إرادة لا تقهر
خاض الجيش العربي السوري على مدى ثمانية أعوام أشرس المعارك دفاعاً عن استقلال سورية وسيادتها ومنع وقوعها في قبضة محور تآمر على إسقاط “نظامها” خلال أسابيع معدودة!
ولم يكن في حسبان المتآمرين في الداخل والخارج أن الجيش العربي السوري الذي يجسد الشعب على امتداد الخارطة الجغرافية لسورية سيصمد ويدحر قوى العدوان ويمنعها من احتلال البلاد وإخضاعها للاستعمار من جديد!
كانت رسالة الصمود والتصدي لأكبر مؤامرة دولية لإسقاط الدولة السورية واضحة منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية على وطننا: نحن شعب يتمتع بإرادة لاتقهر.
ولم نكن وحدنا في التصدى للعدوان.. فمثلما كان محور “الشر” ضد سورية -والذي ضم أكثر من ثمانين دولة- مصمماً على إسقاط دولتنا وإخضاعها للهيمنة الغربية وخاصة للهيمنة الإسرائيلية، استنفر محور الأصدقاء والحلفاء مدعوماً بقوى تحرر متعددة مصمماً أيضاً على إلحاق هزيمة شنعاء بالمتآمرين وبأذرع جيوشهم الإرهابية التي جندوها من جميع أصقاع الأرض!
وبفعل إرادتنا التي لاتقهر حقق الثالوث المقدس: الشعب والجيش والدولة انتصاراً على الأعداء، وهزم مشروعهم الذي كان يهدف إلى إخضاع سورية إلى هيمنة الاستعمار الجديد.
كانت رسالة الأعداء واضحة منذ الأيام الأولى وأعلنتها بوقاحة وصفاقة المتحدثة باسم البنتاغون: الحرب ضد سورية لن تنتهي إلا إذا فك “النظام” تحالفه مع إيران، وتوقف عن دعم المقاومة ضد إسرائيل، وأبرم اتفاقية سلام مع حكومة العدو!
وكان رد سورية سريعاً وحاسماً: تريدونها حرباً مفتوحة، فلتكن حرباً مفتوحة!
وهاهي سورية بعد ثمانية أعوام وبفعل إرادة شعبها وجيشها وقيادتها تنتصر في المعركة العسكرية ضد جيوش الإرهاب، وتحتفل بعيد الاستقلال وهي تتمتع بقرارها المستقل، ومصممة على بسط سيادتها على كامل التراب السوري!
ولم نكن نتوقع أن يعلن العدو هزيمة مشروعه في المنطقة، وتوقعنا أن يشن علينا حرباً جديدة تجسدت في العقوبات الاقتصادية، وفي الحصار الذي يسعى لمنع وصول المستلزمات الأساسية للشعب السوري!
حسناً.. لسنا وحدنا في مواجهة العقوبات والحصار، مثلما لم نكن وحدنا في مواجهة الإرهاب والتآمر على إسقاط دولتنا، وسنستطيع بفعل إرادتنا التي لاتقهر الانتصار في هذه الحرب الاقتصادية مثلما انتصرنا عليها في ثمانينيات القرن الماضي!
لقد حولنا في السابق العقوبات إلى فرصة للاعتماد على الذات، وحققنا خلال سنوات قليلة الاكتفاء الذاتي من السلع الرئيسية الغذائية والتموينية والصحية.. إلخ.
وسنفعلها من جديد من خلال سياسة الحكومة التي أعلنتها مؤخراً، والتي تهدف إلى تصنيع بدائل المستوردات، أي سياسة الاعتماد على الذات التي أثبتت نجاحها في بلادنا وفي كل بلد تصدى للاستعمار الغربي قديماً وحديثاً!
علي عبود