الاحتلال يعتدي مجدّداً على مدرسة الهاجرية
صعّدت سلطات الاحتلال من اعتداءاتها على المؤسسات التعليمية الفلسطينية، حيث أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه طلاب مدرسة الهاجرية الأساسية للبنين جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يطا ومخيم الفوار وحي جبل الرحمة في مدينة الخليل ومنطقة عقبة السرايا في مدينة القدس المحتلة بالضفة، واعتقلت أربعة فلسطينيين، أحدهم طفل.
كما اقتحمت مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وتواصل قوات الاحتلال ممارساتها العدوانية بحق الفلسطينيين من خلال التضييق عليهم ومداهمة المدن والقرى الفلسطينية وشنّ حملات اعتقال يومية بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المحكمة الجنائية الدولية بالإسراع بفتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين ومحاسبة مرتكبيها.
وأدانت الخارجية الفلسطينية إطلاق سلطات الاحتلال سراح المستوطن الإرهابي قاتل الشهيدة عائشة الرابي، مشيرةً إلى أن إطلاق سراحه يعطي الضوء الأخضر للمستوطنين وقوات الاحتلال لمواصلة جرائمهم وإرهابهم بحق الفلسطينيين.
وأوضحت الخارجية أن استمرار حالة الصمت لدى المجتمع الدولي يشجّع الاحتلال على مزيد من العدوان، مطالبةً إياه بالحفاظ على ما تبقى من مصداقيته والإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وكانت عصابات المستوطنين اعتدت في تشرين الأول الماضي على الرابي وزوجها جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، ما أدى إلى استشهادها وإصابة زوجها بجروح مختلفة.
هذا ورأى الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة أن الاحتلال استهدف المدنيين في غزة للضغط على المقاومة، مؤكداً “لو استمرت المعركة الأخيرة في غزة كان سيفصلنا عن قصف المدن الإسرائيلية ساعات قليلة”، وأضاف: إن “ما حصل في غزة مناورة بالذخيرة الحية استعداداً للمعركة الكبرى التي نراها آتية لا محالة”، وأشار إلى أنه “يوجد اتفاقات ضمنية بين قوى المقاومة الفلسطينية بالرد على اعتداءات الاحتلال فوراً”، مؤكداً: “لن نقبل أن تفرض “إسرائيل” معادلة تمكّنها قصف منازل المواطنين دون أن نرد”، كما أكد أن مسيرات العودة لن تتوقّف.
وإذ أكد “مطلبنا الأساسي في هذه المرحلة هو وقف حصار غزة ووقف الاعتداءات على مسيرات العودة”، توقّع “في إطار سحب سلاح المقاومة في غزة اندلاع حرب خلال الصيف”، مؤكداً: “نحن كمقاومة في غزة سنخوض أي حرب تواجهنا بكل جدارة وجاهزية واستعداد”، مشيراً إلى أن قضية الأسرى تحوز على اهتمام وعناية كل محور المقاومة.
بالتوازي، حذّرت الأمم المتحدة من أن وكالاتها، التي تقدّم المساعدات الغذائية للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما في قطاع غزة المحاصر، تواجه أزمة تمويل، وتحتاج إلى عشرات الملايين من الدولارات في الأسابيع المقبلة لتجنب الانخفاض الكبير في الحصص الغذائية، وقال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية جيمي ماكغولدريك خلال مؤتمر صحفي في جنيف: “إن برنامج الأغذية العالمي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” يواجهان أزمة تمويل خطيرة، ويتعين عليهما جمع الأموال حتى يتمكنا بسرعة من شراء الأغذية اللازمة لبقية العام”، وأضاف: “إن الأمم المتحدة حصلت فقط على نسبة 41 في المئة من مبلغ 350 مليون دولار تحتاجها لتغطية المساعدات الإنسانية في الضفة الغربية وغزة هذا العام”.
ويقدّم برنامج الأغذية العالمي و”أونروا” مساعدات غذائية لأكثر من مليون شخص في قطاع غزة، الذي تفرض عليه سلطات الاحتلال حصاراً جائراً منذ أعوام.
وبيّن ماكغولدريك أنه إذا لم يحصل برنامج الأغذية العالمي وأونروا على حوالي 40 مليون دولار بحلول نهاية الشهر الجاري، فسيكون من المستحيل تأمين المساعدات الغذائية المطلوبة، مضيفاً: “إن ذلك سيؤدي إلى انخفاض عدد الأشخاص المستفيدين من المساعدات إلى النصف أو إلى اقتطاع حصص منها أو كلا الأمرين”.
وكانت الإدارة الأمريكية وفي انحياز فاضح لكيان الاحتلال الإسرائيلي وضغوطها على الفلسطينيين لمنع إقرار حقوقهم المشروعة وتمرير “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية أعلنت في أواخر آب الماضي رسمياً وقفها تمويل وكالة “أونروا”.