ثقافةصحيفة البعث

“دراما ما قبل العرض” في أماسي

 

كشفت جلسة أماسي التي تقيمها وزارة الثقافة بإدارة الإعلامي ملهم الصالح في تظاهرة ما قبل العرض في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- بأن الأعمال الاجتماعية المعاصرة تتصدر، ويدخل بعضها بتبعات الحرب الإرهابية وتفصيلاتها، مع حضور الكوميديا بأعمال عدة، في حين تتراجع نسبة أعمال البيئة الشامية، وتدخل درامانا الفكر الصوفي بالأعمال التاريخية الضخمة، وتستمر الرواية التلفزيونية.
اعتمد الصالح على التحليل والتقسيم للسلة الرمضانية بتقسيمها إلى دراما القطاع العام، ودراما القطاع الخاص، والدراما العربية المشتركة، لتصل أكبر نسبة إنتاج للقطاع الخاص إلى النصف، والقطاع العام إلى الربع بستة أعمال، وعشرة أعمال للإنتاجات العربية.

الرواية التلفزيونية
ومن إنتاجات القطاع العام تميّز مسلسل أثر الفراشة المقتبس عن رواية الحب في زمن الكوليرا، إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ويستضيف مسلسل ناس من ورق إخراج وائل رمضان في كل حلقة نجماً من نجوم الدراما الأوائل، أما شوارع الشام العتيقة فتألق بالبطل الأوحد رشيد عساف، وعقب الصالح على غفوة القلوب والعمل المتصل- المنفصل عن الهوى والجوى وترجمان الأشواق، وأعمال مديرية الإنتاج التلفزيوني المنتجة بإمكانات بسيطة لكمات متقاطعة وجاري الانتظار.

الكوميديا ووجوه جديدة
وتفرض الكوميديا حضورها القوي هذا العام بإنتاجات القطاع الخاص، منها كونتاك إنتاج إيمار الشام إخراج حسام رنتيسي بمشاركة نجوم الكوميديا، وتدخل اللهجة الحلبية إلى الأحداث، كما تساهم شاميانا بالعمل الكوميدي كرم منجل إخراج عمار تميم، ويعود بقعة ضوء بوجوه جديدة بتوقيع سيف شيخ نجيب إنتاج شركة سما الفن، بينما يتطرق مسافة أمان إنتاج إيمار الشام بتوقيع الليث حجو إلى الحرب الإرهابية ضمن محاوره. ونوّه الصالح إلى ظاهرة مشاركة المنتجين بالتمثيل بالأعمال كما في مشاركة ماهر العطار شركة شقرا بحركات بنات.
وانتقلت الأجواء إلى برومو المسلسل التاريخي ضمن إطار البيئة الشامية بالحرملك إنتاج كلاكيت إخراج تامر اسحق الذي يتناول حقبة من تاريخ الحكم العثماني في دمشق وانتصار المماليك ويركز العمل على دور النساء بالصراعات والاستيلاء على السلطة. كما استعرض بقية الأعمال منها الحب جنون الجزء الثاني وأيام الدراسة الجزء الثالث.
وبعد الجدل حول مسلسل “باب الحارة” تم التوصل إلى حل وإلى النسخة النهائية للعمل إنتاج قبنض، إخراج زهير رجب وانضمام عائلات جديدة وممثلين جدد وبيّن الصالح بأن باب الحارة مازال يحافظ على جماهيريته كما تابعت قبنض إنتاج الجزء الجديد من عطر الشام مع العمل الشامي الكوميدي كرسي الزعيم.

النص مرتبط بالإنتاج
ويعود الفنان بسام كوسا مع كاريس بشار إلى أعمال البيئة الشامية في سلاسل دهب إنتاج غولدن لاين بتوقيع المخرج إياد نحاس، وتحدث الصالح مع كاتب العمل سيف حامد الذي أوضح بأن العمل يبحث بقضايا اجتماعية ضمن إطار البيئة الشامية بعيداً عن شخصية العكيد، وأن الشخصيات أكثر واقعية بعيداً عن النمطية.
وطرح الصالح مسألة إستراتيجية شركات الإنتاج والتحكم بطلب النصّ وفق توجهاتها، ووافقه الرأي بأن نسبة الأعمال المكتوبة التي تنفذ لاتتجاوز 10%، وأن الإنتاج يفرض على الكاتب.

الدراما العربية المشتركة
وتستمر الدراما المشتركة العربية –اللبنانية مع شركة الصباح التي أنتجت ثلاثة أعمال، الجزء الثالث من الهيبة إخراج سامر برقاوي، بعنوان وقت الحصاد، ونوّه الصالح إلى إنتاج الشركة “التيزر” الخاص بالعمل للترويج له قبل العرض.
كما يلتقي الفنان قصي خولي مع النجمة نادين نجيم في”خمسة ونصّ” إخراج فيليب أسمر وسيناريو إيمان السعيد، ويعالج مشكلات وسائل التواصل الاجتماعي. أما العمل الثالث فهو دقيقة صمت تأليف سامر رضوان وإخراج شوقي الماجري بطولة عابد فهد.
وتطرق الصالح إلى الجديد بدراما 2019 بخوضها عوالم الفكر الصوفي والمنافسة بين أضخم أعمال السيرة الذاتية للمتصوف محيي الدين بن عربي بمسلسل مقامات العشق إنتاج محطة –أبو ظبي- الذي صوّر في دمشق إخراج أحمد إبراهيم أحمد وإنتاج المحطة لمسلسل الحلاج بطولة الفنان غسان مسعود إخراج علي علي، ومن الأعمال العربية المشتركة أيضاً”عندما تشيخ الذئاب” المستمد من رواية لجمال ناجي سيناريو حازم سليمان، وإخراج عامر فهد.
وعادت الدراما المشتركة السورية –الأردنية بعد انقطاع بالعمل الاجتماعي الكوميدي “لو جارت الأيام” إخراج محمد نصر الله إنتاج قبنض بمشاركة ممثلين سوريين وأردنيين.
والحدث الأهم في دراما 2019 هو دخول الدراما السورية المغرب العربي بالعمل المشترك الجزائري- السوري”ورد أسود” بتوقيع المخرج سمير حسين، فتوقف الصالح مع جورج عربجي كاتب السيناريو، حول المحاور الأساسية للعمل التي تتناول السلطة والنفوذ وتحليل سلوكيات الخلل النفسي للشخصية الرئيسة، ثم تطرق إلى الصعوبات التي تمثلت بالدرجة الأولى باللهجة الجزائرية الأمازيغية الصعبة وغير المفهومة بالنسبة لسورية، في حين اللهجة السورية المحكية (البيضاء) منتشرة في جميع دول الوطن العربي، فبيّن عربجي بأنه تم الاتفاق على اعتماد اللهجة البيضاء، أما المشاهد التي تتم بين شخصيات جزائرية فهناك اقتراح بدبلجة المشاهد، أو ترجمتها إلى اللغة العربية، كما واجهتهم مشكلة نقص الخبرة لدى الفنيين رغم الاستعانة بالخبرات السورية إلا أنها لم تكف لاسيما 60% من المشاهد صوّر في الجزائر.
ومن المغرب العربي إلى دخول الدراما السورية العالمية عبر إنتاج أضخم عمل تاريخي بعنوان”ممالك النار” إخراج المخرج البريطاني بيتر ويبر سيناريو محمد سليمان بن المالك بالاعتماد على منصة عرض “نتفليكس” ومن ثم دبلجة الأعمال وعرضها في دول أمريكا اللاتينية والصين، ليكون أول عمل درامي بعد السينما مما يشكّل بداية الطريق للوصول إلى التلفزيون الإلكتروني بعيداً عن الفضائيات.

ملده شويكاني