هل تستعد الولايات المتحدة وإسرائيل للحرب في الشرق الأوسط؟
ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرتش 3/5/2019
على الرغم من عدم وجود استعداد واضح للحرب، إلا أن طبولها تُقرع من هنا وهناك، لأن إسرائيل اليوم ليست كما الأمس، فهي تتمتّع بدعم عسكري غير محدود من الإدارة الأمريكية، وتتمتّع أيضاً بالدعم المالي من دول الشرق الأوسط، وخاصة السعودية.
في السنوات الأخيرة، استغلت إسرائيل الوضع في الشرق الأوسط، وسمح دعم الولايات المتحدة المحلي والإقليمي وغير المحدود لرئيس الوزراء اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو بآلته العسكرية بالاقتراب من خصومه القريبين في المنطقة، أي سورية والعراق ولبنان. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، تزداد احتمالات الحرب، وهي حرب يمكن أن تشعلها إسرائيل والولايات المتحدة بعد العقوبات الاقتصادية على سورية وإيران.
بعثت إسرائيل، عبر فرنسا، رسالةً حادة إلى السلطات اللبنانية كشفت فيها عن نيتها تفجير أهداف مختارة في البلاد، أجاب لبنان: “قصف الأهداف في لبنان سيقابل بقصف مماثل في إسرائيل”.
إذا تمّ النظر إلى السيناريوهات المحتملة سنجد أنه في سيناريو الحالة الأولى، من غير المحتمل أن تبدأ إسرائيل بقصف أهداف انتقائية من بنك أهدافها ثم تقرّر التوقف، لأن لبنان سيردّ على ذلك بضرب أهداف محددة مستمدة من بنك أهدافه، إذ يمتلك لبنان عدة أنواع من الصواريخ والقذائف، تقدّرها إسرائيل بنحو 150،000 قادرة على إرباك صواريخ الاعتراض الإسرائيلية. يبقى السؤال: هل نتنياهو مستعد لخوض حرب طويلة ومدمرة؟. تشير تجربة إسرائيل إلى عكس ذلك، إذ يظهر الصدام الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة أنه من الصعب على إسرائيل الوقوف في حرب طويلة ومدمّرة، حيث يمكن أن تصل الصواريخ إلى قلب تل أبيب ومطاراتها وبنيتها التحتية.
تمتلك إسرائيل بطاريات اعتراض “القبة الحديدية”، ومع ذلك فإن قدرة إسرائيل على اعتراض وتدمير صواريخ “كروز” التي تُطلق من مختلف أنحاء لبنان أمر مشكوك فيه. علاوة على ذلك، فإن قدرة إسرائيل على الدفاع عن منصات النفط والغاز البحرية وكذلك مرفأها ضد صواريخ “ياخونت” المتقدمة المضادة للسفن أمر مشكوك فيه للغاية، وفي لبنان هناك صواريخ قادرة على إسقاط مروحيات أو نفاثات على ارتفاع منخفض أو متوسط، هذا يعني أن البحرية الإسرائيلية ستكون خارج معادلة الحرب المحتملة.
في سنوات الحروب الماضية، اعتاد المقاتلون اللبنانيون القتال في حدود 2000 كيلومتر مربع من جنوب لبنان كمنطقة عمليات عسكرية، ونشر قوات ومقاتلين لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وفي أي حرب مستقبلية محتملة، سيتمّ توسيع منطقة العمليات إلى أكثر من 6000 كيلومتر مربع، أي أكثر من نصف مساحة لبنان البالغة 10300 كيلومتر مربع، بما في ذلك وادي البقاع والحدود اللبنانية السورية، كما إن حيازة صواريخ طويلة المدى تعمل بالوقود الصلب برؤوس حربية مدمّرة للغاية سريعة الانتشار يجعل من الصعب على القوات الجوية الإسرائيلية تحديد مواقعها في الجبال والأودية ومهاجمتها.
القوات البرية هي الإمكانية الوحيدة لإسرائيل لإحداث تغيير على الأرض في حالة الحرب، وهو أحد أسوأ السيناريوهات الذي تمّت مناقشته. كان هذا السيناريو أحد الاحتمالات المتصورة خلال حرب 2006 ولكن لم يتمّ تنفيذه، لأنه سيكلف القوات الإسرائيلية خسائر بشرية كبيرة جداً.
في واقع الأمر عندما يتمّ مشاركة السيناريوهات العسكرية والخطط المحتملة، يمكن أن تكون رسالة لكلا الجانبين بأن هذه الاحتمالات قد تمّ استكشافها وأخذها في الاعتبار، لكن الهدف هو إخبار المتحاربين
بأن عنصر المفاجأة لن يكون فعّالاً. في هذا السياق، فإن الحرب العسكرية غير مرجحة، ومن الأفضل للولايات المتحدة وإسرائيل ألا تغامران بهذه الحرب لأن النتائج ستكون في غير حساباتهما.