مباحثات لتطوير التعاون بين سورية وكوريا الديمقراطية:مواجهة محاولات واشنطن فرض أجنداتها
استعرض نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال لقائه باك ميونغ غوك نائب وزير الخارجية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والوفد المرافق بعد ظهر أمس علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في كل المجالات، بالإضافة إلى التعاون بين البلدين في المنظمات والمحافل الدولية.
وكانت وجهات النظر متفقة على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في المحافل والمنظمات الدولية دفاعاً عن القضايا الوطنية لكلا البلدين، وفي مواجهة محاولات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لتقويض مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وفرض سياساتها وأجنداتها على قرارات الدول الوطنية المستقلة.
وأعرب الوزير المعلم عن تقديره لمواقف كوريا الداعمة لسورية في المحافل الدولية وفي مواجهة الحرب الإرهابية المفروضة عليها، مؤكداً استمرار دعم الجمهورية العربية السورية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وتضامنها مع شعبها في صموده في مواجهة محاولات فرض سياسات عليها لا تتناسب ومصالح شعبها، وفي وجه الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على كوريا.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية الكوري الديمقراطي استمرار دعم كوريا لسورية ووقوفها إلى جانبها في وجه ما تتعرّض له من حرب إرهابية شرسة ومن عقوبات اقتصادية جائرة، معرباً عن شكر حكومته لسورية على مواقفها الداعمة لكوريا في وجه محاولات الهيمنة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ومشدداً على أهمية تنسيق المواقف بين البلدين في المحافل الدولية.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب الوزير والدكتور شفيق ديوب مدير إدارة آسيا وعبد المنعم عنان مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين، كما حضره سفير جمهورية كوريا الديمقراطية في دمشق.
يذكر أن تاريخاً من علاقات الصداقة المتينة والتعاون الثنائي المتميّز يجمع سورية وكوريا الديمقراطية، ويتجسّد باتفاقيات وبروتوكولات أبرمت بين الجانبين، تشمل مستويات مختلفة، فمنها الاقتصادي والتجاري، ومنها التكنولوجي والرياضي والثقافي، إضافة إلى المجال الإعلامي.
يأتي ذلك فيما حذّرت نائب وزير خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تشوي سون هوي من أن الولايات المتحدة ستواجه عواقب غير مرغوب فيها إذا لم تقدّم موقفاً جديداً في المحادثات النووية، ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية عن تشوي سون هوي قولها: عزم بيونغ يانغ نزع سلاحها النووي لم يتغير، لكن ذلك لن يحدث إلا إذا غيّرت الولايات المتحدة حساباتها الحالية.
وكان الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون حذّر في الـ12 من نيسان الجاري من أن انهيار المحادثات مع واشنطن زاد من مخاطر العودة إلى التوتر السابق، لافتاً إلى أنه سيمهل أمريكا حتى نهاية العام لتصبح أكثر مرونة.
بالتوازي، جدّدت كوريا الجنوبية تأكيدها على بذل أقصى الجهود لإنجاح عقد قمة رابعة بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن والرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ ايل لوضع حد للضغوط الأمريكية على سيئول لإفشال مثل هذه القمة.
وقال المتحدّث باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية لي سانغ مين: إن وزارة الوحدة تواصل التنسيق مع الوزارات المعنية للاستعداد الكامل لقمة بين الكوريتين، حيث سبق وأعرب الرئيس عن عزمه لعقد قمة بغض النظر عن الشكل والمكان.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي أبدى في الخامس عشر من الشهر الجاري استعداده لعقد قمة رابعة مع الرئيس الكوري الديمقراطي للمساعدة في إنقاذ المفاوضات النووية المتعثرة بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وأكد المتحدث أن الجانبين ملتزمان بالعمل المستمر من أجل التنفيذ الكامل للإعلان المشترك بيد أنه اعترف بأن التقدم في تنفيذ المشاريع والاتفاقيات المشتركة مع كوريا الديمقراطية أبطأ مما كان متوقعاً.
ووقع كل من مون وكيم إعلان بانمونجوم الذي يدعو إلى العمل من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل وتحسين العلاقات بين الكوريتين بالإضافة إلى الاتفاق على مشاريع مشتركة أخرى في القمة الأولى لهما على الإطلاق والتي عقدت في الـ 27 من نيسان من العام الماضي.
وعقد رئيسا الكوريتين ثلاث قمم العام الماضي، أكدا خلالها عزمهما على افتتاح عصر جديد للسلام المستدام والمصالحة بين البلدين، ووضع حد للحرب في شبه الجزيرة الكورية، وإنهاء عهد الانقسام والمواجهة في أسرع وقت ممكن، إلا أن استمرار الإجراءات والعقوبات والسياسات الأميركية المعادية لكوريا الديمقراطية يعيق نزع فتيل التوتر في المنطقة.