رداً على مقالة سمير طحان
كتب الصحفي محمد سمير طحان(وهو ليس صحفياً في جريدة البعث) مقالة نشرت في جريدة البعث بتاريخ 1 أيار 2019 بعنوان: “ثمان وثمانون خطوة.. محاولة لتجسيد معاناة المخطوفين” وقد تقنّع كاتب المقال خلف العمل الصحفي واستخدم تعابير غير لائقة فكان مقاله ظالما مجحفاً وغير منطقي، وإليكم القصة كاملة:
بتاريخ 25 نيسان نشرت على صفحتي الشخصية مراجعة لبعض أفلام سينما الشباب، وهذا ما أهلتني له دراستي وخبرتي بالإخراج، إضافة إلى أني مدرس في دبلوم العلوم السينمائية وفنونها وغيرها من المؤهلات التي لست بصدد ذكرها, حاولت أن أبتعد عن “الشخصنة” وأركز على التحليل الأكاديمي للنص، وجاء في المنشور: ومن ضمن أفلام أخرى فيلم للسيد طحان والذي لا يرتقي لمستوى فيلم وكتبت ملاحظاتي بناءً عليه فما كان منه إلا أن استغل قدرته على النشر في جريدة البعث بمقال جائر وغير مهني، واعتبرَ أن الفيلم يخلو من التشويق والإثارة مدعياً مشاهدته للفيلم فأين كان من ردة فعل الجمهور؟ ألا يفترض من الصحفي سبر آراء الجمهور والمحترفين على حد سواء؟
إذاً ما كتبه الطحان يعبر عن وجهة نظر ذاتية فشل بأن يذكرها في مقاله، ويؤكد عليها وجاء كلامه بصفة التعميم وكأنه رأي الجمهور والمحترفين على حد سواء وعمل الصحفي يملي عليه نقل الوقائع بدون تحريف.
انتقد طحان ما أسماه البناء القصصي المبني على المصادفات التي صنعت على عجل، وهو يخلط ببساطة بين الأحداث التي تبنى للفيلم وبين المصادفة, فالفيلم يجب أن يبدأ من مكان ما وهذا يدل إما عن عدم وجود خبرة لديه أو أنه تقصد إغفال العمل الصحفي وعوم رأيه الشخصي وهنا نسأل:
هل كان تحليله نصياً أم وصفياً أم تيمياً أم دلالياً؟ هل إخراجه بضع أفلام في المنح للهواة والتي يستطيع القارئ متابعتها والحكم عليها تجعله خبيراً؟!
وتابع ما وصفه بالأخطاء ومنها قوله:
“المهندس الأسير يصل إلى الإرهابيين سيراً على الأقدام بعد أن تركناه في مشهد سابق وهو يسحل على الأرض من رقبته، لتأتي المغالطات بالجملة بعدها ومنها قيام الإرهابيين بضربه دون نزع الحزام الناسف عنه”.
ذَكرَ بأننا عدنا بعد أن تركناه أي أن هناك مرور زمن وعندها من الممكن أن يتغير مايسمى “بالراكور” طالما لا يؤثر على سير القصة وهذا طبيعي ومن البديهيات في السينما!
أما بخصوص عدم نزع الإرهابيين للحزام، فهو مقصود كنوع من الدلالة على تسرع الإرهابيين وحقدهم فكانوا يريدون عقاب المهندس كما حدث في بداية الفيلم مع الأسير نور، ولاحقا حين أعدموا أسيراً بدون أن ينزعوا سترته الناسفة وهذا مايسمى بالتمهيد المنطقي للفعل.
ومن تهجمه أيضا قوله:
“مشى باتجاه الحرية وصولاً للنهاية المخطط لها بالكثير من الاستغباء للمشاهد”
لا أعرف كيف شعر الطحان بالإستغباء فالنص قد خرج من لجنة القراء مع الموافقة والنهاية التي ذكرها جاءت نتيجة نقاشات مع إدارة المؤسسة, والعرف يقول أن الناقد يتناول الذروة وليس النهاية! أما كلامه عن الاستغباء فهو مردود عليه.
انتقد الطحان الإضاءة التي نفذها مدير تصوير وإضاءة أكاديمي في جعبته عشرات الأفلام الاحترافية وفيلم طويل فكيف يقيّم عمل أكاديميين محترفين مختصين وهو لا يقدر على إنجاز فيلم منحة بشكل مقبول حتى؟ فهو في أحد أفلامه حضر إلى يوم التصوير ولديه أكثر من 200 لقطة لتصويرها بيوم واحد فأخبره مدير التصوير بأن يختصرها لـ25 لقطة
وختم طحان مقالهُ بأن “الفيلم هو الثالث للمخرج الذي يصر على كتابة أفلامه بنفسه ولا يحاول تطوير أدواته في فن كتابة السيناريو بعد كل تجربة يقدمها، معتبراً أن المشاهد يجب أن يقبل كل ما يقدمه له بمجرد طرحه لقصة حول الحرب الظالمة على سورية، فهل يجوز هذا الاستسهال في تقديم شريط سينمائي من إنتاج المؤسسة العامة للسينما من المفترض أن يكون وثيقة للمستقبل”.
واضح تماماً حجم التحامل والانتقاص في أسلوبه ففي الجانب الأول: الطحان آخر من يحق له الحكم على الكتابة وتطوير الأدوات ونصوصه القليلة الشحيحة تشهد على ذلك، أما في الجانب الآخر، فلا يستطيع من يدعي أنه صحفي تخمين ماهية آراء الآخرين وخصوصاً أنه لم يقم بسؤالي شخصياً، إذ أن الاعتبار الذي ذُكرَ في الاقتباس مبني على وجهة نظره الخاصة وساقها كحقيقة مفروضة وهي ليست كذلك، ليقل أنه هو من اعتبر ودونه يسمى افتراء وأنا أرفض هذا الاتهام الرخيص حول نظرتي إلى المشاهدين.
إذاً الطحان قام بنشر رأي وإنطباع خاص ولم يقم بعمله الصحفي بشكل حيادي
وأثبتنا أنه لم يكن موضوعياً بل كان ينشر بداعي التشفي والانتقام بسبب شيء ما نشرته على صفحتي الشخصية وهذا واضح بأسلوب مقاله.
كيف نستطيع أن نعتمد مقالا جائرا لشخص يدعي خبرته في السينما وهو لا يمتلك ثقافة سينمائية وعلى سبيل المثال ظهوره في مقابلة تلفزيونية بصفة سينمائي ذكر فيها مفاهيم خاطئة عن السينما واخترع مدارس سينمائية لم يُسمع بها من قبل والمقابلة موجودة لمن يريد.
أما ماورد في نهاية الاقتباس فهو اتهام خطير محاولاً إقحام الأزمة كاتهام مبطن بتلميح رخيص منه حول الاستسهال بالأزمة السورية وضحاياها وهذا شيء مرفوض وعليه جاء حق الرد، وأستغرب جرأته وتطاوله باتهام مبطن كهذا! وليتأكد الطحان بأننا نأخذ عملنا وقضيتنا بكامل الجدية والجمهور هو الحكم.
ورد الكثير في كلام الطحان ولكني تناولت بعضاً مما كتب لأظهر أي صحفي هو.
أخيراً أن تكون فناناً هو أن تتعلم وتكون ذو صدر رحب أما أن تضر نفسك بالحقد وتظن أنك أكبر من التعلم فهو الانحدار نحو الهاوية.
المخرج أوس محمد