روسيا وإيران: ضرورة القضاء على الإرهاب في إدلب عمليات مكثّفة ضد إرهابيي “النصرة” في ريف حماة.. ودفعة من المهجّرين تعود من مخيم الركبان
بهمة عالية ووفق تكتيك عسكري دقيق ومدروس تواصل وحدات الجيش في ريفي حماة وإدلب عملياتها في إطار ردها على خروقات التنظيمات التكفيرية لاتفاق منطقة خفض التصعيد، ونفّذت يوم أمس سلسلة عمليات أسفرت عن تدمير أوكار للإرهابيين، وقضت على أعداد منهم، في وقت أصيب عدد من المدنيين بينهم طفل بجروح متفاوتة جراء اعتداء المجموعات الإرهابية بالصواريخ على بلدة كرناز شمال غرب حماة، في حين أعلن مركز التنسيق الروسي إحباط هجمات إرهابية بالصواريخ على قاعدة حميميم مصدرها المجموعات الإرهابية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
بموازاة ذلك تسارعت عودة المهجّرين بفعل الإرهاب إلى مناطقهم، حيث عادت دفعة جديدة من المهجّرين القاطنين في مخيم الركبان بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية عبر ممر جليغم بريف حمص الشرقي بعد احتجازهم لسنوات من قبل قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من الإرهابيين، كما عادت دفعة جديدة من المهجّرين قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر معبر نصيب الحدودي إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم التي حررها الجيش من الإرهاب.
وفي السياسة، أكد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف، وإيران محمد جواد ظريف على ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، ومواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
وفي التفاصيل، وجّهت وحدة من الجيش ضربات مركّزة بسلاحي الصواريخ والمدفعية على مواقع إرهابيي جبهة النصرة في قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار بما فيها من أسلحة وذخيرة وعتاد.
وفي ريف حماة الشمالي دمّرت وحدات من الجيش عربة مفخخة للمجموعات الإرهابية على أطراف بلدة كفر نبودة وعدداً من أوكارهم وعتاداً وذخيرة لإرهابيي جبهة النصرة، وأوقعت بينهم قتلى ومصابين.
في غضون ذلك ذكر مراسل سانا في حماة أن الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد بإدلب اعتدوا بالصواريخ على منازل المواطنين في بلدة كرناز، ما أدى إلى إصابة عدد من أهالي البلدة بينهم طفل ووقوع أضرار مادية في بعض المنازل وممتلكاتهم، وأشار إلى أنه تم نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
وأشار المراسل إلى أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة ردت على الفور بالوسائط النارية المناسبة على مصادر الاعتداءات، ودمّرت أوكاراً ومنصات إطلاق الصواريخ للمجموعات الإرهابية.
من جهته، أكد مركز التنسيق الروسي في بيان صحفي أن الإرهابيين أطلقوا أمس من داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب 12 صاروخاً تم إسقاطها جميعاً دون وقوع إصابات أو أضرار مادية، وقال رئيس المركز اللواء فيكتور كوبتشيشين: إن القوات الجوية الفضائية الروسية ومدفعية الجيش السوري قامتا بتدمير مواقع المجموعات الإرهابية والقضاء على المجموعة الإرهابية التي نفّذت الاعتداء.
وأعلن مركز التنسيق الروسي أول أمس عن إحباط هجوم بـ 27 صاروخاً نفّذته التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب على قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
في غضون ذلك تسارعت عودة المهجّرين إلى مناطقهم، حيث وصلت دفعة جديدة من الأسر السورية التي كانت تحتجزها قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية في مخيم الركبان إلى ممر جليغم، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة المهجّرين إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وتم نقل الأسر العائدة عبر حافلات جهزتها الجهات المعنية إلى مراكز الإقامة المؤقتة في حمص بعد تسجيل بياناتهم الشخصية وتقديم مساعدات غذائية وصحية للمحتاجين منها.
وفي تصريح لمراسل سانا قال محمد هزاع السليمان: مهما تهجّر أو تغرّب السوري لن يجد أفضل من وطنه، بلد الأمن والخير والعطاء، فيما نوّه جمعة أحمد بديوي بتضحيات الجيش العربي السوري وبطولاته لتطهير القرى والبلدات من الإرهاب، وهو الآن يقدّم الدعم لإعادة المهجّرين إلى منازلهم.
بدوره لفت أحمد حمود العجماني وإبراهيم خلف الحميدي إلى التعامل والاستقبال الجيد من قبل عناصر الجيش الذين قدموا جميع مستلزمات واحتياجات العائدين، فيما بيّن عيسى المرعب أن الشعب الذي استطاع بناء حضارة عمرها آلاف السنين قادر على تجاوز الحرب التي شنت عليه وبناء سورية الحديثة بفضل جيشها البطل وقيادتها الحكيمة.
من جهته أوضح ياسر محمد الشريف أن جميع القاطنين في مخيم الموت يرغبون بالعودة إلى حضن الوطن، إلا أن الإرهابيين في التنف إلى جانب قوات الاحتلال الأمريكية كانوا يضعون العراقيل أمام عودتهم، فيما أشار محمد الأحمد إلى أن وضع المخيم مأساوي على مختلف الصعد وأن المساعدات التي أرسلتها الدولة لم يصل منها إلا الشيء القليل، حيث يتم نهبها من قبل المجموعات الإرهابية حول المخيم.
ويعيش في مخيم الركبان آلاف المهجّرين السوريين بفعل الإرهاب أوضاعاً إنسانية صعبة، ويعانون نقص الرعاية الصحية ونقص الغذاء نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من الإرهابيين الموجودين في منطقة التنف والمخيم وابتزازهم وسرقة المساعدات الإنسانية التي تصلهم لأكثر من أربع سنوات.
بموازاة ذلك، أفادت مراسلة سانا في درعا بأن معبر نصيب الحدودي شهد أمس عودة دفعة من المهجرين قادمين من مخيم الأزرق في الأردن إلى سورية متوجهين إلى مناطقهم التي حررها الجيش بعد استكمال إجراءات الدخول البسيطة وتقديم الخدمات الأساسية لهم.
وبيّن العقيد مازن غندور رئيس مركز هجرة نصيب أن عدد المهجّرين القادمين عبر نصيب، ويحملون تذاكر مرور مؤقتة، بلغ حتى اليوم 19600 مهجّر، لافتاً إلى أن المركز يؤمن جميع الوسائل اللازمة للمهجّرين، سواء بتأمين وسائط النقل أو السيارات الشاحنة لنقل أمتعتهم وإيصالهم إلى حيث يريدون.
من جهتهم عبّر العائدون عن ارتياحهم بالعودة إلى أرض الوطن بعد أن قام الجيش العربي السوري بإعادة الأمن والاستقرار إلى مناطقهم التي هجّروا منها بفعل ممارسات التنظيمات الإرهابية، داعين المهجّرين إلى العودة لأرض الوطن والخلاص من السنوات المريرة في مخيمات الذل والظلم والتي تفتقد لكل مقومات الحياة.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، موضحاً أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يسيطر على معظم المحافظة، ويواصل قصف المدنيين ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، ولا يمكن السماح باستمرار ذلك.
وشدد لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو على أن الوضع في الجزيرة السورية يثير القلق وتصرفات واشنطن في سورية تنتهك قرارات مجلس الأمن التي تؤكد على الالتزام بوحدة سورية وسلامة أراضيها، ولفت إلى أنه بحث مع ظريف عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية، مشيراً إلى أهمية صيغة أستانا في هذا الإطار.
من جهته شدد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، لافتاً إلى أهمية صيغة أستانا في تحقيق التقدم على طريق الحل.
وفي براغ، أعلن رئيس الحكومة التشيكية أندريه بابيش أن مشروع بناء مجمع للأيتام في سورية أصبح جاهزاً للتنفيذ، وكان بابيش أكد في تشرين الثاني الماضي عزم بلاده بالتنسيق مع الحكومة السورية إنشاء دار للأطفال الأيتام في سورية تضم حضانة ومدرسة وسكناً وملعباً، وتتسع لـ 150 طفلاً.
وقال بابيش في كلمة ألقاها في حفل أقيم في مقر الصليب الأحمر التشيكي في براغ بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسه: إن تشيكيا حصلت على الأرض التي ستتم إشادة المجمع عليها قرب دمشق، ويتم الآن انتظار المعلومات اللوجستية والفنية الخاصة بالبناء الجديد، مشيراً إلى أنه يتم تنفيذه بالتعاون بين الصليب الأحمر التشيكي والهلال الأحمر العربي السوري، وأضاف بابيش: إن المجمع يمكن أن يستوعب في البداية خمسين طفلاً، ثم يجري توسيعه تدريجياً، مبيناً أن الصليب الأحمر التشيكي تابع العام الماضي إرسال المساعدات الإنسانية إلى سورية، حيث تم قبل فترة إرسال الدفعة الثامنة من هذه المساعدات التي احتوت على أجهزة ومواد صحية زادت قيمتها على 5 ملايين كورون تشيكي، أي نحو 195000 يورو.