التكفيريون يصعّدون هجماتهم في الجنوب الليبي
بالتزامن مع معركة طرابلس، المستمرة بين الجيش الليبي وقوات “حكومة الوفاق”، قتل ليبي واختطف ثلاثة آخرون جراء هجوم شنّه مسلحون، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، على منطقة غدوة، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من مدينة سبها جنوب ليبيا، وقال مصدر أمني: “إن الهجوم أسفر أيضاً عن حرق عدد من المنازل”، فيما ذكر سكان أن مسلحين اقتحموا البلدة، وفتحوا النار قبل أن يعودوا إلى الصحراء.
وكانت مجموعة مسلّحة هاجمت الثلاثاء منطقة الفقهاء ببلدية الجفرة جنوب ليبيا، وقتلت أحد عناصر الحرس البلدي ورئيس المجلس المحلي، واختطفت مواطناً آخر.
ويشهد الجنوب الليبي توسّعاً في العمليات الإرهابية، حيث قتل تسعة عسكريين في الرابع من الشهر الحالي جراء هجوم شنه إرهابيون على مقر كتيبة تابعة لقوات المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي في مدينة سبها، وأعلن تنظيم “داعش”، فيما بعد، مسؤوليته عن الهجوم.
واتهم مصدر في الجيش الليبي “داعش” ومرتزقة من تشاد بتنفيذ الهجوم على الجيش الوطني الليبي في سبها.
وتتمركز قوات حفتر في شمال غرب البلاد، حيث تخوض منذ شهر معارك للسيطرة على العاصمة طرابلس مع ميليشيات متحالفة مع ما يسمى “حكومة الوفاق”. وينشط تنظيم “داعش” في الجنوب، الذي تراجع إليه بعد أن فقد معقله في مدينة سرت بوسط البلاد في كانون الأول 2016.
وكانت مجموعة مسلّحة شنّت فجر الاثنين 29 نيسان هجوماً على إحدى المحطات الرئيسية بحقل الشرارة النفطي جنوبي ليبيا، وقال مصدر أمني: “إن مجموعة مسلّحة مجهولة الهوية قامت بهجوم على محطة 186″، إحدى المحطات الرئيسية بالحقل، لكن مصادر رجّحت وقوف تكفيريين متحالفين مع ما يسمى “المعارضة المسلّحة التشادية” في الهجوم.
وكانت جماعة مسلّحة تشادية هاجمت في كانون الأول معسكراً لقوات الجيش الوطني الليبي في ضواحي تراغن جنوب ليبيا، وقتلت شخصاً، وأصابت 13 آخرين.
وبعد عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عام 2011، تشهد ليبيا حالة من الفوضى والانفلات الأمني، في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، وانخرط مقاتلون من تشاد والسودان في تلك الفوضى.
وتتبادل الفصائل الليبية المسلّحة على نحو متكرّر اتهامات بنشر مرتزقة من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
يأتي ذلك فيما قالت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة: “إن خفر السواحل الليبي اعترض قاربين يحملان 214 مهاجراً، وأعادهما إلى الشاطئ”، وأضافت، على موقع تويتر: “مع استمرار الاشتباكات في العاصمة، نشعر بالقلق من إعادة المهاجرين، واحتجازهم بشكل تعسفي في ليبيا”.
وقال المتحدّث باسم المنظمة جويل ميلمان: إن القارب الأول كان يحمل 107 مهاجرين بينهم 12 امرأة وسبعة أطفال، بينما كان الثاني يقل 107 كلهم رجال، بينهم 92 سودانياً، ولم ترد تقارير عن اختفاء أحد أو انتشال جثث.
وذكر موقع “هاتف الإنذار لرصد المتوسط”، والذي يوفّر خطاً ساخناً لتلقي استغاثات من هم في محنة بالبحر، أنه على اتصال بقارب عليه حوالي 150 شخصاً في حالة ذعر، ويستخدمون ملابسهم لسد فجوة.
وساحل غرب ليبيا نقطة رئيسية لعبور المهاجرين الأفارقة الفارين من الصراعات والفقر في بلادهم، ويحاولون الوصول لإيطاليا عبر البحر المتوسط.
وأعلنت وزارة الدفاع التونسية إيقاف 13 شخصاً من المهاجرين غير الشرعيين كانوا عبروا الحدود من الجانب الليبي، وأضافت: “إن الجيش أوقف سبعة أشخاص لا يحملون وثائق هوية، وينحدر ستة منهم من الصومال وآخر من كوت ديفوار”.
وتمكّن الجيش التونسي في عملية ثانية من اعتقال ستة أشخاص دون وثائق هوية، من بينهم أربعة نساء من الجنسية المالية.
واستعر القتال في المعركة التي تستهدف السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، مع عدم تمكن أي طرف من تحقيق مكاسب ميدانية، وأدت الاشتباكات حتى الآن إلى مقتل نحو 400 شخص، فضلاً عن نزوح 50 ألفاً آخرين.
ويتنازع على السلطات حالياً في ليبيا طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق في غرب ليبيا والحكومة العاملة في شرق ليبيا، التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق، وقوات ليبية بقيادة المشير خليفة حفتر.