معارك طرابلس تشتد.. وحكومة الوفاق تعلن حالة الطوارىء القصوى

تصاعدت حدّة الاشتباكات داخل العاصمة الليبية طرابلس، حيث قُتل وأصيب عدد من الأشخاص في قصف صاروخيّ استهدفها، بينما أعلنت الأمم المتحدة أنّ عدد النازحين بسبب المعارك في طرابلس وحولها يقترب من 20 ألف شخص. جاء ذلك في الوقت الذي حذّرت فيه بعض العواصم الأوروبية من مخاطر الانفلات الأمني في ليبيا على الأمن الأوروبي، حيث أعلنت كل من روما وبرلين عن اعتقال إرهابيين ينتمون إلى “داعش”.
ففي قصف صاروخيّ استهدف العاصمة الليبية طرابلس قُتل 4 أشخاص على الأقلّ وأصيب 8 آخرون، وقال سكان العاصمة: إنّ 7 انفجارات هزّت وسط المدينة، قبل تصاعد أعمدة الدخان فوق حيّ أبو سليم جنوب طرابلس الذي استهدفته صواريخ عديدة، فيما رفعت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الليبية حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى من أجل التصدي لأي محاولات تهدّد أمن العاصمة طرابلس، بينما ذكرت تقارير أنّ القوات الموالية لحكومة الوفاق تتمركز في مواقع لصدّ تقدم قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر باتجاه طرابلس.
وفي المقابل، قال أحمد المسماري المتحدّث باسم الجيش الوطني الليبيّ: إنّ قواته “تقاتل من أجل استقرار وأمن المنطقة بالكامل”، مطالباً في بيان صحفيّ مشيخة قطر “بوقف تدخّلاتها في الشأن الليبيّ”، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنّ عدد النازحين بسبب المعارك في طرابلس وحولها يقترب من 20 ألف شخص.
إلى ذلك، وفي سياق حالة الذعر التي أثارتها المعارك الدائرة في العاصمة الليبية من عودة الإرهابيين الفارين من جحيم المعارك هناك إلى الدول الأوروبية، قال ماتيو سالفيني وزير الداخلية الإيطالي: إن الفوضى والانفلات الأمني في ليبيا زاد من خطر وجود إرهابيين على متن قوارب المهاجرين المتجهين إلى إيطاليا، وقال: إن “تسلل الإرهابيين على متن قوارب المهاجرين لم يعُد خطراً محتملاً وإنما أصبح مؤكداً.. ومن واجبي أن أكرّر أنه لن يسمح برسوّ أي منها على الشواطئ الإيطالية”.
وكانت الشرطة الايطالية اعتقلت شخصين بتهمة ارتباطهما بتنظيم “داعش” الإرهابي والتخطيط لشن هجمات إرهابية في البلاد، وقالت النيابة العامة الإيطالية في باليرمو: إن “الشرطة اعتقلت شابين يبلغان من العمر 24 و18 عاماً في مقاطعتين مختلفتين من منطقة ميلانو وكانا يعتزمان تنفيذ اعتداءات”، مشيرة إلى أنهما تدرّبا على استخدام الأسلحة والاستعداد البدني والعسكري وتحميل تسجيلات فيديو حول تقنيات حرب العصابات أو العمليات الانتحارية.
بالتزامن، اعتقلت السلطات الألمانية شخصاً بتهمة الارتباط بتنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا، وقال المدعي العام الفيدرالي في “كارلسروه”: “إن الشرطة الألمانية اعتقلت المتهم البالغ من العمر 28 عاماً بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي والترويج له”، مشيراً إلى أن المعتقل أجرى تدريباً عسكرياً بعد انضمامه إلى التنظيم في سورية عام 2013 قبل انتقاله إلى ألمانيا في العام التالي.
وتشهد الدول الغربية عموماً حالة من الاستنفار الأمني خوفاً من ارتداد الإرهاب الذي دعمته بعض تلك الدول وتغاضت عن جرائمه في سورية إلى أراضيها وخاصة بعد الهجمات والاعتداءات التي شهدتها بعض هذه الدول خلال السنوات الماضية.
يذكر أن المخاوف الأوروبية تزايدت بعد أن أعلن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي إحباط محاولة تسلل ونقل أسلحة وذخائر تحت غطاء دبلوماسي أوروبي بينهم فرنسيون عبر الحدود البرية والبحرية بين ليبيا وتونس، ولفت إلى أن البحرية التونسية منعت المجموعة الأولى التي كانت تستقل زورقين مطاطيين على متنهما 11 شخصاً يحملون جنسيات دول أوروبية ولديهم جوازات دبلوماسية من دخول البلاد.
وتعيش ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “ناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية، ما حوّلها إلى مركز لتنقل المسلحين والمهاجرين بصورة غير شرعية إلى دول مجاورة.