شهداء الرياضة
لم يتوان الرياضيون عن تلبية نداء الحق والسلام، إذ هم كغيرهم من أبناء الوطن سرعان ما قدموا أرواحهم قرابين السلام على امتداد رقعة الوطن، لمَ لا وهم أبناء هذه الأسر السورية التي قدمت الكثير من أبنائها كي يحيا الوطن أبياً.
لقد ساهم الرياضيون، خلال سنوات الحرب الظالمة على البلد، ببقاء علم سورية واسمها مرفوعاً في المحافل الرياضية الدولية، فكل من يمارس الرياضة، ويأتي الى الملعب والصالة يعبّر مع عائلته عن حالة وطنية مميزة، لأنه يقاوم الإرهاب بطريقته، لاعباً، ومدرباً، وإدارياً.
الرياضيون الذين حملوا رسالة الحق والسلام قدموا الشهداء، وقد تجاوز عددهم الـ 106، ورووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن، واليوم مرت مئة وثلاثة أعوام على أول ذكرى عيد للشهداء، وكان يوم 6 أيار عيداً وطنياً يشمخ به السوريون على امتداد الوطن، وبعد ثماني سنوات مرت من عمر الحرب الإرهابية، مازال يوم 6 أيار يوماً وطنياً لا يغيب ولا يُنسى، ومازال السوريون يشمخون به على امتداد الوطن.
فالشهداء هم أنبل الناس، وأشرف الناس، وأطهر الناس، تجردت نفوسهم من حب النفس والحرص على الحياة، فوضعوا أرواحهم على أكفهم، وقدموها رخيصة من أجل وطن غال، وهدف سام، وغاية نبيلة، فطوبى لهم.
لقد حظي الرياضيون والشهادة والشهداء باهتمام وتقدير القيادة فيها التي وضعت هذه القضية ضمن أولوياتها الأولى، وحرص القائد المؤسس حافظ الأسد على تكريم الشهادة والشهداء، كما حرص السيد الرئيس بشار الأسد على إبقاء الشهادة قيمة إنسانية مشرفة للأجيال من خلال العناية بأبناء الشهداء الذين يعيشون تحت رعايته وقيادته باهتمام كبير وعناية فائقة، ما جسّد الشهادة كقيمة عليا في المجتمع، وتكريم الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن الوطن.
إن أبناء سورية ورياضييها لن يبخلوا بقطرة من دمائهم من أجل أن تحيا سورية حرة مستقلة، وهم مستعدون لتقديم قوافل الشهداء، لأنه ما من طريق أو وسيلة تدفع الطامعين بخيرات بلادنا، وتذود عن حياضها، وترفع الظلم عن أبنائها، غير الشهادة، لأنها الضمانة والطريق الوحيد إلى النصر والتحرر.
عماد درويش