دمشق وموسكو: واشنطن تسعى للإبقاء على مخيم الركبان درعاً بشرياًالجيش يدك مقرات إرهابيي “النصرة” في الحواش وقلعة المضيق
واصلت وحدات من الجيش العربي السوري عملياتها المركّزة على مقرات وتجمعات المجموعات الإرهابية في ريفي حماة الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي، وذلك رداً على خروقات الإرهابيين المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد، والتي كان آخرها الاعتداء بـ 5 قذائف صاروخية على الأحياء السكنية في مدينة محردة وبلدة سلحب بريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن إصابة مدني بجروح ووقوع دمار كبير في بعض المنازل والممتلكات العامة والخاصة.
فقد دكّت وحدات الجيش، ومن خلال عمليات الرصد، بضربات مركّزة بسلاح المدفعية مقرات وتجمعات لإرهابيي “جبهة النصرة” في قريتي الحواش وقلعة المضيق بالريف الشمالي الغربي لحماة، وأوقعت الضربات إصابات مؤكدة في صفوف الإرهابيين، ودمّرت لهم أوكاراً ومواقع محصنة.
وفي وقت لاحق، رصدت وحدات الجيش تحركات لإرهابيي “النصرة” من محاور انتشارها في قرى وبلدات باب الطاقة والحويجة وكفرنبودة وتل الصخر والعريمة والكركات واللطامنة بريف حماة الشمالي، وتعاملت معها بالأسلحة المناسبة، وقضت على أعداد من الإرهابيين ودمّرت آلياتهم.
وفي ريف إدلب، نفّذت وحدات الجيش رمايات نارية دقيقة ضد مواقع وتحركات إرهابيي “النصرة” في قرى وبلدات الهبيط وترملا والقصابية وارينبة وعابدين بريف إدلب الجنوبي، وقضت على أعداد منهم، ودمّرت آليات ومقرات محصنة لهم.
يأتي ذلك فيما أصيب مدني بجروح، ووقعت أضرار مادية كبيرة جراء اعتداء المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على مدينة محردة وبلدة سلحب بريف حماة الشمالي الغربي، وذكر مراسل سانا في حماة أن المجموعات الإرهابية استهدفت بـ 3 قذائف صاروخية الأحياء السكنية في مدينة محردة، ما أسفر عن إصابة مدني بجروح ووقوع دمار كبير في بعض المنازل والممتلكات العامة والخاصة، ولفت إلى أن أضراراً مادية وقعت في ممتلكات المواطنين في بلدة سلحب جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتهما المجموعات الإرهابية على البلدة.
إلى ذلك أفاد مراسل سانا بأن وحدات من الجيش ردّت على مصادر إطلاق القذائف برمايات دقيقة، ما أدى إلى تدمير مرابض ونقاط محصنة للإرهابيين.
واعتدى إرهابيون يتحصنون في قرية قلعة المضيق بريف حماة الشمالي الغربي بعدة قذائف صاروخية الاثنين على منازل المدنيين بمدينة السقيلبية وبلدة شطحة، ما أدى الى وقوع أضرار مادية بالمكان دون وقوع إصابات بين المدنيين.
بالتوازي، جددت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين التأكيد على أن الولايات المتحدة تسعى للإبقاء على المهجرين في مخيم الركبان كدروع بشرية لوجود قواتها اللاشرعي في منطقة التنف.
وفي بيان مشترك صدر أوضحت الهيئتان أن “خروج المدنيين من مخيم الركبان يسير ببطء شديد في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة مواصلة تزويد المجموعات الإرهابية الخاضعة لسيطرتها بالمواد الغذائية التي تصل من خلال قوافل المساعدات الإنسانية إلى المخيم”.
ولفت البيان إلى أنه وبذريعة حرصهم على السوريين يعمل الأميركيون على الإبقاء على درع حي من سكان مخيم الركبان لمواصلة احتلالهم منطقة التنف، مؤكداً أن “الإجراءات غير البنّاءة التي اتخذها الجانب الأميركي، وأعرب من خلالها عن عدم رغبته تفكيك المخيم تؤدي إلى وقوع ضحايا جدد، وتضاعف معاناة السوريين الذين يتم احتجازهم قسراً في منطقة التنف التي يحتلها الأميركيون بشكل غير قانوني”.
وأشار البيان إلى أنه “عندما يجري التخطيط في المنظمات الإنسانية الدولية لإيصال المعونات الإنسانية إلى الأراضي السورية يجب أن يؤخذ في الاعتبار تسليم جزء من هذه المساعدات إلى الذين كانوا محتجزين سابقاً في مخيم الركبان، وتمكنوا من مغادرته إلى محافظة حمص وعددهم 7434 حتى الآن”، وأضاف: “إن الجانبين الروسي والسوري يدعمان عمليات إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين، لكن تجربة القوافل الإنسانية الأولى والثانية تحت رعاية الأمم المتحدة أظهرت أن جزءاً كبيراً من هذه الشحنات وقع في أيدي المجموعات الإرهابية”، موضحاً أنه “لا يمكن ضمان الشفافية في توزيع المساعدات الإنسانية إلا من خلال إيصالها المباشر إلى المخيم نفسه ومباشرة لممثلي الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والدولة السورية والهلال الأحمر العربي السوري الذين يمكنهم اتخاذ قرار محلي بشأن الخطوات الإضافية لإنقاذ حياة سكانه”.
وتحتجز قوات احتلال أميركية آلاف المدنيين، وتتعاون مع مجموعات إرهابية تنتشر في مخيم الركبان، وتعمل على ابتزاز المهجرين والسيطرة على معظم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المخيم، ما يفاقم الأوضاع الكارثية للمدنيين، ويهدد حياة الكثيرين منهم وخاصة الأطفال.
ومع تفاقم الوضع الإنساني في مخيم الهول بالحسكة نتيجة الإجراءات الأميركية ووجود الميليشيات التي تدعمها، أشارت الهيئتان في بيانهما إلى أنه “مع تقاعس وتواطؤ الجانب الأميركي تطوّرت نفس الحالة الكارثية أيضاً في مخيم الهول للاجئين، حيث وجد أكثر من 73 ألف شخص أنفسهم في ظروف صعبة جداً بينهم أكثر من 90 بالمئة من النساء والأطفال”، ودعت الهيئتان “الجانب الأميركي إلى احترام حقوق الإنسان واتخاذ إجراءات فورية من قبل الولايات المتحدة لضمان حرية الخروج لسكان مخيم الهول، وكذلك تشجيع زيادة إيصال الإمدادات الإنسانية إلى المخيم، وهو أمر ضروري، ولهذه الغاية يجب العمل على إقامة جسر عائم على نهر الفرات في منطقة البوكمال، وذلك بعد أن دمّرت الولايات المتحدة جميع الجسور التي كانت قائمة على نهر الفرات بطريقة همجية”.
وتقدّم الحكومة السورية الدعم والمساعدة للاجئين السوريين والمهجرين من مناطقهم بفعل الإرهاب في كل المخيمات مع إقامة مؤقتة لهم، وتدعم الفرق الإغاثية والطبية في ظل التضييق على عمل المنظمات الدولية من قبل المجموعات الإرهابية التابعة والمدعومة من الولايات المتحدة.
في الأثناء، أقرت وزارة الخارجية الأمريكية مجدداً بدعم واشنطن لجماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية المرتبطة بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سورية، وأكدت، في تغريدة على حسابها في تويتر، أن مسؤولين كباراً من الوزارة التقوا مع متزعمين في جماعة “الخوذ البيضاء” الأسبوع الماضي لمناقشة ما سمته “الاحتياجات الإنسانية”، مضيفة: “نحن فخورون بدعم أصحاب الخوذ البيضاء”.
وتأسست جماعة الخوذ البيضاء في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي، وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب، حيث تعمل جماعة الخوذ البيضاء ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها وخصوصاً “جبهة النصرة” بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.
سياسياً، جدد وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك دعم بلاده للحل السياسي للأزمة في سورية وضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها.
وفي تصريح للصحفيين في براتيسلافا بعد اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة فيشيغراد، التي تضم تشيكيا وبولندا وسلوفاكيا وهنغاريا مع وزير خارجية النظام التركي، أشار بيترجيتشيك إلى أن الاستقرار في سورية من شأنه أن يمكّن المهجرين بفعل الإرهاب من العودة إلى مناطقهم بسرعة.
يشار إلى أن رئيس الحكومة التشيكية أندريه بابيش أكد في آذار الماضي أن من مصلحة أوروبا حل الأزمة في سورية وأن يسود الأمن والاستقرار فيها كي يتمكن المهجرون السوريون من العودة إلى وطنهم.
وفي بيروت، بحث الرئيس اللبناني الأسبق العماد إميل لحود مع سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والأوضاع في المنطقة، وأكدا ضرورة التصدي لكل محاولات زعزعة أمن المنطقة وللمخططات الصهيوأمريكية ذات الصلة.