دائرة التمثيليات في إذاعة دمشق تواكب شهر رمضان
كعادتها في كل عام وخلال شهر رمضان المبارك تتحول دائرة الدراما في إذاعة دمشق لخلية نحل لتواكب هذا الشهر عبر مجموعة من البرامج والمسلسلات الجديدة إلى جانب استمرار بعض برامجها وتوقف البعض الآخر, وبيَّن مدير دائرة التمثيليات باسل يوسف أن الدائرة تستعد قبل قدوم الشهر من خلال تشكيل لجنة تقوم باختيار ما هو الأنسب من المقترحات لتقديمها للمستمعين, مشيراً إلى أن النصيب الأكبر عادةً ما يكون للمسلسلات, وأن الإذاعة اعتادت في السنوات الماضية على تقديم برامج لها علاقة مباشرة برمضان، إلا أنها منذ العام الماضي حاولت تقديم أعمال لها علاقة بالواقع وذات طابع إنساني كمسلسل “نور ونار” تأليف بشرى عباس وإخراج إياد إسمندر ومسلسل “حارة الأكابر” تأليف أحمد السيد إخراج فراس عباس وهو فانتازيا بيئة شامية ينتقد أعمال البيئة الشامية التي قدمتها الدراما التلفزيونية التي تعرضت لانتقادات شديدة, بالإضافة لمسلسل “يوميات الخبز والحرب” كتابة محمود عبد الكريم وإخراج باسل يوسف وهو عمل يعكس يوميات المجتمع بطريقة كوميدية ساخرة وضمن مقولة سياسية, والكاتب فيه لا يكتفي بنقل ما يحدث في الواقع بل يستشرف ما قد يحدث فيه, مشيراً يوسف إلى برنامج “اضحك معهم” وهو برنامج ترفيهي ينهل من نوادر جحا وبعض الظرفاء في التاريخ, كما تقدم الدائرة لوحات خفيفة وكوميدية بعنوان “ثلاثون ليلة وليلة” لغسان ملبنجي وإخراج حسن حناوي مستوحاة من حكايات شهرزاد وشهريار وأفلام الرسوم المتحركة الشهيرة, وكل حكاية فيها إسقاط على واقعنا بطريقة فانتازية, منوهاً أيضاً إلى مسلسل “يمهل ولا يهمل” الذي يسلط الضوء على حكم القدر على الناس.
برامج للكبار والصغار
وهماك الكثير من البرامج الإذاعية التي ما زالت مستمرة خلال شهر رمضان, يأتي في مقدمتها -كما أوضح يوسف- “منارات إنسانية” لنهلة السوسو الذي يتناول حياة ومؤلَّفات كبار الشعراء, وكذلك برنامج “صناع الحضارة” الذي يستمر للموسم الثاني ويتناول قامات فكرية وعلمية من الضروري تعريف الجيل الجديد بها وهو من تأليف د.طالب عمران وإخراج محمد غزاوي, مشيراً إلى استمرار بعض الأعمال الإذاعية التي أصبح لها شهرة شعبية كـ “حكم العدالة” و”محكمة الضمير” وهو من تأليف أحمد السيد و”حكايات الفن والفنانين” الذي يوثق فيه الفنان أحمد خليفة للحركة الفنية في سورية وهو من إخراج محمد عنقا, مبيناً يوسف أن دائرة الدراما مستمرة أيضاً في تقديم برنامج “المسرح إذا روى” إخراج ثراء دبسي وهو يوثق للمسرح السوري من خلال تعريف المستمعين بإنتاجات مسرحيينا بشكل مسموع.
دراما الأطفال والشباب
وعلى الرغم من اعتراف يوسف بأن مخاطبة الأطفال عبر الإذاعة في عصر التكنولوجيا أمر ليس بالهين إلا أن لهم نصيب من البرامج التي تقدمها دائرة الدراما من خلال برنامج “دراما الأطفال” الذي ما زال مستمراً خلال شهر رمضان ويقدم يوم الجمعة, والقصد منه تعريف الأسرة بآلية التعامل معهم ومحاولة خلق تواصل فكري معهم من خلال تقديم قصص ترفيهية مفيدة, وكما للأطفال برنامجهم كذلك للشباب من خلال برنامج “شباب دوز” الذي يذاع على إذاعة صوت الشباب وهو برنامج يقدم عبر مجموعة من الشباب ويطرح مشاكل شبابية بشكل درامي وهو من تأليف وليم عبد الله وإخراج مهند ديب.
مع القطاع الخاص
ويوضح يوسف أنه وبعد أن كانت الدائرة تقوم بتزويد إذاعة دمشق فقط ومن ثم صوت الشباب وإذاعة سوريانا ببعض البرامج بدأت الآن بتوفير مساحات للدراما الإذاعية لكل الإذاعات المحلية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لتبقى حاضرة في وجدان المستمعين, مشيراً إلى أنه وفي العام 2019 جرى اتفاق بين الهيئة وإذاعة شام أف أم على بث 30 حلقة من برنامج “حكم العدالة” والهيئة تفتح الباب لاقتناء المواد الإذاعية من قبل القطاع الخاص لأنه غير قادر على إنتاج الدراما الإذاعية لعدم توفر الشروط اللوجستية المناسبة للإنتاجات الدرامية في الوقت الذي تمتلك فيه إذاعة دمشق أكبر أستوديو في سورية مجهز بطريقة مناسبة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الممثلين إلى جانب غياب مخرجي الدراما عن هذه الإذاعات وهو متوفر في الإذاعة الجاهزة للتعاون مع القطاع الخاص في هذا المجال ضمن شروط يتم الاتفاق عليها.
مكمل وليس منافساً
ويؤكد يوسف أن دور الإذاعة في ظل انتشار الدراما السورية على جميع المحطات التلفزيونية مكمل وليس منافساً لذلك تحاول الإذاعة قدر الإمكان تقديم مواد إذاعية غير منتجة في الدراما, خاصة وأن الإذاعة هي الأقدر على التعامل مع النص الدرامي بطريقة أسرع من التلفزيون, وحرصاً على متابعة المستمع لما تقدمه الإذاعة ولأننا في زمن وسائل التواصل الاجتماعي تقوم الإذاعة منذ العام 2018 بتحميل برامجها على الموقع الالكتروني للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حرصاً منها على الذهاب للمستمع أينما كان ليتلقى منها وجبته الثقافية والدرامية ولنشر برامجها ودراماها على أوسع نطاق.. من هنا وتنفيذاً لتوصيات ورشة العمل التي أقيمت منذ فترة بعنوان “الدراما الإذاعية سبعون عاماً من العطاء” في مكتبة الأسد بدمشق حول ضرورة توطين الدراما الإذاعية في الإذاعات المحلية، تسعى الإذاعة حالياً لإنتاج دراما خاصة بهذه الإذاعات من خلال نصوص مكتوبة بلهجات مناطقها للتطرق لهموم المحافظات وتقديمها بكوادر وخبرات محلية إلى جانب تقديم كنوزنا من البرامج والأعمال الدرامية الموجودة في مكتبة الأشرطة, وكذلك تحميلها على موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لتكون في متناول المغتربين خارج سورية.
مدرسة الإلقاء
وتبنت وزارة الإعلام توصيات الورشة وكان من نتائجها زيادة التعرفة للعاملين في الإذاعة وهي خطوة أولى مهمة برأي يوسف باتجاه أجور تتناسب مع الجهد المبذول من قبل الفنانين, كما كانت الورشة فرصة للوقوف مع الدراما الإذاعية من خلال تكريم روادها والعاملين فيها الأوفياء لها والتي استقطبت بفضل تاريخها وتطورها مؤخراً العديد من نجومنا بعد غياب أمثال سلمى المصري وفادية خطاب وأيمن رضا ووائل رمضان ومحمد حداقي, مشيراً يوسف إلى أن إذاعة دمشق مدرسة في الإلقاء والإحساس وما زالت بفضل أساتذتها الذين مازالوا يعملون فيها وتتلمذ على أيديهم الكثيرون, موضحاً يوسف أن أبوابها مفتوحة للجميع لتقديم الأفكار الجديدة ومواكبة كل التغيرات الحاصلة في مجتمعنا, خاصة وأنها تضم الكوادر والخبرات القادرة على ترجمة هذه الأفكار بالشكل المناسب.
أمينة عباس