إحباط هجوم انتحاري على نقطة عسكرية في ريف حماة.. ودفعة جديدة من المهجرين تعود عبر معبر نصيب
أحبطت وحدة من قواتنا المسلحة أمس هجوماً إرهابياً نفذه عدد من الإرهابيين الانتحاريين على إحدى النقاط العسكرية على اتجاه طيبة الإمام بريف حماة الشمالي وذلك في خرق جديد لاتفاق منطقة خفض التصعيد، فيما استشهد عدد من المدنيين جراء انفجار لغم وسيارتين مفخختين من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرقة.
وبعد التسهيلات التي قدمتها الدولة السورية، عادت أمس دفعة جديدة من المهجرين قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر معبر نصيب جابر الحدودي إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم التي حررها الجيش من الإرهاب. في وقت أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن مؤتمر موسكو الثامن للأمن الدولي يتضمن قضايا موضوعية حول تعزيز الاستقرار العالمي والإقليمي بما في ذلك هزيمة الإرهابيين في سورية وتسوية الأزمة فيها وعودة المهجرين.
وفي التفاصيل، أقدمت حوالي الساعة الثالثة من فجر أمس مجموعة إرهابية ترتدي أحزمة ناسفة ومتنكرة باللباس الشعبي لفلاحي المنطقة بالاعتداء على إحدى النقاط العسكرية على اتجاه طيبة الإمام بريف حماة الشمالي، وتم اكتشافهم على الفور من حراس النقطة العسكرية والتعامل معهم بالنار وإفشال الهجوم رغم إقدام بعض الانتحاريين على تفجير أنفسهم بالتزامن مع رمايات كثيفة بقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة والثقيلة ما أدى إلى مقتل كامل أفراد المجموعة الإرهابية وتدمير الدبابة التي قدمت لهم الدعم بعد انكشاف أمرهم. وأسفر الاشتباك مع المجموعات الإرهابية عن ارتقاء ثلاثة شهداء من النقطة.
من جهة ثانية، أفادت مصادر أهلية بانفجار لغم وسيارتين مفخختين بعد ظهر أمس كانتا مركونتين قرب طلعة ابن خلدون بشارع الباسل في مدينة الرقة ما أدى إلى استشهاد 9 مدنيين بينهم أطفال تصادف وجودهم في المكان وجرح آخرين. وعمد إرهابيو داعش إلى زرع الألغام وتفخيخ عدد من السيارات لتضاف إلى آلاف القذائف من مخلفات “التحالف” الأمريكي ومرتزقتها من ميليشيا “قسد” الأمر الذي يعرض حياة الأهالي للخطر.
في غضون ذلك، شهد معبر نصيب الحدودي عودة دفعة من المهجرين قادمين من مخيم الأزرق في الأردن إلى سورية متوجهين إلى مناطقهم التي حررها الجيش بعد استكمال إجراءات الدخول البسيطة وتقديم الخدمات الأساسية لهم من طعام وشراب ودواء. وبين رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب العقيد مازن غندور في تصريح لمراسلة سانا أن عدد المهجرين القادمين بموجب تذاكر مرور مؤقتة بلغ 17800 مهجر لافتاً إلى أن محافظة درعا وفرت على الفور حافلة وسيارة شحن لنقل المهجرين وأمتعتهم إلى حيث يرغبون.
وعبر عدد من المهجرين عن الفرحة الكبيرة التي يشعرون بها لعودتهم إلى أرض الوطن بعد غياب قسري لـ 6 سنوات بفعل الإرهاب، مشيرين إلى أنهم كانوا ينتظرون لحظة العودة إلى وطنهم بفارغ الصبر، وأشاروا إلى معاناتهم في مخيمات اللجوء التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة موجهين الشكر للجيش العربي السوري الذي كان له الفضل الأول في عودتهم إلى وطنهم بعد دحره الإرهابيين عن مناطقهم.
إلى ذلك، أكد السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين أن الحكومة السورية تعمل على إعادة جميع المهجرين السوريين إلى ديارهم، ولفت إلى وجود تنسيق روسي سوري لبناني لإنجاح جهود إعادة المهجرين السوريين من لبنان إلى بلداتهم بأسرع وقت ممكن. ودعا زاسبكين الدول الأوروبية للمساعدة في إعادة المهجرين السوريين، موضحاً أن الأمر يتوقف على إرادة المجتمع الدولي ككل وليس فقط على روسيا.
وفي سياق آخر، أكد السفير بسام الصباغ مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا خلال الندوة الدولية الـ16 لنزع الألغام التي افتتحت أمس في مدينة دوبروفنيك الكرواتية أهمية مشاركة سورية في المؤتمرات الدولية والندوات التي تتناول عمليات نزع وإزالة الألغام وذلك في ضوء الخطر الكبير الذي تمثله الألغام الكثيرة التي خلفتها المجموعات الإرهابية في العديد من المناطق السورية والتي قام الجيش العربي السوري بتحريرها، وأشار إلى الجهود التي تبذلها سورية في هذا المجال بالاعتماد على القدرات الوطنية مشدداً على أهمية الدعم الدولي في مساعدة سورية على التخلص من هذا الخطر الجسيم على أرواح المدنيين والذي يعيق عودة المواطنين السوريين إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية.