مادورو يحذّر كولومبيا من التصعيد العسكري
تحاول الإدارة الأمريكية جاهدة الوصول إلى ذريعة تتمكن من خلالها من تبرير تدخّلها العسكري في فنزويلا، لذلك لا توفّر أيّ وسيلة لبلوغ هذه الغاية حتى لو اضطرّت إلى استخدام دول الجوار في استفزاز فنزويلا عسكرياً، وليست هذه المرة الأولى التي يأتي فيها الاستفزاز من جهة كولومبيا، فقد سبق أن استُخدمت سابقاً في مسرحية المساعدات الإنسانية التي حاولت واشنطن فرضها على الشعب الفنزويلي في محاولة للتدخل في شأنه الداخلي.
ومع ارتفاع حدّة التصريحات المناوئة لفنزويلا القادمة من الجارة كولومبيا، حذّر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من أن تصريحات كولومبيا بخصوص الوضع على الحدود مع فنزويلا قد تؤدّي إلى “تصعيد عسكري” ضد كراكاس، وقال: هناك تصعيد في التصريحات التي يمكن أن تنتهي بتصعيد عسكري على الحدود يتعلق بقوات كولومبيا الإجرامية ضد فنزويلا، مضيفاً: كل ما يحصل جزء من الخطة الامبريالية الأميركية، ونبّه من أن “الإمبريالية الأميركية الشمالية والعنصرية لحكومة ترامب ومجموعة المجانين من حوله يحرّضون قواتنا العسكرية يومياً”. واعتبر أن وجه مايك بنس نائب الرئيس الأميركي “يمثل الغرور”، لافتاً إلى أنهم يعتقدون أن أميركا اللاتينية هي حديقة خلفية لهم، وأكد أن بلاده لن تكون مستعمرة للولايات المتحدة وفق ما يخططون لها.
جاء كلام الرئيس الفنزويلي هذا بعد مزاعم كولومبية حول تسلل جنود فنزويليين إلى أراضيها.
وقطعت كراكاس علاقاتها الدبلوماسية مع بوغوتا في شباط الماضي بعد أن اعترفت كولومبيا بزعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو “رئيساً انتقالياً”.
كما أعلن الرئيس مادورو أن بلاده تعمل على إلغاء استخدام الدولار، وقال: نحن نحرّر أنفسنا من الحبال التي تربطنا ومن الابتزاز من الدولار كآلية تسديد مالية، مضيفاً: تجري عملية تاريخية عظيمة عندما يقول الشعب للعالم نعم يمكن الإنتاج ويمكن العيش والعمل دون الدولار ودون المنظومة المالية الأمريكية، وأشار إلى أن مخططات الإدارة الأمريكية الرامية إلى فرض هيمنتها على فنزويلا مالياً واقتصادياً مصيرها الفشل، لأن فنزويلا تمرّ بعملية تحرّر وطني وستجعل البلاد أكثر حرية وأكثر استقلالية لتسير على طريقها الخاص ولكي تفكر بشكل مستقل بنفسها ولكي تقوم بما يجب أن تفعله بنفسها.
كما أعلن رئيس المحكمة العليا الفنزويلية مايكل مورينو أن المحكمة لن ترضخ للابتزاز الأمريكي، وذلك في أعقاب إعلان واشنطن نيّتها فرض عقوبات على قضاة المحكمة، وقال: لن نرضخ للابتزاز ولن نرضخ للحكومة الأجنبية التي تسعى لانتهاك سيادة بلادنا، وأضاف: إن المحكمة ستواصل اتخاذ قرارات ضد من لا يدعمون استقلال وأمن وسلامة فنزويلا.
وجاء كلام مورينو رداً على تصريح نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس الذي أعلن أن الولايات المتحدة تستعدّ لفرض عقوبات على جميع القضاة الـ25 في المحكمة العليا الفنزويلية.
وتتعرض فنزويلا منذ أشهر لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية، في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.