طهران: على واشنطن التفاوض مع الحرس الثوري قبل دخول مضيق هرمز
رداً على المحاولات الأمريكية الرامية لحظر بيع النفط الإيراني، أكد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي، خلال استقباله حشداً من العمال، أن محاولات حظر بيع النفط الإيراني لن تفلح، مشيراً إلى أن إيران استطاعت تصدير النفط كما تريد وعلى قدر حاجتها، وأضاف: “يمكننا أن نصدّر نفطنا قدر ما نحتاج وقدر ما نشاء، كما عليهم أن يدركوا أن عداءهم لن يمر دون رد، وسيتلقون الرد المناسب لأن الشعب الإيراني لن يسكت على العدوان”، متابعاً: “إنهم وحسب أوهامهم قد أغلقوا الطريق إلا أن شعبنا النشط ومسؤولينا اليقظين سيفتحون الكثير من الطرق المغلقة لو عقدوا العزم على ذلك”.
وأشار الخامنئي إلى المحاولات الفاشلة لاستهداف وإركاع الشعب الإيراني عبر الإجراءات الاقتصادية، وقال: عليهم أن يعلموا بأن الشعب الإيراني لن يركع أمامهم، وشدد على ضرورة التقليل من اعتماد إيران على بيع النفط.
في السياق ذاته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة ليست شرطي العالم لتمنح الإعفاءات لأحد أو تلغيها عنه، كما أن سلوكها أسوأ من قطاع الطرق، وقال، خلال مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عقد في نيويورك تحت عنوان اليوم الدولي لتعددية الأطراف والدبلوماسية من أجل السلام: إننا لا نعير اهتماماً لا للإعفاءات ولا لإلغائها، إلا أنه على بقية العالم أن تتخذ موقفاً من هذه السياسات الأمريكية، مشيراً إلى أن أمريكا لا تكتفي بالقول للدول الأخرى لا تنفذوا قراراً مصادقاً عليه من قبل مجلس الأمن الدولي، بل ذهبت أبعد من ذلك، حيث تقول لتلك الدول بأننا سنعاقبكم إن نفذتم القرار.
وتابع ظريف: إننا نشهد الآن فرض آراء الكيان الإسرائيلي على أمريكا، ويبدو أن هاجس وقلق الرئيس دونالد ترامب وأعضاء البيت الأبيض على مصالح هذا الكيان أكبر بكثير مما يشعرون به تجاه أمريكا، وهم في الحقيقة دخلوا لعبته الخطيرة جداً بما يؤثر على المنطقة والعالم، واعتبر أن أمريكا هي المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في منطقتنا بتعاونها مع مصادر زعزعة الاستقرار فيها وتقديم الدعم للأطراف التي تقف خلف التطرف والإرهاب، مثل النظام السعودي، الذي خرق جميع مبادئ القوانين الدولية الإنسانية في اليمن والبحرين وسائر أنحاء المنطقة.
وأشار ظريف إلى أن إيران اتخذت منذ البداية قراراً بالوقوف أمام نهج الأحادية الأمريكية، داعياً الدول الأخرى أيضاً لاتخاذ موقف مماثل وأن تقرر هل تريد المساومة أم المقاومة، وأعلن أيضاً أن على الولايات المتحدة التفاوض مع الحرس الثوري لبلاده إذا أرادت الدخول إلى مضيق هرمز.
وقال ظريف: “إذا أرادت الولايات المتحدة الدخول إلى مضيق هرمز فعليها التفاوض مع الطرف الذي يقوم بحمايته، أي الحرس الثوري الإيراني”، واعتبر مع ذلك أن إبقاء مضيق هرمز مفتوحاً في مصلحة الأمن القومي للجمهورية الإسلامية، وشكّك في أن الرئيس الأمريكي يريد خوض نزاع مع إيران، مضيفاً: “إنه يعتقد أنه قادر على تركيعنا، لكنه يخطىء، وشدد: مع ذلك على أن الولايات المتحدة تتبع “سياسات خطيرة جداً” تجاه بلاده، لكن العقوبات الأمريكية لن تغيّر نهج الجمهورية الإسلامية.
واعتبر ظريف أن الحكومة الإيرانية ستجد مشترين جدداً لنفط البلاد، وستواصل “استخدام مضيق هرمز كممر آمن لشراء النفط الإيراني”، محذّراً الولايات المتحدة من تداعيات حال اتخاذها أي “إجراءات مجنونة” لعرقلة هذه المبيعات، كما أشار إلى أنه ليست هناك أي حاجة إلى مفاوضات جديدة حول ملف إيران النووي، موضحاً: “الاتفاق الذي أبرمناه يمثل أفضل صفقة يمكننا التوصل إليها.
بدوره أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن أمريكا ستدفع ثمن ممارساتها العدائية ضد إيران، لافتاً إلى أن الحرس الثوري الإيراني يضطلع بدور أساسي في إحباط مخططات واشنطن، وشدد خلال مراسم تقديم القائد الجديد للحرس الثوري على دور الحرس الثوري في مواجهة مؤامرات واشنطن وعقوباتها ضد إيران، فيما قال القائد الجديد للحرس الثوري اللواء حسين سلامي: إن علينا أن نوسع نطاق اقتدارنا من المنطقة إلى العالم لئلا تبقى أي نقطة آمنة للعدو في أنحاء العالم، لافتاً إلى أن الحرس الثوري يواصل دربه في ذروة الشعبية والقوة والعظمة والاقتدار.
في سياق متصل صدّق مجلس صيانة الدستور في إيران على قرار يهدف إلى تقوية وتعزيز مكانة الحرس الثوري الإيراني في مواجهة القرار الأمريكي ضده، وقال الناطق باسم المجلس عباس علي كدخدائي في تصريح: إن جميع أعضاء مجلس صيانة الدستور صدّقوا بالإجماع على القرار لمواجهة الإجراء الأمريكي حول وضع الحرس الثوري ضمن ما تسمى قائمة الإرهاب.