عسكريو لبنان المتقاعدون يعتصمون رفضاً لتخفيض الرواتب
تحاول الحكومة اللبنانية الهروب من مشكلاتها الاقتصادية المتراكمة خلال السنوات الماضية، وخاصة مشكلة العجز الحكومي وارتفاع الدين العام، عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات، التي كان آخرها اقتطاع جزء من الرواتب، الأمر الذي أثار مجموعة من ردود الأفعال الرافضة، ولاسيما بين العسكريين المتقاعدين، الذين نفّذوا أمس وقفات احتجاجية في عدد من المناطق للتعبير عن رفضهم لاقتراح الحسومات على رواتبهم.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن العسكريين المتقاعدين قطعوا عدداً من الطرق الرئيسية، حيث توقّف السير على الطريق الدولية في عاليه لفترة من الوقت وعلى طريق عام شتورا ضهر البيدر عند مفرق قب الياس، وكذلك على أوتوستراد الناعمة بعدما أقدم العسكريون على إحراق الإطارات، ما تسبّب بزحمة سير خانقة قبل أن يعاد فتح الطريقين أمام المواطنين.
ونفّذ العسكريون أيضاً اعتصاماً على أوتوستراد صيدا صور في بلدة الغازية وقطعوا الطريق بالاتجاهين حاملين لافتات تطالب بحقوقهم ومحذرين من المساس بها.
وشهدت مدينة طرابلس ومنطقة شكا بالبترون شمال لبنان وقفات احتجاجية رفضاً لهذا الاقتراح.
وعبّر العسكريون المتقاعدون عن رفضهم لأيّ تصرّف أو أي اقتطاع من حقوق العسكريين سواء كانوا في التقاعد أم في الخدمة الفعلية.
وألقى رئيس “الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى” العميد المتقاعد مارون خريش كلمة باسم المعتصمين، أكد فيها أن “الاعتصام خطوة تحذيرية بالتزامن مع خطوات مثلها في عدد من المناطق، في إقفال الطرق لكي ننذر الحكومة ومجلس النواب والمسؤولين في الدولة بأنه ليس هكذا تصحّح مالية الدولة وضرورة التراجع عن هذه الخطوة، لا بل إعادة إعطائنا الحسميات علينا طوال السنتين الماضيتين”. وقال: “اذا تعدَّوا على رواتبنا فنحن والخدمة الفعلية يداً واحدة نطالب قائد الجيش ألا يتراجع، لأن ما جرى أمر غير مسبوق وأي تراجع فالعدو بالمرصاد لنا كي يدخل ويخرّب الأمن، رغم أن الجيش سيكون بالمرصاد لكل من يحاول التخريب”، وختم: “ندرس مع المتقاعدين الإداريين الاعتصام غداً معاً في خطوة تحذيرية أيضاً في ساحة رياض الصلح تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس النواب”. وشهد لبنان خلال الأشهر الماضية اعتصامات ومظاهرات احتجاجية ضد سوء الأوضاع المعيشية.