المكاشفة المطلوبة
يبقى الحديث عن نادي الاتحاد وكرته على وجه الخصوص يحمل الكثير من الشجون والهموم، وهو حديث لم يعد يحتمل التأجيل، والتأويل، والخروج عن النص، بالنظر إلى تراكم المشكلات الفنية، والإدارية، والمالية التي انعكست سلباً على مردود النادي بشكل عام، وكرته خاصة، والتي منيت بخيبة أمل بعد سلسلة الانكسارات والإخفاقات التي حصدها فريق الرجال بكرة القدم في البطولة الآسيوية، وفي المنافسة على لقب بطولة الدوري الممتاز، والذي بات خارج إطار كل الحسابات.
وبعيداً عن الدعم المادي والمعنوي، والمؤازرة الجماهيرية اللافتة للفريق في مشواره الآسيوي، وفي الدوري، نرى أن إدارة النادي مدعوة لإجراء مكاشفة واقعية ومنطقية، وبكثير من الجرأة والشفافية، وتوضيح الأسباب والمسببات المباشرة والخفية لهذا الفشل الكروي، والكشف عن خطواتها اللاحقة ومساعيها لتلافي وتجاوز مجمل الأخطاء والعثرات التي اعترضت مسيرة النادي وفريقه الكروي خلال هذا الموسم، والتي نأمل أن تتسم هذه المرة- أي الخطوات المنتظرة- بالجدية، والغيرية، وبروح المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع دون استثناء لتصحيح مسار النادي، والانتقال به إلى واقع أفضل، واستعادة مكانته وحضوره المؤثرين رياضياً، واجتماعياً.
ونعتقد أنه بالإمكان تحقيق هذا الهدف فيما لو توفرت النوايا الصادقة والمخلصة، وتم انتهاج سياسات عمل واضحة تزيل كل حالات الغموض واللبس، وتضع حداً لحالات التفرد بالقرار، والتحكم بمصير النادي، وتخفف من تأثير- الأنا المتورمة- لدى البعض، والتي مازالت تشكّل حجر عثرة أمام توظيف إمكانيات وطاقات النادي في مكانها وزمانها المناسبين.
ختاماً لا شك أن مشهد نادي الاتحاد الحالي قد يكون متطابقاً ومشابهاً لواقع الأندية الأخرى مع بعض الفوارق، وهو ما يجب أن تتنبه له القيادة الرياضية في المحافظة، وأن تبادر إلى وضع الحلول الناجعة لإخراج الرياضة الحلبية عموماً من دوائر أزماتها وإخفاقاتها، واستعادة ألقها وبريقها المفقودين.
معن الغادري