كعك العيد
الموروث الاجتماعي والثقافي المتنوع الموجود لدى سورية يمنحها غنىً لا مثيل له يميزها عن دول الجوار، فكل مناسبة اجتماعية فيها أو عيد له طقوسه الخاصة به ومن ضمن هذه الطقوس الطعام المرتبط بتلك المناسبة ومما لا شك فيه أن شهر نيسان يعتبر من أكثر الأشهر التي تجتمع فيها مناسبات وتقام طقوس اجتماعية خاصة كالاحتفال بـ ما يسمى بخميس الحلاوة الذي يحمل الكثير من معاني التآخي بين الأهالي والذي تنفرد مدينة حمص بممارسة هذا الطقس، حيث تتزين فيه واجهات المحال التجارية بالحلاوة الخبزية والسمسمية والراحة، حتى أصبح جزءاً لا يتجزأ من تراث تلك المدينة، ويبدأ الأهالي الاحتفال به مع حلول شهر نيسان والحلوى الأكثر مبيعاً فيه هي الخبزية الحمراء والبيضاء والتي تأخذ شكل الهرم، ومن أهم الأعياد الدينية في شهر نيسان عيد الفصح المجيد الذي أيضاً له طقوسه الخاصة بما فيها الحلويات الخاصة والمرتبطة بهذه المناسبة الدينية العظيمة، والتي لا يمكن أن يخلو بيت منها، لها نكهتها الخاصة والمميزة في هذا العيد خاصةً أن كل أفراد الأسرة تجتمع لصناعتها حيث تحرص الكثير من الأسر السورية على صنعها في البيت لما تضفيه من دفء أسري، ومن أشهر الحلويات التقليدية الخاصة المعمول وكعك العيد وعادة تزيين البيض والمنازل وغيرها من العادات التي تضفي سحراً خاصاً، أيضاً الكثير من السوريين في بعض مناطق الريف السوري يمارسون طقساً اجتماعياً يحمل الكثير من البهجة والفرح في هذا الشهر يطلقون عليه تسمية (عيد الرابع) تعبيراً عن سعادتهم بقدوم فصل الربيع الذي يحمل الخصوبة والخير وسمي كذلك لأنه يأتي في اليوم الرابع حسب التقويم الشرقي، حيث ترتدي النساء والرجال أجمل اللباس وأبهى الألوان وتقام الاحتفالات الشعبية في أحضان الطبيعة، ويتزامن شهر نيسان هذا العام مع حلول ليلة النصف من شعبان حيث تتميز مدينة حماة بصناعة نوع خاص من الحلويات لهذه المناسبة وهو حلاوة المحيا التي تصنع من مكونين أساسيين هما السميد والسكر وتضاف المنكهات الطبيعية لها ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم بسبب توزيعها في ليلة إحياء النصف من شعبان والمحيا عكس الممات، وتعتبر هذه المناسبة بالنسبة لأهل حماة فرصة لاجتماع العائلة وصلة الرحم والمصالحات التي تقوي أواصر المحبة والألفة.
لينا عدرة