داود أوغلو يحمّل أردوغان مسؤولية الهزيمة في الانتخابات المظاهرات تعمّ تركيا.. واعتقال 50 عسكرياً بذريعة الانقلاب
رغم أن اللجنة العليا للانتخابات أعطت التصريح بفوز مرشح المعارضة في اسطنبول أكرم إمام أوغلو، إلا أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وحزبه لم يسلموا بالأمر، فبعد العدد غير المسبوق في الطعون المقدمة من قبل حزب في انتخابات مجلس مدينة، لجأ أردوغان إلى إظهار وجهه الحقيقي بأنه إقصائي انتهازي، عبر السماح لعصاباته الإخوانية بالاعتداء على رئيس أكبر أحزاب المعارضة كمال كلشدار أوغلو خلال مشاركته في تشييع جندي في العاصمة أنقرة. مشهد يؤكد مرة أخرى أن أردوغان يحكم تركيا بمنطق قطاع الطرق، حيث رفضت قوات الأمن والدرك التركيين ملاحقة الجناة رغم أن الكاميرات أظهرتهم بوضوح ولكن لأن انتماءهم لعصابات أردوغان فقد تم التغاضي عنهم، بالتوازي واصلت أجهزته مطاردة معارضيه في صفوف الجيش باعتقال العشرات تحت ذريعة المشاركة في الانقلاب الفاشل.
وفي التفاصيل، تظاهر مئات الآلاف من الأتراك أمس احتجاجاً على اعتداء سلطات النظام التركي على زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، وحمّل المتظاهرون الذين خرجوا في جميع الولايات التركية أردوغان مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له كيليتشدار أوغلو، وقال فائق أوزتراك المتحدث باسم الحزب: إن أردوغان بتهربه يريد أن يقول لأتباعه إنه يؤيد هذا العدوان الإرهابي، حيث لم تتخذ قوات الأمن أي تدابير لمنعه ومحاسبة المسؤولين عنه.
بدورها أكدت رئيسة الحزب في بلدية اسطنبول جانان كافتانجى أوغلو أن الاعتداء هو رد فعل على الهزيمة التي مني بها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية الأخيرة في اسطنبول وأنقرة وولايات مهمة أخرى، وبينت التحقيقات الأولية أن من الذين اعتدوا على كيليتشدار أعضاء في حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية.
وفاز حزب الشعب الجمهوري الشهر الماضي برئاسة بلدية كل من أنقرة واسطنبول في الانتخابات المحلية، لكن حزب أردوغان يسعى إلى إعادة الاقتراع في اسطنبول زاعماً حصول مخالفات.
وفي سياق النقد الذي يوجه إلى أردوغان على خلفية الخسارة في الانتخابات البلدية قال رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو: إن التحالف بين حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه أردوغان، والقوميين أضر بالحزب وذلك في بيان ينتقد سياسات الحزب بعد الانتخابات المحلية التي جرت الشهر الماضي، وذكر داود أوغلو في بيان مكتوب “تظهر نتائج الانتخابات أن سياسات التحالف أضرت بحزبنا سواء على مستوى الأصوات أو كيان الحزب”، وتابع: “انتهى الجدل الذي ساد خلال فترة الانتخابات المحلية، الجميع الآن يتجهون إلى حياتهم اليومية ويركزون على أعمالهم”.
وفي سياق آخر، اعتقلت سلطات النظام التركي أمس 50 عسكرياً بتهمة صلتهم بالداعية التركي فتح الله غولن الذي يتهمه هذا النظام بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في تموز 2016، وقالت مصادر قضائية: إن الادعاء في العاصمة أنقرة أصدر مذكرات الاعتقال لتشمل عسكريين في مناطق عدة بتركيا، وذلك كجزء من تحقيقات بشبكة ترتبط بمنظمة غولن في الجيش حسب زعمها، وأضافت: إنه ونتيجة لذلك تم اعتقال 50 عسكرياً بينهم 35 ما زالوا في الخدمة في إطار عمليات متزامنة جرت في 24 محافظة.
يشار إلى أن نظام أردوغان استغل محاولة الانقلاب لتصفية خصومه ومعارضيه، حيث اعتقل عشرات الآلاف من الأشخاص بينهم صحفيون وقضاة وشخصيات من المعارضة وموظفون حكوميون وعسكريون وفصل نحو 150 ألفاً آخرين أو أوقفهم عن العمل في القطاعين العام والخاص.