ثقافةصحيفة البعث

مشهد درامي سيارة بالحارة

إنه اليوم كم فطر قلب رانيا لذلك اليوم الذي سترى فيه بيت شقيقتها الصغرى.. بيت الزواج السعيد كما تحلم وتدعو الله.. استيقظت يوم الجمعة في وقت باكر واستعدت لذلك اليوم الجميل.. ها هو جرس الهاتف يرن تمتمت رانيا مع نفسها لابد أنها العروس تستعجلني.. “ألو صباح الفل يا عروس أنا نازلة فوراً انتظريني على أول الطريق” أخذت رانيا مفتاح سيارتها وهي تردد مقطعاً راق لها من أغاني السيدة فيروز وما إن وصلت إلى سيارتها حتى لاحظت أن سيارة غريبة عن الحارة قد قطعت الطريق، بدأت تتأفأف سأضطر لمخابرته ولو كان من النمط البطيء حتما سيتأخر ريثما يبعد سيارته، لكن المفاجأة كانت أكبر من ذلك حيث أن صاحب السيارة لم يترك أي رقم على زجاج السيارة للتواصل معه، وهنا بدأ الإعصار ماذا ستفعل رانيا؟ بدأت بالتزمير من سيارتها دون جدوى.. خطر لها أن تطرق الأبواب القريبة عسى أن تكون لأحد قاطنيها وطبعاً كانت محرجة للغاية لأنه يوم جمعة ويفترض أن أغلب السكان لا يصحون باكراً، لكن ما باليد حيلة.. وللأسف لم يتعرف أحد على السيارة.. وهنا بدأت العروس بالاتصال أين أنت؟ ما الذي حصل؟ أجابتها رانيا وهي تستشيط غضباً حدث أمر ما وسأتأخر انتظريني من فضلك..؟ مضت ساعة من الوقت دون جدوى ولم يبق أي حل أمام رانيا إلا أن تكلم طوارئ المرور وتطلب المساعدة.. وبدون عرض التفاصيل المخجلة انتظرت ساعة أخرى حتى وصلت سيارة المرور وقاموا بفتح باب السيارة أصولا وعثرنا بداخلها على بطاقة طبيب أسنان ورقم هاتف.. أجرينا الاتصال المنتظر لترد علينا ابنته وتعلمنا أن هذه سيارة والدها لكنه في مؤتمر طبي في محافظة أخرى، وبعد حوار طويل معها أرسلت أخاها مع مفتاح السيارة وأول ما رأته رانيا سألته حقاً أن والدك طبيب؟ أجاب الولد وهو في مقتبل العمر نعم وفي الحي المجاور عيادته. وبدأت تتمتم بنفسها ماذا لو كتبنا على يافطة هذا الطبيب.. “طبيب بلا تحضر”.. مع احترامنا لكل من يؤمن بإنسانيته والشعور بالآخر قبيل أي تصرّف أنّى كانت مهنته أو مرتبته العلمية أو العملية.
أمينة العطوة