4 آلاف مهجّر يعودون من مخيم الركبان الجيش يدمّر أوكاراً لإرهابيي “النصرة” في ريفي إدلب وحماه
ردت وحدات من قواتنا المسلحة أمس على الخروقات المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد من قبل التنظيمات التكفيرية، ودمّرت بضربات مدفعية وصاروخية أوكاراً لإرهابيي جبهة النصرة على أطراف بلدة التمانعة وقريتي ترعي وأم جلال في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
كما قضت وحدات من الجيش على إرهابيين من جبهة النصرة في قرى المنصورة وتل واسط وخربة الناقوس بريف حماة الشمالي.
وفي إطار جهود الدولة السورية لإعادة المهجرين بفعل الإرهاب إلى الوطن عادت أمس دفعة جديدة منهم قادمين من مخيم الركبان في منطقة التنف عبر ممر جليغم بريف حمص الشرقي، فيما أعلنت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية المعنيتان بإعادة المهجرين السوريين أنه تم إخراج أكثر من 4 آلاف مهجّر من مخيم الركبان وإعادتهم إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها وتأمين احتياجاتهم.
وفي التفاصيل، عاد مئات المهجرين معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن ممن كانوا يقطنون مخيم الركبان بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية عبر ممر جليغم بريف حمص الشرقي. ولفت مراسل “سانا” إلى أن نقطة طبية وفرق الهلال الأحمر قدمت خدمات صحية للعائدين ومواد غذائية في الوقت الذي تم فيه تسجيل البيانات الشخصية لهم من قبل الجهات المعنية ليصار إلى نقلهم عبر حافلات جهزتها الجهات المعنية في محافظة حمص إلى مراكز الإقامة المؤقتة التي تم تجهيزها لاستقبالهم ريثما تتم إعادتهم إلى مناطق سكنهم الدائم. وعادت في الـ 16 من الجاري عشرات الأسر من قاطني مخيم الركبان من المهجرين بفعل الإرهاب عبر ممر جليغم، وتم نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة مجهزة لاستقبالهم ريثما تتم إعادتهم بشكل ميسر إلى مناطق إقامتهم الدائمة من قبل الجهات المعنية في المحافظة.
ويعيش في مخيم الركبان آلاف المهجرين السوريين بفعل الإرهاب أوضاعاً إنسانية صعبة، ويعانون نقص الرعاية الصحية ونقص الغذاء نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من الإرهابيين الموجودين في منطقة التنف والمخيم وابتزازهم وسرقة المساعدات الإنسانية التي تصلهم لأكثر من أربع سنوات.
وفي تصريحات للمراسل، أشار علي موفق عمار إلى قيام المجموعات الإرهابية المنتشرة في محيط منطقة التنف بترهيب الشباب أحياناً وترغيبهم أحياناً أخرى بالدولارات للانضمام إلى صفوفها، مبيناً أن القاطنين في مخيم الركبان تعرضوا لأقسى أنواع الظلم والتجويع من قبل الإرهابيين.
وأوضح بسام صبحي أن إرهابيي منطقة التنف المدعومين من قوات الاحتلال الأمريكية بنوا سياجاً حول مخيم الركبان ومنعوا أي شخص من السكان من المغادرة بغية استغلالهم لمصالحهم المشبوهة وأنهم كانوا يدخلون الفتات من الطعام المغمس بطعم الذل والإهانة إلى سكان المخيم، فيما أشارت عدلة الحميد إلى أن سورية ستبقى بلد الأمن والأمان على مر السنين. بينما لفت محمد الفنيش إلى أن أغلب السكان في المخيم يريدون العودة إلى قراهم التي حررها الجيش العربي السوري والخلاص من معاناتهم التي عاشوها داخله.
إلى ذلك، أعلنت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية المعنيتان بإعادة المهجرين السوريين أنه تم إخراج أكثر من 4 آلاف مهجّر من مخيم الركبان وإعادتهم إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها وتأمين احتياجاتهم. وخلال اجتماع مشترك عبر الفيديو كونفرانس عبر الأقمار الصناعية أكدت الهيئتان أنه تم منذ 23 آذار الماضي ولغاية أمس إخراج 4345 مهجراً من مخيم الركبان بينهم أطفال ونساء وكبار سن وشباب. وشددت الهيئتان على أن الدولة السورية تنفذ الضمانات كافة لتأمين الظروف المناسبة لحياة المواطنين العائدين وأمنت لهم مختلف الخدمات الطبية والمواد الأولية والغذائية وأن العمل جار لإعادة تنظيم الهويات والوثائق وفرص العمل إضافة إلى إعادة الأطفال إلى المدارس التي حرموا منها طيلة فترة تواجدهم في المخيم المذكور.
وحملت الهيئتان القوات الأمريكية المحتلة في منطقة التنف المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في المخيم ومنع دخول الحافلات إلى الركبان التي ترسلها الحكومة السورية لإنقاذ مواطنيها والبالغ عددهم نحو 40 ألف مهجر 80 بالمئة منهم نساء وأطفال يعيشون ضمن ظروف مأساوية وغير صحية. ودعت الهيئتان الجانب الأمريكي إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية وإنهاء النشاطات التخريبية للمجموعات الإرهابية التي تسيطر على المخيم والإسهام عملياً في تسريع عملية خروج المواطنين السوريين والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية للمخيم والخروج من منطقة التنف المحتلة بشكل غير قانوني، وطالبت الهيئتان منظمة الأمم المتحدة بالضغط لإلغاء العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب ضد سورية والمساهمة في عودة الحياة الطبيعية وإنشاء الظروف الملائمة للسوريين العائدين من المخيم.
وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أكد في كلمة خلال الاجتماع أن الدولة السورية وفرت الإطار التنظيمي والقانوني اللازم لعودة المهجرين السوريين من الداخل والخارج إلى ديارهم، مشيراً إلى أن العائدين من مخيم الركبان ليسوا أفراداً بل عائلات كاملة بينهم كبار السن والشباب والأطفال ويحصلون على العناية الطبية واللقاحات وتمت إعادة الأطفال إلى مدارسهم وتم خلق فرص عمل للعائدين.
ممثل وزارة الخارجية الروسية تساريكوف ايغور فيكتوروفيتش أشار إلى أن الوضع في مخيم الركبان يشابه ما يحصل في مخيم الهول الذي زاره خبراء الأمم المتحدة وأكدوا أنه يحتاج إلى 27 مليون دولار لكن الجانب الأمريكي مع حلفائه الذين يسيطرون على المنطقة أظهروا عدم القدرة على الاستجابة بشكل كاف للوضع الحالي للمواطنين السوريين.
ممثلو مكاتب المفوض السامي في الأمم المتحدة لشؤون المهجرين وإدارة تنسيق المساعدات الإنسانية في سورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري المشاركون في الاجتماع عبروا عن ثقتهم بالمبادرة الروسية السورية حول ضرورة التسريع في حل مسألة المهجرين في مخيم الركبان.
من جهة ثانية بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفياً مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تسوية الأزمة في سورية. وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أن الجانبين بحثا ملفات التعاون الثنائي وجدول الاتصالات المستقبلية وتبادلا الآراء حول بعض القضايا الملحة من الأجندة الدولية والإقليمية بما في ذلك إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سورية في سياق التحضير للقاء الـ 12 الدولي ضمن صيغة أستانا المقرر عقده يومي الـ 25 والـ 26 من الشهر الجاري في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.