اشتداد الأزمة.. إلى الانفراج أو الانفجار؟؟..
د. مهدي دخل الله
التطورات التي تشهدها المنطقة مؤخراً توحي بمخاطر كبيرة قادمة!…
هناك أولاً تأجيل الانسحاب الأمريكي المعلن من المناطق السورية المحتلة، وثانياً إعلان ترامب حول الجولان، وثالثاً قانون سيزر لتشديد المقاطعة على سورية وخاصة في مجال النفط، ورابعاً تسويف تركيا ومماطلتها حول إدلب. هذا كله يمثّل ضغطاً كبيراً على سورية لتحقيق هدفين: الأول الحصول على موافقة سورية على صفقة القرن، أو على الأقل عدم إعاقتها، والثاني محاولة إيقاف الإنجازات السورية الميدانية، وإعادة تعويم المرتزقة السياسيين السوريين.
لم تكتفِ الإدارة الأمريكية وتركيا على ما يبدو بهذه الضغوط، خاصة أنها لم تؤثّر على الموقف السوري. الآن يتم العمل على نوعين جديدين من الضغوط الميدانية، الأول إعطاء الأوامر للمرتزقة الإرهابيين في إدلب لتكثيف هجومهم على الجيش العربي السوري وفق خطة تصاعدية ممنهجة، والثاني إعادة إحياء داعش ودعمها لتقوم بعمليات إرهابية واسعة النطاق حيث تستطيع.
السيد حسن نصر الله كان واضحاً في خطابه الخميس الماضي عندما أكد أن الولايات المتحدة تعمل على إعادة تفعيل داعش في سورية والعراق، وقال: إنه يستند إلى معلومات وليس مجرد تحليل، وهذا يشير إلى مخاطر كبرى قد تعيد عقارب الساعة إلى الوراء في بادية السويداء وريف دمشق، وربما في أماكن أخرى في ريف اللاذقية ودير الزور.
الخلاصة: لدينا أربعة أنواع من الضغوط السياسية حتى الآن، تأجيل الانسحاب، إعلان الجولان، وقانون سيزر، وتسويف تركيا. وتعد أمريكا لنوعين من الضغوط الميدانية، هجوم إرهابي واسع على مواقع جيشنا شمال حماة، وتفعيل داعش من جديد..
هذا كله يؤكّد أننا على أبواب صيف ساخن، وأن محاولات إعادة الحرب في سورية إلى أتونها مازالت قائمة، وإذا أضفنا إلى ذلك مسألة خليج هرمز، وفنزويلا، وبحر الصين الجنوبي، حيث ارتفعت حدة التوتر بين أمريكا والصين بسبب دخول سفن حربية أمريكية إلى هذا البحر، بدا واضحاً أي مخاطر تنتظر العالم وفي مركزه الحرب على سورية…
لا أريد هنا التهويل وزرع اليأس في النفوس. كل ما أريده الإشارة إلى وقائع موجودة ومعلومات حقيقية، والهدف هو تعزيز اليقظة، وتعميق الوعي بما يجري بعيداً عن الخلط بين الرغبة والواقع..
لا شك في أن صمود سورية ثماني سنوات والإنجازات الميدانية الكبرى من أهم عوامل قوتنا وثقتنا بأنفسنا، ولا شك أيضاً في أن اشتداد الأزمة العالمية سيقودها في النهاية إلى الانفراج… أو ربما إلى الانفجار. فلننتظر لنرى!..
mahdidakhlala@gmail.com