبحثها هنا، لكنه موجود لسوء الحظ، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار عندما نناقش بعض القضايا”.

ويعدّ المنتدى أكبر منصة لمناقشة القضايا والآفاق المستقبلية لتطوير منطقة القطب الشمالي، التي تبلغ مساحتها نحو 27 مليون كيلومتر مربع.

إلى ذلك، كشف وزير البيئة الروسي ديمتري كوبيلكين عن خطة طموحة تعتزم روسيا من خلالها تنمية طريق الملاحة الشمالي، وتوقّع أن يتجاوز حجم البضائع المشحونة عبر الممر بحلول 2024 مستوى الـ80 مليون طن.

وحتى الآن تمّ شحن كميات ضئيلة عبر الطريق الملاحي مقارنة بإمكانات هذا الممر، الذي يربط بين آسيا وأوروبا عبر المحيط المتجمد الشمالي، ففي 2018 تمّ شحن ما يقارب 20 مليون طن، لكن الخطة هي الوصول إلى 80 مليون طن بحلول 2024.

من جهته كشف المدير العام لـ”روس آتوم” أليكسي ليخاتشوف، عن أن المؤسسة الحكومية للطاقة الذرية تخطط لبناء أسطول من كاسحات الجليد تعمل بالطاقة النووية بحلول عام 2030 لضمان الملاحة عبر الممر الشمالي على مدار العام.

ويرى خبراء أن الوصول إلى الإمكانات الكاملة للممر ممكن في ظل حجم التجارة بين روسيا والصين، الذي بلغ العام الماضي 100 مليار دولار، ومن المخطط زيادته إلى 200 مليار دولار بحلول 2020.