شهداء وجرحى معظمهم أطفال في اعتداء إرهابي على السقيلبية التنظيمات التكفيرية تتهاوى في ريفي حماة وإدلب.. والجيش يكثّف عملياته
كثّفت وحدات من قواتنا المسلحة أمس عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية، ودمّرت أوكاراً لها في ريفي حماة وإدلب، وسط حالة من التخبط والانهيار الدراماتيكي تسود صفوف التنظيمات الإرهابية نتيجة فشلها أمام التكتيكات العملياتية التي تنفذها وحدات الجيش باستخدام الأسلحة المناسبة ذات الدقة العالية، وذلك في إطار الحرص على حياة المدنيين الذين تتخذهم تلك التنظيمات دروعاً بشرية.
التنظيمات التكفيرية حاولت التعويض عن هزائمها باستهداف المدنيين، حيث استشهد أربعة أطفال وامرأة، وأصيب ستة أطفال آخرين نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية المتمركزة في محافظة إدلب بالصواريخ على مدينة السقيلبية شمال غرب مدينة حماة.
وفي إطار الجهود الحكومية لإعادة المهجرين إلى مناطقهم التي طهرها الجيش من الإرهاب عادت أمس دفعة جديدة منهم قادمين من مخيم الركبان في منطقة التنف عبر ممر جليغم بريف حمص الشرقي.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات من الجيش رمايات نارية مكثّفة طالت تجمعات وتحصينات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية تحت زعامته في بلدة بداما بمنطقة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي، وأسفرت الضربات عن تدمير أوكار للتنظيم التكفيري، وإيقاع قتلى ومصابين في صفوف إرهابييه.
وفي وقت لاحق دمّرت وحدات من الجيش برمايات مدفعية مركّزة أوكاراً وآليات للمجموعات الإرهابية في قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي والواقعة إلى الشرق من بلدة كفر نبودة بريف حماة الشمالي التي طهرها الجيش من الإرهاب خلال اليومين الماضيين.
وفي ناحية قلعة المضيق بريف حماة الشمالي الغربي نفّذت وحدات الجيش رمايات بسلاح المدفعية ضد تحركات مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة على محور قرية شير مغار ومدان غزال، ما أدى إلى مقتل 3 إرهابيين وإصابة آخرين.
وعلى الحدود الإدارية مع ريف إدلب طالت رمايات نارية مكثّفة تجمعات إرهابيي جبهة النصرة ومحور تحرك آليات لهم في محيط قرية الصهرية أقصى الشمال الغربي لريف حماة، أدت إلى تدمير آليات ومدرعات للتنظيم التكفيري، وإيقاع خسائر في صفوف إرهابييه.
في غضون ذلك، أفاد مراسل سانا في حماة بأن عدد الشهداء ارتفع إلى 4 أطفال وامرأة، وأصيب 6 أطفال بجروح نتيجة سقوط قذيفة صاروخية أطلقها الإرهابيون على مركز تعليمي للأطفال في مدينة السقيلبية التي تتعرض منذ سنوات لاعتداءات التنظيمات الإرهابية المنتشرة في عدد من البلدات والقرى ضمن منطقة خفض التصعيد بالريف الجنوبي لمحافظة إدلب، وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية استهدفت مدينة السقيلبية بعدد من القذائف الصاروخية، ما تسبب أيضاً بوقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات.
إلى ذلك، ردت وحدات الجيش العاملة في المنطقة على الفور بالوسائط النارية المناسبة على مصادر الاعتداءات، ودمّرت أوكاراً ومنصات إطلاق صواريخ للمجموعات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
من جهة ثانية، ذكر مراسل سانا من ممر جليغم أن عدداً من الأسر، معظم أفرادها من الأطفال والنساء، عادوا أمس عبر الممر، تقلهم سيارات مع أمتعتهم قادمين من مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية في منطقة التنف، حيث تنتشر قوات احتلال أمريكية ومجموعات إرهابية تدعمها، منعت عودتهم لأكثر من أربع سنوات إلى مناطقهم التي تم تطهيرها من الإرهاب.
وبيّن المراسل أنه خلال محطة استراحة عند الممر، حيث توجد فرق الهلال الأحمر العربي السوري ونقطة طبية قامت الجهات المعنية بتسجيل بيانات العائدين الشخصية وتقديم عناية طبية للمحتاجين ومواد غذائية ومياه، ومن ثم أقلتهم حافلات خصصتها الجهات المعنية إلى مراكز إقامة مؤقتة عند أطراف مدينة حمص كمحطة مؤقتة ريثما يتم إيصالهم إلى مناطق سكنهم الدائم.
وأشار سواح دواليبي إلى الارتياح الكبير لدى العائلات التي هربت من جحيم الموت بمخيم الركبان ووصولها إلى نقاط الجيش العربي السوري الذي عمل على تأمين الطعام والشراب، فيما قدّمت فرق الهلال الأحمر الرعاية الصحية والدواء لجميع العائدين إلى الوطن.
ولفت عايد الأحمد إلى أنه هرب من تنظيم داعش الإرهابي عندما دخل منطقته، إلا أنه التجأ إلى إرهاب من نوع آخر عندما أقام في مخيم الركبان، مشيراً إلى أنه أحس بالأمان بعد مغادرته وعائلته مخيم الذل والوصول إلى أراضي الوطن الغالي.
وقال طراد المحمد: إنه اليوم عاد إلى الحياة من جديد كطفل ولد من جديد بعد مأساة استمرت لسنوات في مخيم الركبان، فيما بيّن محمد جاسم الفلاح أن الجيش العربي السوري له الفضل الأكبر بعودتنا إلى ديارنا بعد أن طهرها من الإرهاب، مشيراً إلى أن الإرهابيين المدعومين من قوات الاحتلال الأمريكية كانوا يعملون على إرهاب المواطنين لبث الذعر في نفوسهم من أجل إبقائهم داخل المخيم.
ونصح حسين الحي الأسر التي لا تزال في مخيم الركبان بالعودة إلى سورية التي نعتز ونفخر بها والخلاص من المهانة والجوع والموت.
سياسياً، أكد القيادي الناصري والمفكر القومي المصري فاروق العشري أن سورية ستحقق قريباً النصر النهائي على الإرهاب، لافتاً إلى الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب. وقال العشري في تصريح لمراسل سانا بالقاهرة: إن الجيش العربي السوري يقود معركة التطهير التي ستقضي على بقايا التنظيمات الإرهابية في إدلب، مشيراً إلى أن هذه المعركة ستشكّل مرحلة حاسمة في الحرب على فلول الإرهابيين وداعميهم.
وشدد العشري على أن رعاة الإرهاب لن يتمكنوا من حماية عملائهم، وأن كل المحاولات التي قاموا بها أو يشرعون في تنفيذها مثل مسرحيات استخدام الأسلحة الكيميائية لن تؤدي إلى شيء، وقال: إن الانتصارات السورية كتبت نهاية حقبة من التاريخ وبداية جديدة.. فاليوم تكتب نهاية الوهم الأمريكي، وتنتهي معه مخططات الشر التي أرادوها للمنطقة بفضل صمود سورية وانتصاراتها، وندد المفكر القومي بالوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية والتركية على الأراضي السورية، مؤكداً أنها قوات احتلال.