اعتقال كاتبة سعودية حامل.. معارضون: حنين للجاهلية الأولى
جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في اسطنبول لم تثن ولي عهد ذلك النظام محمد بن سلمان عن مواصلة سياساته الإجرامية والممارسات اللاإنسانية ضد معارضيه.. فكل من ينبس ببنت شفة ولا يسبح بحمد “الملك وولي عهده”، مصيره الزج في غياهب السجون دون أدنى مراعاة لظروفه الصحية.
فبعد اعتقال عدد كبير من رجال الدين والكتّاب، اعتقلت سلطات نظام آل سعود الكاتبة خديجة الحربي، وهي حامل في شهورها الأخيرة، الأمر الذي أثار موجة غضب عاتية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي.
وندّد معارضون سعوديون بما تفعله سلطات بلادهم من ممارسة القمع على كل من تسوّل له نفسه معارضة النظام الجديد ولو من طرف خفي، وانتشرت “هاشتاغات” كـ “الحرية لـ خديجة الحربي.. الحرية لكل المعتقلين والمعتقلات فى السجون السعودية”.
وفي الوقت الذي صمت فيه مشاهير السياسة والإعلام والفن والأدب، ولم ينبسوا ببنت شفة، قاد حساب معتقلي الرأي “المعني بأخبار المعتقلين السعوديين” موجة الاحتجاج، حيث كتب معلقاً: 5 أيام مرّت على اعتقال الكاتبة خديجة الحربي والسلطات لا تزال تتكتم عن أخبارها، فلا توجد أية معلومة حتى اللحظة عن مكان اعتقالها أو وضعها الصحي، “حيث إنها في الشهور الأخيرة من الحَمل”، ونحن بدورنا نطالب السلطات بالإفراج الفوري عنها وعن جميع المعتقلات. وكتب آخر معلّقاً: بعد أمل الحربي، خديجة الحربي.. امرأتان “ضمن مجموعة كبيرة من الناشطات” يتمّ اعتقالهما بشكل تعسفي يخالف ضمانات العدالة الإنسانية، وقيم الإسلام، بل ومعايير الجاهلية”، وكتب ثالث: “السعودية الجديدة هي الأشنع في مجال الحقوق والحريات على الإطلاق”.
أحد المعارضين علّق قائلاً: لقد أثبت لنا التاريخ الموثق بأن الحرائر من النساء تهتز لهم أركان دولة عظمى، كما يزعمون، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: أين تلك العظمة المزعومة التي يتشدّق بها الحمقى على منابر السلطان وفي المعابد وبين رهبان البلاط؟!، فيما لم يجد نشطاء آخرون إلا أن يقولوا: “حسبي الله ونعم الوكيل”، ونشطاء: “إنه حنين للجاهلية الأولى!”.
ودأب النظام السعودي، والذي يحمل سجلاً أسود في مجال حقوق الإنسان، خلال السنوات الماضية على القيام بحملات الاعتقالات ضد كل من يعارض نهجه التسلّطي، في محاولة لقمع أي محاولة لمواطنيه بالحصول على الحد الأدنى من حقوقهم، وأكدت منظمات أممية وحقوقية أن ذلك النظام قام بإخضاع عدد من النشطاء، ومنهم بعض المدافعات عن حقوق الإنسان، للتعذيب والتحرّش الجنسي، وأشرف سعود القحطاني، المستشار السابق لابن سلمان، شخصياً على ذلك.