تحقيقاتصحيفة البعث

أبطال الجيش .. حماة الأرض وأمثولة الصمود والعطاء

 

يعيش السوريون في ذكرى الجلاء انتصاراً قيماً، يستذكرون بطولات رجال عظام، فكيف لا؟.. وهم أحفاد سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو والشيخ صالح العلي وأحمد مريود، الذين سطّروا أروع ملاحم البطولة والإباء وطردوا آخر جندي فرنسي عن ثرى الوطن الحبيب، وذلك يوم 17 نيسان /1946/ فدوّنوا تاريخ النصر وسجلوا ملحمة الخلود. وفي رحاب الجلاء يتابع أبطال جيشنا العربي السوري صدّ الإرهابيين التكفيريين الذين يحاولون احتلال الأرض، فكان لهم جيشنا الأبي بالمرصاد حتى كتابة جلاء جديد يسطع فيه فجر الحرية على أرض السيادة.

عيد النصر والفخر

الرفيق المهندس سمير خضر، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في فرع الحزب بطرطوس، لفت إلى أن عيد الجلاء هو عيد النصر وعيد  الفخر والافتخار بشعب جبار وجيش مغوار وقائد حكيم، مضيفاً: ونحن في رحاب الجلاء نترحم على شهدائنا الأبرار وندعو بالشفاء العاجل لجرحانا والعودة الميمونة لمفقودينا ومخطوفينا، كما نوجّه أسمى آيات الحب والعرفان إلى أرواح الأبطال المجاهدين صنّاع الجلاء والانتصار، الذين زرعوا غرسة البطولة والفداء وكانوا أمثولة في الكفاح والنضال ضد المستعمر الفرنسي الذي رحل بفضل تضحياتهم، ويتكرّر الجلاء اليوم بفضل أرواح شهدائنا الأبرار وبطولات جيشنا وجراح أبطالنا الذين جدّدوا الجلاء ورسموا خريطة النصر لسورية بدمائهم الطاهرة الزكية، فلهم منا كل الوفاء والإباء، وكل التحية إلى قائد الأمة السيد الرئيس المفدى بشار حافظ الأسد.

أمثولة في الصمود

وتابع الرفيق رئيس مكتب الإعداد: أثبتت السنوات الثماني العجاف أن شعبنا العظيم وجيشنا المغوار، أمثولة في الصبر والصمود وأيقونة في العطاء والجود والكرم، وهذا ما أثبتته معارك الشرف والإخلاص، فعندما يريد أبطال جيشنا الباسل دخول أي منطقة لتطهيرها يكون النصر حليفهم بالتأكيد، مضيفاً: يحضرني قول لمؤسّس الجيش العربي السوري وزير الحربية الأسبق الشهيد يوسف العظمة، عندما دخل الفرنسيون بجيش جرار إلى دمشق، جهّز قواته القليلة العدد ليتصدى لجحافل المستعمرين الفرنسيين، فقال له أصدقائه: كيف لك أن تهزم هذا الجيش الجرار، فقال قوله الشهير: “شرف لي أن أستشهد وألا يقال إن المستعمرين دخلوا إلى دمشق دون مقاومة”.. وهذا القول تربّى عليه جيشنا العقائدي الذي أسّسه القائد حافظ الأسد، واستمر بنهجه عظيم الأمة القائد العام للجيش والقوات المسلحة الرئيس بشار الأسد، ونحن دائماً ندعو لقواتنا الباسلة بالنصر ليتجدّد الجلاء الذي عشناه ونعيشه يومياً بفضل دماء شهدائنا وجرحانا وبطولات بواسلنا.

تضحيات جسام

ولفت الرفيق خضر إلى أننا يومياً نعيش انتصارات جيشنا العقائدي، وفي الأعوام الماضية توسّعت رقعة سيادة الدولة على أراضي وطننا الحبيب، وفي القادمات من الأيام ستتطهر سورية من براثن الإرهاب، وستعود السيادة الوطنية إلى كامل أراضينا بفضل التضحيات الجسام لبواسل جيشنا الأبي، حيث أثبتت الحرب أن الشعب السوري مثل طائر الفينيق الذي ينتفض دوماً من الرماد، كما أثبتت أن شعبنا عظيم، فنحن أحفاد المجاهد الشيخ صالح العلي ورفاقه المقاتلين الغيورين على ثرى الوطن الحبيب.

قلب العروبة النابض

وبيّن الرفيق خضر أن سورية “قلب العروبة النابض” كما وصفها جمال عبد الناصر، والصخرة التي تتحطّم عليها كل المؤامرات، وستعود وطن الياسمين لأننا ورثنا الحضارة ذات العشرة آلاف عام، وستعود بلد الأمن والأمان وبلد الحضارات، وستعود كما قال عنها عالم الآثار، مدير متحف اللوفر الفرنسي أندريه بارو: “لكل إنسان في العالم وطنان، وطنه الأم ووطنه الثاني سورية”.. فلولا تضحيات مجاهدينا وأبطالنا العظام لما كنّا موجودين وما كان هناك بلد اسمه سورية.

ثالوث مقدس

وأكد الرفيق رئيس مكتب الإعداد على قول عظيم الأمة وقائدها الرئيس بشار الأسد: “دعونا مع بعض لننتصر مع بعض”، حيث أثبت التاريخ أن سورية تعرّضت لحروب كثيرة ودائماً خرجت منتصرة بفضل ثالوثها المقدس: الشعب العظيم والجيش البطل والقائد الحكيم.

شعب الحرية

ورأى الرفيق الدكتور عميد قبلان، رئيس مكتب النقابات في فرع الحزب، أن الإنسان ولد حراً، وهي صفة من صفات البشر، أعطاها الله للإنسان ليميّزه عن غيره، فلا يمكن لأي كائن كان أن يقيّد حريته، ومن هنا فإن السيطرة أو الاستعمار أو الهيمنة مرفوضة بأي شكل وبأي صورة، ويتميّز السوريون عن باقي المجتمعات الأخرى بالحلم بالحرية، فنحن شعب لا نقبل إلا أن نعيش بعزة وكرامة، ومن هنا فالجلاء هو حالة الحرية للنفوس والأجساد، ولن نستطيع العطاء إلا حين نكون أحراراً، وهنا لا بد من العرفان لمن كان لهم الدور الأساسي برفع الطغيان والهيمنة والاستعمار عن وطننا وأرضنا، أبطال جيشنا العربي السوري البواسل وشعبنا الذي يأبى الذل والإهانة.

قوة ضاربة وتميز فريد

وذكر الرفيق رئيس مكتب النقابات، أنه وفي لقاء أحد كبار الساسة في العالم “هنري كيسنجر” مع إحدى وكالات الأنباء العالمية عام 2011، حمل الحديث استغراباً وتعجباً بأن سورية التي مساحتها أقل من دول مجاورة لها، كما أن عدد سكانها أقل، ومع ذلك تملك قوة ضاربة من نواح كثيرة، فمن النواحي الاقتصادية الطبابة فيها مجاناً والتعليم أيضاً، كما أن احتياطي القمح لديها يفوق الخمس سنوات، ومن النواحي الاجتماعية حيث الغرابة أكثر، إذ يوجد أكثر من أربعين طائفة واثنية، يعيشون ولا فرق بين مواطن وآخر في وطن السلام “سورية”، أما عن الجيش الذي بقي متماسكاً وثابتاً وراسخاً رغم كل ظروف الحرب الإرهابية على سورية فهذه حالة لم نشهدها في أي جيش من جيوش العالم.

الهوية انتماء

وأوضح الرفيق قبلان أنه وضمن هذه الصورة التي تمثّلها سورية، فإن الأطماع بالسيطرة على خيراتها كانت دافعاً للكثير من القوى العالمية للسيطرة على المقدرات، لهذا لم يكن من السهل مقاومة أطماع الاستعمار بصورته الفعلية إلا بتضحيات كبيرة من الجيش والشعب وحكمة القائد.

وختم الرفيق رئيس مكتب النقابات بالقول: مرّت سنوات عجاف مورس خلالها الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله، لكن السوريين يفخرون بانتمائهم وهويتهم ويأبون إلا أن يدافعوا عن تراب الوطن ليحيوا بعزة وكرامة في بلد السلام.

دارين حسن