الولايات المتحدة تفكر بلعب “ورقة تايوان”
ترجمة: علاء العطار
عن موقع تشاينا ديلي 9/5/2019
تحاول الصين تذليل الخلافات القائمة بينها وبين الولايات المتحدة، لكن رعونة تلك الأخيرة لاتزال تشكل العائق الأكبر أمام تقدم العلاقات، خاصة وأن ترامب لم يرسى على بر، فهو يتحرك جيئة وذهاباً بين الترهيب والترغيب، وهذا أمر لن تتحمله الصين، فكيف إن مس سيادتها.
في إشارة أخرى إلى أن الولايات المتحدة تحاول تكثيف الضغوط على بكين على جميع الجبهات، صوت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية 414 صوتاً على قرار غير ملزم يؤكد التزام واشنطن المزعوم بتايوان.
كما أقر المجلس، بتصويت بالإجماع، مشروع قانون تأمين تايوان لعام 2019، وتعهد ببيع الأسلحة إلى تايوان وبدعم مشاركة تايوان في المنظمات الدولية.
قد يطرح القانون للتصويت في مجلس الشيوخ، وإن تم إقراره فيجب أن يوقعه الرئيس قبل أن يصبح قانوناً نافذاً. ورغم أن حدوث ذلك أمر غير مؤكد، إلاأن التحرك الصارخ للتدخل في الشؤون الداخلية الصينية يوحي بمدى استعداد البعض في الولايات المتحدة على محاولة تخريب العلاقات الصينية الأمريكية، بالرغم من أن ذلك يعني تضرر مصالح البلدين بشدة. إن هذه الخطوة التي جاءت قبل يومين فقط من بدء محادثات التجارة الأخيرة بين أكبر اقتصادين في العالم، ستثير بالتأكيد المخاوف حول كيفية تطور العلاقات الصينية الأمريكية في الأيام المقبلة.
كان موقف الولايات المتحدة من تايوان شرطاً مسبقاً لإقامة علاقات دبلوماسية بين بكين وواشنطن قبل أربعة عقود، وهذا الشرط قد يُفشل المحادثات أو يُنجحها. ولم يتم تطبيع العلاقات الصينية إلا بعد أن اعتمدت واشنطن لأول مرة سياسة الصين الواحدة. وأي محاولة من جانب الولايات المتحدة للتراجع عن هذا الموقف يتعارض مع التزاماتها ويقوض أساس العلاقة الثنائية.
تعد مسألة تايوان القضية الأكثر أهمية وحساسية في العلاقات الصينية الأمريكية، ويتعين على الولايات المتحدة أن تفكر ملياً قبل أن تلعب “ورقة تايوان” لأنها تخاطر بوضع البلاد على مسار التصادم المباشر مع الصين، وهو سيناريو يحاول تجنبه أي زعيم سياسي حكيم.
ينص قانون مناهضة الانفصال الصيني على أن إعادة التوحيد الوطني واجب مقدس لجميع الصينيين، وعلى الحكومة المركزية أن تتخذ جميع التدابير اللازمة، حتى “الوسائل غير السلمية” إذا لزم الأمر، لمنع انفصال تايوان عن الوطن الأم. يهدف هذا الموقف الثابت إلى ردع الانفصاليين في تايوان عن تسبيب أي مشكلة.
لكن دعم الولايات المتحدة المتزايد لتايوان، على شكل مزيد من مبيعات الأسلحة والالتزامات المتكررة بمساعدتها عسكرياً، لم ينقض وعودها السابقة فحسب، بل بعث برسالة خاطئة إلى الانفصاليين التايوانيين، الذي قد يشجعهم على مواصلة بذل الجهود من أجل الاستقلال، حتى لو كان ثمن ذلك نشوب حرب.
ونظراً إلى أن المغامرات العسكرية الأمريكية عبر البحار وعلى مر السنين نادراً ما تخدم مصالحها الوطنية، يجب على الذين يناصرون سياسة تايوان المتشددة الامتناع عن اتخاذ خطوات أكثر استفزازية في هذه القضية قبل إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.