الجيش الليبي يسقط طائرة لـ”الوفاق” ويأسر قائدها البرتغالي
في دليل جديد على حجم التدخل الغربي في شؤون ليبيا، أسقطت قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، طائرة حربية تابعة لحكومة “الوفاق” جنوبي العاصمة، وأذاعت الوحدة الإعلامية للجيش الوطني الليبي صوراً لشخص قالت: إنه قائد الطائرة، ويظهر فيها الدم يسيل على وجهه، وهو يتلقى علاجاً طبياً جالساً على كرسي. وفي صورة أخرى يظهر عبد السلام الحاسي القائد بالجيش الوطني الليبي، وهو يقف خلفه، فيما لم يدلِ المتحدّث باسم القوات المتحالفة مع “حكومة طرابلس” بأي تعليق على الواقعة.
وذكرت “شعبة الإعلام الحربي” في بيان مقتضب نشرته عبر حسابها على فيسبوك، أن قوات الجيش الليبي تمكّنت من إسقاط طائرة حربية من نوع “ميراج إف1” تابعة لحكومة الوفاق بعد محاولتها تنفيذ استهداف في الهيرة، وأشارت أنه تمّ القبض على قائد الطائرة، وهو أجنبي يحمل الجنسية البرتغالية، كما نشرت صوراً له مع عدد من أفراد الجيش الليبي وهو يتلقى العلاج.
وقال سكان مدينة غريان، الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً جنوبي طرابلس: إنه لدى سماع صوت الطائرة تحلّق على ارتفاع منخفض تصدّت لها المضادات الأرضية، وأضافوا: “حدث انفجار لدى إصابتها”، وأشاروا إلى أنه تمّ إسقاط الطائرة في بلدة الهيرة، واعتقل الجيش الوطني الليبي الطيار.
يأتي ذلك بعد إعلان قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، استمرار القتال في شهر رمضان، الذي يأتي ضمن المرحلة الثانية لعملية “طوفان الكرامة”، التي أطلقها الجيش الليبي لتحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية، فيما أعلن بيان صادر عن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابعة للقيادة العامة، عن انتهاء المرحلة الأولى من المعارك، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تواصل عملياتها العسكرية للقضاء على الإرهاب والإرهابيين والعابثين في البلاد.
وفي وقت سابق، أعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل 392 شخصاً وإصابة 1936 بجروح جراء المعارك، وقال مكتب التنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: “المعارك تسببت أيضاً بنزوح أكثر من خمسين ألف شخص”، مبدياً قلقه حيال أعداد النازحين الكبيرة، فيما أوردت منظمات إنسانية أن معظم الهاربين من المواجهات يلجؤون إلى أقرباء أو أصدقاء لهم دون أن تتمكّن هيئات رسمية من إحصائهم.
يذكر أن ليبيا تشهد منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية، التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، ويتنازع على السلطات حالياً طرفان أساسيان هما: حكومة الوفاق في غرب ليبيا، والحكومة العاملة في شرق ليبيا، التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق، والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.