بمناسبة عيد الجلاء.. فعاليات وطنية في المحافظات ودول الاغتراب
رغم مضي عقود على نيل سورية استقلالها وتحرّرها من نير الاستعمار الفرنسي لا تزال ذكرى الجلاء راسخة في أذهان الشعب السوري، الذي يواصل نضاله ضد أشكال جديدة من العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي.
ففي حماة (منير الأحمد)، أقامت شعبة المحاربين القدماء مهرجاناً خطابياً في صالة فرع حماة للحزب، أكد المشاركون فيه أن السوريين يجددون اليوم عهود التمسّك بالثوابت الوطنية والقومية، ومتابعة طريق النضال والمقاومة، الذي مهد له رجالات الثورة السورية الكبرى، للدفاع عن وطنهم ضد الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار إليه.
وبيّن الرفيق أمين فرع حماة للحزب أشرف باشوري أن يوم الجلاء، الذي يعد انتصاراً لإرادة التحرير على قوى البغي والعدوان، وانتصاراً للشعور الوطني والولاء للوطن على التسلط الأجنبي، جاء ثمرة نضال الشعب السوري وثوراته وبطولات مجاهديه وتضحياتهم العظيمة، مشيراً إلى أن الشعب السوري الذي سجّل أروع البطولات على مر التاريخ لن يبخل اليوم عن تقديم كل أشكال الدعم لتعزيز صمود الجيش العربي السوري.
بدوره تحدّث العقيد المتقاعد مخلص حمشو عن ذكرى الجلاء بما تحمله من فخر وتحد للعدو عندما رفض وزير الحربية السورية آنذاك يوسف العظمة تسليم العاصمة دون مقاومة متجاهلاً إنذار غورو، مستعرضاً بعض الصور القديمة لممارسات الاحتلال الفرنسي في بلادنا، والتي زادت من العزيمة والرغبة بالتحرّر.
من جانبه أكد العقيد مصطفى قاسم أن جميع الشعوب تنظر لاستقلالها على أنه عيد وطني لما يتضمنه من معاني، وخصوصاً أنه كان حصيلة عمل وجهد عسكري بدأ منذ أول يوم وطأت به أقدام العدو ثرى وطننا الطاهر, شارحاً المعارك والثورات التي قامت من الساحل إلى الشمال, مشيراً لدور المرأة، التي شاركت بمختلف أشكال المواجهة, وصولاً لتحقيق الجلاء، وذلك بجهود فئات الشعب كافة.
وفي دير الزور (مساعد العلي)، أقامت شعبة المدينة الأولى ندوة فكرية، وذلك في مبنى اتحاد العمال، أكد خلالها الرفيقان عمر الشوحان، مدير مدرسة الإعداد الحزبي، وزبير سلطان، رئيس فرع دير الزور لاتحاد الكتاب العرب، أن الاستقلال كان نتاجاً طبيعياً وتحصيلاً تاريخياً لجملة المنجزات الحضارية التي حققها السوريون عبر رحلتهم الإنسانية الطويلة، وأشارا إلى أنه مهما اشتدت المحن اليوم فإن القيم التي يحملها السوريون في نفوسهم وتتجذّر في وجدانهم هي ما سيكفل حتمية انتصارهم الجديد ودحرهم للإرهاب، ولتبقى سورية أبدية الحرية تعشقها وتدافع عنها ضد أي عدوان.
وفي اللاذقية (مروان حويجة)، زار الرفيقان محمد شريتح أمين فرع الحزب والمحافظ إبراهيم خضر السالم مثوى الشهداء في حي بسناده، ووضعا أكاليل الورود على أضرحة الشهداء، وقرأا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، وشدّدا على أن ما يحصل في سورية اليوم من إرهاب ومحاولات القوى الخارجية الداعمة له النيل من هذا البلد مصيرها الفشل بسبب عزيمة وإرادة وصمود السوريين وبطولات جيشهم وحكمة قيادتهم، كما أن الجولان العربي السوري هو جزء من الوطن وستتم استعادته مهما كان الثمن.
وفي مصر، أكد الطلبة السوريون أن ذكرى عيد الجلاء محطة مضيئة في تاريخ سورية، ولا سيما أن أبناءها بذلوا الغالي والنفيس في سبيل العزة والكرامة والاستقلال الوطني.
وجاء في بيان أصدره فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في مصر: إن هذه الذكرى تأتي وشعبنا العظيم، الذي قاوم عبر تاريخه النضالي الطويل شتى المستعمرين الغزاة وصنع بتضحياته يوم الجلاء الأغر، يؤكّد للعالم أجمع أن أعداءه لن ينجحوا أبداً في كسب الرهان على كسر إرادته، لأنه شعب صمم على تحقيق الجلاء الأكبر في تحرير كل ذرة تراب سوري من الإرهاب واستعادة الحقوق المغتصبة وإعادة إعمار سورية وفق أسس عصرية حضارية، جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري، وجدّد الطلبة العهد على البقاء أوفياء لمعاني ودلائل الجلاء الأغر ومآثره الكبيرة في الحفاظ على تراب الوطن والدفاع عنه في كل المحافل، معربين عن أملهم وثقتهم في أن تعود هذه الذكرى في العام القادم على بلدنا الغالي سورية وقد تحرّرت كل أراضيه من الإرهاب.
وفي كوبا، أقامت السفارة السورية بالتعاون مع فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية فعالية تضامنية في دار السكن السوري في العاصمة هافانا، أكد خلالها السفير الدكتور إدريس ميا أن الشعب السوري يحيي ذكرى عيد الجلاء هذا العام وهو أكثر تصميماً وإرادة على مواصلة مسيرة الصمود والمقاومة والتصدي لما يحيكه أعداء بلدنا من مؤامرات يسعون من خلالها لتحقيق ما فشلوا فيه عبر أدواتهم من التنظيمات الإرهابية، وأشار إلى أن سورية وكوبا اللتين انتصرتا معا في معركة التحرر والاستقلال ستحققان النصر في مواجهة الإرهاب والحصار الاقتصادي الذي تتعرضان له من رأس الإمبريالية العالمية مهما بلغ حجم التضحيات والتحديات.
حضر الفعالية آنا تيريسا غونزاليس نائب وزير الخارجية الكوبي وخوان كارلوس مارسان نائب رئيس دائرة العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ولويس إنريكي غونزاليز مدير وكالة الأنباء الكوبية برنسا لاتينا وعدد من موظفي الوكالة وبعض مديري الإدارات في وزارة الخارجية الكوبية والفريدو درويش رئيس فياراب أمريكا ورئيس الاتحاد العربي الكوبي وأعضاء الاتحاد ورودريغو ألفاريز كامبراس رئيس جمعية الصداقة العربية الكوبية وفرناندو غونزاليس رئيس المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب إيكاب وخوسيه ماوري رئيس دائرة العلاقات الدولية في اتحاد الشبيبة الشيوعية الكوبية ووفد من المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية يضم ارشيد الصياصنة وعمر العاروب وحشد من الطلاب السوريين الدارسين في الجامعات الكوبية وأبناء الجالية السورية.