فرنسا: واشنطن حطّمت أسس العلاقات الدولية
يرى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الدعوات للمواجهة والصدام بين الدول، يمكن أن تؤدي إلى فوضى دولية، محمّلاً الرئيس الأمريكي المسؤولية الأكبر عن ذلك.
وقال لودريان في مقابلة مطوّلة مع صحيفة “باريزيان”: “يدعو البعض، إلى عدم اعتماد وقيام العلاقات بين الدول على التعاون، بل على المواجهة بين الدول. نجازف بالتحوّل إلى شكل من أشكال الفوضى الدولية”، وأشار كذلك إلى دائرتين هامتين في العلاقات بين الدول يمكن أن تؤثّرا على الأمن الدولي.
وقال لودريان: “تحطّم في الوقت الراهن، المبادئ والأسس الرئيسية للحياة الدولية، وتحوّل إلى أجزاء… ولم تعد المؤسسات والمعاهدات والوعود السابقة والحدود تحظى بالاحترام”، ويرى أن الذنب في ذلك يقع على عاتق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعرب لودريان كذلك عن اعتقاده بأن الفترة الحالية تشهد أيضاً تطوّر شكل “العنف المفرط، والإرهاب المستمر”.
بالإضافة إلى ذلك ، يرغب لودريان، في أن تلتزم كل الأطراف بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأكد أن “هذا ينطبق ويسري على إيران”، لكن “الولايات المتحدة تتحمّل المسؤولية أيضاً”.
وانتهج ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض عام 2017 سياسات رعناء تنتهك القوانين والمواثيق الدولية، ولا سيما فيما يتعلق بالانسحاب من العديد من الاتفاقيات الدولية، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة والغاضبة خارج الولايات المتحدة وداخلها.
وفي وقت سابق، أعلن عمدة العاصمة البريطانية لندن صادق خان أن ترامب “لا يستحق زيارة دولة إلى بريطانيا، ولا يتعيّن على البريطانيين فرش السجادة الحمراء أمامه”، وأضاف: “بطبيعة الحال علينا الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع رئيس الولايات المتحدة، لكن لا يتعيّن علينا فرش السجادة الحمراء أمامه وإقامة مأدبة رسمية له”، معتبراً أن “ترامب لا يرقى إلى مستوى سلفيه في البيت الأبيض باراك أوباما وجورج بوش الابن، ولا يستحق زيارة دولة إلى بريطانيا”.
ومن المقرّر أن يقوم ترامب بزيارة بريطانيا في الثالث من حزيران المقبل.
وأعرب خان عن تضامنه مع زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين، الذي قال: إنه سيرفض الدعوة للمأدبة المقرر إقامتها لترامب خلال زيارته لبريطانيا.
وتعكس تصريحات خان تشاؤم كبار المسؤولين في بريطانيا إزاء زيارة ترامب المتوقّعة، والتي تمّ إرجاؤها مرات عدة.
يذكر أن ترامب زار بريطانيا في تموز الماضي، إلا أن تلك الزيارة لم تصنّف زيارة دولة، كما قوبلت بمظاهرات احتجاجية واسعة رافضة ومندّدة بسياساته.
بالتوازي، أعلنت الصين أنها ستتخذ إجراءات مضادة رداً على زيادة التعريفات الجمركية من قبل ترامب على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وجاء في بيان صدر عن الوفد الصيني، الذي يزور واشنطن حالياً لحضور الجولة الـ11 من المشاورات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين البلدين، “بكين تأسف بشدة إزاء قيام واشنطن بزيادة التعريفات الجمركية الإضافية التي تفرضها على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي من 10 بالمئة إلى 25 بالمئة”، وأضاف: “الصين ستضطر إلى اتخاذ الإجراءات المضادة اللازمة”، معرباً عن الأمل في أن تتمكّن واشنطن من أن تلتقي بكين في منتصف الطريق، وأن يبذل الجانبان جهوداً مشتركة لحل المشكلات القائمة من خلال التعاون والتشاور.
وفرض الرئيس الأمريكي رسوماً جمركية على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار، وردّت بكين على الفور بتطبيق رسوم جمركية مماثلة على واردات من المنتجات الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار، لتتسع بذلك دائرة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب نفسه بحجة حماية الإنتاج الأمريكي.