إعادة تدوير الملابس القديمة بين الموضة والتوفير
فرضت المرحلة الماضية من عمر الحياة السورية بعض الابتكارات التي لم تكن تخطر بالبال وخصوصاً في مجال إعادة تدوير الأشياء واستخدامها من جديد بشكل مختلف، فظهر بعض الأشخاص الذين عملوا على إعادة تدوير الملابس ولكن بطريقة مبتكرة، حيث استفاد هؤلاء الأشخاص من الثياب القديمة وجعلوها مواكبة للعصر وفق آخر طراز وصنعوا منها موديلات مميزة أصبح بعض المصممين في كبرى دور الأزياء يتابعونها بنظرة المعجب لأنها تميزت بعدة مزايا.
المصممة حلا خماش رأت أن إعادة تدوير الملابس القديمة بدأت معها كهواية نظراً لحبها بتصميم موديلات عصرية فكانت الملابس القديمة خير وسيلة للتدريب على تصاميم جديدة نظراً للكلفة البسيطة إن وجدت في إعادة تدوير هذه الملابس وجعلها ملائمة للمرحلة وسهولة العمل عليها وإضفاء الروح الشبابية عليها فكانت تجاربها في البداية بسيطة ولكنها سرعان ما تطورت وأصبحت تقوم بتصميم موديلات مختلفة بمساعدة هذه الملابس وأخذت تصاميمها تنتشر في أوساط رفاقها في الجامعة والمحيط وأعجبوا بها ما جعلها تستمر في هذه الهواية، ورغم أنها لم تبدأ بحالة تجارية من خلال هذا العمل بشكل مهني إلا أن عائداتها كانت جيدة قياساً لتكاليفها لأن الملابس التي قامت بتصميمها إذا رغبت بشرائها مباشرة ستكون أسعارها غالية جداً.
حالة مستحدثة
أما السيدة ميسم عبدو وهي من السيدات اللواتي يشاركن في بازارات سيدات الأعمال المختصة ببيع الملابس والاكسسوارات في مختلف مناطق دمشق فأكدت أن إعادة تدوير الملابس القديمة وجعلها مواكبة للموضة حالة مستحدثة وقد بدأت بالانتشار بشكل متسارع ومن خلال خبرتها رأت أن هذه الحالة إذا استمرت على ما هي عليه من إقبال فستكون ظاهرة لها عدة إيجابيات أهمها السعر ومواكبة العصر والرغبة الشبابية باقتنائها وهي محددات التسويق الذي تطمح له أية مؤسسة ولكن في هذه الحالة فإن الأمر يقتصر على بعض الجهود الذاتية لمصممين ومصممات أرادوا أن يضعوا بصمتهم في هذا المجال ولكن لا يمكن إغفال مجموعة من السلبيات التي تتجلى بعدم رغبة الشريحة الواسعة باقتناء هذه الملابس لعدة أسباب أهمها أنهم لا يريدون اقتناء أشياء مستعملة وعدم إيمانهم بالموديلات التي تم إنجازها رغم حداثتها والسبب الأهم عدم ظهورهم بمظهر مقتني الأشياء المستعملة نظراً للطبقات الاجتماعية التي يمثلونها.
بدوره السيد عصام إسماعيل وهو تاجر ألبسة مستعملة “بالة” في منطقة الإطفائية أكد أن الفترة الماضية شهدت إقبالاً على شراء الملابس المستعملة “السادة” دون أي موديل، وخصوصاً الكنزات النسائية، وبالسؤال أكدت السيدات اللواتي يبحثن عن هذه الملابس أنهن سيقمن بتغيير موضتها لتلائم احتياجاتهن وتواكب تطلعاتهن، وبالتالي فإن إعادة تدوير الملابس القديمة إذا انتشرت ستكون عاملاً مساعداً على زيادة البيع عندهم.
ويرى إسماعيل أن محاولات هؤلاء المصممين لإيجاد شيء جديد قد لا تنجح كما هو مأمول نظراً لتوافر كافة أشكال الموضة العالمية، وخصوصاً في أسواق الملابس المستعملة “البالة “، وستقتصر محاولتهن على إيجاد شيء قريب من هذه الموديلات، وبالتالي فقد تكون ظاهرة آنية ستنتهي بانتهاء حالة الشغف التي رافقتها لدى من اتبعها.
من الآخر
تمثّل إعادة تدوير الملابس القديمة ظاهرة قد لا تكون جديدة ولكن متجددة والملفت فيها أن شريحة واسعة من جيل الشباب بدأت باقتنائها، فهل سنراها في المستقبل صناعة قائمة بذاتها، أم أنها حالة شاذة سرعان ما ستزول من المجتمع؟.. سننتظر ونرى، فإن غداً لناظره قريب.
مرهف هرموش