معـــرض الربيــــع التشـــــكيلي الســـــنوي:أعمـــال رافـــدة ومنافســـة اســـتحقت جوائزهــــا بجـــــدارة
افتتح مساء أول أمس الأربعاء معرض الربيع السنوي للفنانين التشكيليين الشباب الذي ترعاه وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين وتقيمه مديرية الفنون الجميلة، ضم المعرض أكثر من 150 عملاً تنوعت بين التصوير الزيتي والحفر والنحت، في غياب التجارب الجديدة من فنون الفيديو آرت والأعمال التركيبية التي لم تحظى برواج حتى الآن في حياتنا التشكيلية وذلك لأسباب منها غياب منصات العرض والاقتناء المناسبة وغياب الاتفاق عموماً على شرعيتها كواحدة من الأعمال التشكيلية التي تنتمي لبيئتنا الثقافية حالياً، فضلاً على التكاليف التي لا يحتملها البعض من الفنانين مثلما لا يتوقع منها أي مردود مادي أيضاً فيما اللوحة التقليدية أو لوحة المسند لا زالت تحافظ على بعض من هيبتها ووجودها كأداة تعبير مقبولة، ولا نغفل نزوع الشباب ورغبتهم عموماً في البحث وطرق أبواب تعبير جديدة بأدوات معاصرة كالتقنيات الرقمية التي تؤمن عوالم تأثير أوسع تخاطب مجالات حسية أوسع مساحة مثلما تخاطب شريحة جماهيرية أوسع.
ربما كان للجنة التحكيم خيارها الجريء في هذا المعرض بعدم عرض أي عمل لا يرقى للمستوى المطلوب واستبعاد الأعمال الغير مستوفية لشروط العمل الفني الصحيح، فقد توزعت الجوائز على النحو التالي: الجائزة الكبرى للفنان أحمد طلاع، وفي التصوير: حسن الماغوط، وصفاء الناصر، وسليمان أبو سعدة، ووفاء الزبداني، وجائزة لجنة التحكيم لمجد الحناوي أما في الحفر “الغرافيك”: ريم أبو عساف، تسنيم شيخموس، يارا عزام.
تميز معرض هذا العام بمستواه المختلف عن الأعوام السابقة فقد تميزت الأعمال عموماً بجدية أصحابها ودأب بحثهم البصري الواضح في موضوع تقنية فن التصوير بالتوازي مع طرح أفكار جديدة تتصف بالمعاصرة والتجاوز للمتفق عليه والمألوف في هذا الاتجاه والتحرر من تأثير التجارب المعروفة التي تحسب للفنانين الكبار والأساتذة وهذا مؤشر واضح على عافية تتصف بالمنافسة ومؤكدة دورها في رفد الحركة التشكيلية وتأكيد ذاتها المبدعة كرافعة لفن تشكيلي سوري عريق ومواكب لأفكار فنية معاصرة وحداثوية دون الوقوع في متاهات التغريب وتشويه الهوية .
أكسم طلاع