أردوغان ينقلب على الانتخابات ويفصّل الديمقراطية على مقاسه
لم يستطع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن يستفيق من الصدمة التي أصيب بها نتيجة خسارته المدوّية في الانتخابات البلدية الأخيرة، وخاصة في المدينتين الكبريين أنقرة واسطنبول، ما جعله يطالب بداية بإعادة فرز الأصوات، كما حدث في اسطنبول مثلاً، وإذا جاءت نتيجة الفرز بخلاف ما يتمنى ذهب إلى المطالبة بإلغائها بالكامل.
وردّاً على ذلك، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو، أن أردوغان يمارس الضغوط على اللجنة العليا للانتخابات في محاولة منه للتلاعب بنتائجها المحلية، التي فاز بها حزب الشعب في مدينتي أنقرة واسطنبول ومدن أخرى، وقال: إن “أردوغان يتعامل مع الأمور على مزاجه الشخصي، فإن فاز في اسطنبول فإنه يعتبر أن هناك ديمقراطية وإن لم يفز فهناك غش وتزوير”.
وذلك في إشارة إلى طلبه إعادة فرز الأصوات في مدينة اسطنبول بعد فوز مرشح حزب الشعب فيها.
ولفت كليتشدار أوغلو إلى أن الفرق بين مرشح حزب الشعب إمام أوغلو ومرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم في مدينة اسطنبول ما زال 14198 صوتاً لمصلحة مرشح المعارضة.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات رفضت طلباً من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان لإعادة فرز كل الأصوات في 31 دائرة من دوائر اسطنبول وعددها 39، وذلك بعد الصفعة القوية التي تلقاها الأخير نتيجة خسارة حزبه في الانتخابات المحلية في اسطنبول وأنقرة ومدن كبرى أخرى.
من جهتها أكدت زعيمة الحزب الجيد التركي مارال أكشانار أن أردوغان يتدخّل بشكل سافر وخطير لتغيير نتائج الانتخابات في اسطنبول، مشيرة إلى سعيه لإقامة نظام استبدادي خطير يهدّد مصير ومستقبل البلاد. وكانت أكشانار قالت في وقت سابق: إن أردوغان لم يعُد يحترم الصناديق الانتخابية، لأنها خرجت بنتائج لم تعجبه في اسطنبول، وهو بهذا التصرف يظهر بشكل أكثر ديكتاتورية، مشيرة إلى أن عليه أن يحترم إرادة الناخبين.
كل ذلك جاء ردّاً على ما نقلته وسائل إعلام تركية من أن أردوغان يرى ضرورة إلغاء نتيجة الانتخابات المحلية في اسطنبول، لوقوع مخالفات يتعلق أبرزها بتعيين مسؤولي صناديق الاقتراع، متذرّعاً بأنهم يجب أن يكونوا من موظفي الخدمة المدنية، فإذا لم يكونوا كذلك على حدّ زعمه فيجب إلغاء نتائج الانتخابات.
وأظهرت نتائج أولية فوز حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، في انتخابات البلديات باسطنبول، ما ينهي هيمنة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان على هذه المدينة.
إلى ذلك، أكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق، يشار اوكيان، أن أردوغان انتهج سياسات إرهابية واستفزازية خلال حملة الانتخابات المحلية، وسخّر جميع إمكانيات الدولة لمصلحته الشخصية، وشدّد على أن أردوغان لا يحترم الدستور والقوانين، ويتدخّل يومياً في هذه الانتخابات، ويهدد الهيئة العليا للانتخابات، وأشار إلى أن مرشحي حزب الشعب الجمهوري فازوا بالانتخابات رغم كل العراقيل التي وضعها حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات، وخاصة في أنقرة واسطنبول، ودعا رئيس النظام التركي إلى الاعتراف بهزيمة حزبه، والقبول بكل نتائج الانتخابات، ليس فقط في اسطنبول، بل فى جميع أنحاء البلاد.