السوريون يحيون عيد الشهداء: أشد عزيمة على تحرير كامل الوطن من رجس الاحتلال والإرهاب قيادة الحزب: تقديم الغالي والنفيس لتبقى راية الوطن والعروبة مرفوعة
أحيت جماهير شعبنا وحزبنا، أمس، ذكرى عيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، لتؤكّد أن أحفاد روّاد الشهادة ممن قارعوا المستعمر القديم، العثماني والفرنسي، وطهّروا الوطن من رجسه، مصممون اليوم على مواصلة النضال حتى تطهير أرض الوطن من الإرهاب التكفيري- المدعوم من الغرب الاستعماري والصهيونية والعثمانية الجديدة والرجعية العربية- وتحرير الأراضي العربية المحتلة والسليبة، ومتمسكون أكثر من أي وقت مضى بالثوابت الوطنية والعروبية في مواجهة قوى الشر والعدوان.
الشعب السوري العظيم أحيا عيد الشهداء، والذين أعدمهم الاحتلال العثماني في دمشق وبيروت على يد السفاح جمال باشا عام 1916 لرفضهم الانصياع لإرادته، ليؤكّد أنه لن يركع أو يساوم، ومصمّم على الدفاع عن سيادته الوطنية ضد قوى الهيمنة والاستعمار، والبدء بمرحلة إعادة الإعمار والبناء، لتنعم الأجيال القادمة بمستقبل مشرق.
وبهذه المناسبة، أكدت القيادة المركزية للحزب أن السادس من أيار يرمز إلى أهم سمات النفسية الجمعية للشعب العربي السوري ولكل أبناء أمتنا العربية الشرفاء المتمسّكين بتقاليد أمتهم الكفاحية، فقيمة الشهادة كانت نبراس العطاء في مسارنا التاريخي الطويل، وقد اتسم هذا المسار بالتضحية في جوانب الحياة كلها، في الحضارة والثقافة والعلوم وبناء صرح القيم الإنسانية. وفي رأس قائمة هذه التضحيات تجلّت التضحية بالنفس من أجل الوطن باعتبارها القيمة الأعلى بين القيم، وأضافت في بيان: لقد واجه شهداء السادس من أيار عام 1916 بكل إباء وعزة استبداد العثمانية القديمة، واليوم يواجه أبناء جيلنا احتلال العثمانية الجديدة ويقدّمون الشهداء على جبهة تحرير الوطن وصون استقلاله وكرامته، وتابع البيان: كما يقدّم أبناء جيلنا التضحيات في مواجهة الاستعمار الجديد والصهيونية والتكفيرية والإرهاب، مكملين تضحيات شهدائنا الأبرار في الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار القديم الذي حملت لواءه على أرضنا فرنسا..
وأضافت القيادة المركزية للحزب: إن يوم الشهيد مناسبة نتوجّه فيها جميعاً بأسمى آيات التقدير والإجلال إلى أرواح الأنبل والأكرم في العطاء والتضحية، شهدائنا الأبرار. وهذا الإجلال مهم لأنه يعبّر عن وفائنا لتضحياتهم، لكن الوفاء الأهم هو الاعتبار بما قدّموه، وهذا يكون بأن نبذل كل ما في وسعنا من جهود وطاقات لحماية ما ضحوا بحياتهم من أجله، عزّة الوطن وكرامته، وتابع البيان: إن حزب البعث، الذي شارك أعضاؤه في تضحيات هذا الشعب العظيم وهم جزء منه، وارتقى منهم شهداء في مواجهة الإرهاب وحماته، يؤكّد اليوم أن أبناء الوطن جميعهم على عهد التضحية والفداء ماضون، لتبقى راية الوطن والعروبة مرتفعة خلف قيادة أمين حزبنا العام والقائد العروبي المفدّى السيد الرئيس بشار الأسد..
كما احتفلت القوات المسلحة بمختلف صنوفها بعيد الشهداء، حيث ألقى قادة الوحدات العسكرية كلمات أشاروا فيها إلى أن “سورية قدّمت على مر التاريخ قوافل الشهداء في سبيل الدفاع عن ترابها وصون عزتها وكرامتها، وهي لا تزال تقدّم مواكب الشهداء الأبرار الذين سيبقون في وجداننا منارة تؤجج جذوة النضال والكفاح في وجه كل مستعمر أو طامع بخيرات الوطن”.
وتطرّق القادة في كلماتهم إلى أن سورية غدت بدماء شهدائها الميامين أكثر صموداً وإصراراً على التصدي للمشروع العدواني الرامي إلى النيل من مواقفها الوطنية المبدئية الرافضة لكل أشكال الإذعان والهيمنة على قرارها الوطني المستقل، وهي اليوم أكثر إصراراً على محاربة الفكر التكفيري الوهابي الظلامي، فسورية اليوم قوية بتضحيات أبنائها الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل صون كرامتها وعزتها والذود عنها والحفاظ عليها عصية على الأعداء.
وعاهد القادة في نهاية كلماتهم الشعب العربي السوري بأن يبقى رجال الجيش عند حسن الظن بهم أباة أوفياء لدماء وأرواح شهدائنا الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
كما قام قادة المناطق العسكرية بزيارة مثاوي الشهداء، ووضعوا أكاليل من الزهر باسم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة على النصب التذكارية، وقرؤوا الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، وأدوا التحية الرسمية، كما زار قادة المناطق الجرحى في المشافي العسكرية، وتمنوا لهم الشفاء العاجل.
وبهذه المناسبة أقيمت عروض عسكرية في التشكيلات والقطعات، حيث أظهر المقاتلون بسالة منقطعة النظير تعبّر عن مستوى التدريب المتميز والروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها.
كما احتفلت قوى الأمن الداخلي في دمشق وريفها بمختلف وحداتها وتشكيلاتها مع الجيش العربي السوري وجماهير الشعب بذكرى عيد الشهداء، وأكد المشاركون في الاحتفالات، التي أقيمت في قيادة قوى حفظ الأمن والنظام وكلية الشرطة بالقابون ومدرسة الشرطة بالمعضمية، أن شهداء سورية البررة كانوا سباقين للدفاع عن وجود الأمة وعزتها وكرامتها واستقلالها، وسيبقون أنواراً مضيئة على دروب المستقبل وقدوة في الوفاء والعزة والكبرياء، وشدّدوا على أن سورية قدمت قوافل من الشهداء على مر التاريخ، وتواصل اليوم تضحياتها في معركتها الحاسمة بمواجهة الإرهاب بوجود بواسل الجيش العربي السوري والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي.
واستعرض المشاركون خلال الاحتفال المسيرة النضالية لشهداء سورية ضد الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي وضد التنظيمات الإرهابية المسلحة ومشغليها الذين حاولوا تدمير سورية على مدى ثماني سنوات، مؤكدين أن أعداء سورية لن يستطيعوا كسرها بوجود جيش قوي تربّى على التضحية وحب الوطن، وشعب حر مؤمن بالوطن وترابه، وعبّروا عن عمق شعورهم بالفخر والاعتزاز بهذه المناسبة العظيمة التي يستحضر فيها السوريون ذكرى مناضلي الحق وقرابين الحرية والكرامة الذين دحروا الاستعمار عن بلدهم، مؤكدين أن سورية اعتادت صناعة الانتصارات وإلحاق الهزائم بأعدائها، وهي اليوم أشد تصميماً على متابعة نهج المقاومة ومكافحة الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن.
وتوقّفت حركة السير لمدة خمس دقائق من العاشرة و55 دقيقة وحتى الحادية عشرة صباحاً إجلالاً وتقديراً لأرواح الشهداء الطاهرة.
وفي السويداء (رفعت الديك)، تمّ إزاحة الستار عن صروح عدد من الشهداء في بعض مناطق المحافظة، وذلك بحضور فعاليات رسمية وحزبية وأهلية، وأعرب ذوو الشهداء عن اعتزازهم وافتخارهم بشهادة أبنائهم وأزواجهم، الذين استمدوا الإرث النضالي البطولي من أجدادهم، وقدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن، مؤكدين استعدادهم لمواصلة النهج وتقديم أنفسهم كمشاريع شهادة من أجل عزة الوطن وكرامته.
وفي إطار المناسبة ذاتها زارت فعاليات رسمية وحزبية وشبابية وأهلية النصب التذكاري للشهداء في بلدة المزرعة، ووضعوا أكاليل من الزهور عليه، وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة وأرواح جميع شهداء الوطن الذين بذلوا دماءهم رخيصة فداء للوطن وأمنه وكرامته.
وفي سياق متصل أقامت قيادة منظمة اتحاد شبيبة الثورة حفلاً فنياً مركزياً في صرح الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا بعنوان “وقفة عز”.
وتضمن الحفل، الذي شاركت فيه فعاليات شبابية وأهلية ورسمية ودينية، قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وتقديم لوحة فنون شعبية تناولت صمود أهلنا في الجولان المحتل ورفضهم للهوية الإسرائيلية وصمود الشعب السوري في وجه التحديات، وإبراز قيمة الشهادة وتضحيات الشهداء، إضافة لقصائد شعرية وتراثية من وحي المناسبة.
وفي حلب (معن الغادري)، زارت فعاليات حزبية ورسمية وأهلية عدداً من أسر شهداء الجيش العربي السوري وكتائب البعث في مدينة حلب، والمشفى العسكري للاطمئنان على صحة الجرحى، وأكد المشاركون أن الدماء الطاهرة التي روت تراب الوطن والتضحيات الجسام التي يقدّمها أبطال الجيش العربي السوري ستبقى منارة لكل الأجيال وعنواناً للفداء والتضحية، مؤكدين أن سورية ستنتصر على الإرهاب وكل قوى الشر في العالم.
كما زارت الفعاليات ضريح الجندي المجهول في حي حلب الجديدة، ووضعت أكاليل الزهور، وقرأت الفاتحة على أراوح الشهداء الطاهرة، وأكد المشاركون أنه كما انتصرنا على الاستعمار العثماني والفرنسي سننتصر على الإرهاب وداعميه.
وبهذه المناسبة العظيمة كرّمت قيادة شعبة الموظفين للحزب عدداً من أسر شهداء الجيش العربي السوري والجرحى.
وفي دير الزور (مساعد العلي)، زارت فعاليات حزبية ورسمية مقبرة الشهداء، ووضعت أكاليل من الزهور على نصب الشهداء، وقرأت الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، ثم توجهت إلى المشفى العسكري، حيث اطمأنت على الجرحى والمصابين.
وفي اللاذقية (مروان حويجة) زارت فعاليات رسمية وحزبية واجتماعية وروحية روضة الشهداء في حي بسناده، حيث تمّت تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، ووضعوا أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، وعبّر المشاركون عن الفخر والاعتزاز بالشهداء وتضحياتهم في سبيل عزة الوطن ومنعته.
وفي حماة (منير الأحمد- سرحان الموعي)، زارت فعاليات حزبية ورسمية النصب التذكاري للشهداء في حي عين اللوزة، ووضعوا إكليلاً من الزهور على نصب الشهداء، وقرأ الجميع الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، وعزفت الفرقة النحاسية لحني الشهيد ووداعه، وأكد المشاركون أن أمة تقدّم قوافل الشهداء ستبقى حية وخالدة، والسوريون الذين سطّروا أعظم ملاحم البطولة، وقدّموا أرواحهم رخيصة على مذبح العزة والكرامة، بدءاً من الثورة العربية الكبرى في 6 أيار عام 1916 سيواصلون تصديهم لكل من يحاول المس بسيادة واستقرار وطنهم.
كما نظّمت فعاليات أهلية وشعبية وشبابية في قرية العشارنة بمنطقة الغاب حملة تبرع بالدم دعماً لجرحى الجيش، فيما كرّمت فعاليات أهلية واجتماعية عدداً من أسر الشهداء في قرية تل قرطل، وأسرة الشهيد كرم عبسي قبيشو مصور قناة سما الفضائية، وأسر الشهداء في قرية تومين، وحي جنوب الملعب في مدينة حماة، وزارت عدداً من منازل جرحى الجيش والقوات الرديفة في منطقة مصياف.
وفي بيان، أكدت نقابة الفنانين أن عيد الشهداء هو عيد الكرامة والعزة والتضحية والوفاء لمن ضحوا بدمائهم الطاهرة لتبقى راية الوطن خفاقة وللحفاظ عن أرضه طاهرة وحدوده مصانة، ولإعلاء صوت الحق، وللتأكيد على عدالة قضيتنا الوطنية وحقنا في الدفاع عن حقوقنا وتحرير أرضنا، وأن الوطن غالٍ وهو فوق كل اعتبار، وأضافت في بيان: إن الاحتفال بعيد الشهداء هو تأكيد من جماهير شعبنا على مواصلة درب النضال والتضحية الذي خطه آباؤنا وأجدادنا بدمائهم الذكية، وهم يقارعون الاستعمار العثماني وبعده الانتداب الفرنسي، رافضين مختلف أشكال الوصاية، مؤكدين على تمسكهم بأرضهم وحقوقهم، لتستمر قوافل الشهداء في مواجهة العدو الصهيوني ومختلف أشكال الوصاية والسيطرة، وتابعت: تمر الذكرى اليوم على وقع الانتصارات المتتالية لجيشنا العربي السوري، وهو يواجه شذاذ الآفاق وإرهابيي العالم ومن يقف خلفهم من الدول الاستعمارية والامبريالية العالمية ودول الرجعية العربية، وأكدت أن الذكرى مناسبة لنجدد فيها العهد على تحقيق المزيد من الانتصارات في سياق نضالنا الوطني والقومي لتحرير جولاننا العربي المحتل، وكل شبر من أراضينا العربية المحتلة.