التصعيد الأمريكي ضد إيران
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع انفولاميشن كليرنك هاوس 11/5/2019
هل هي مجرد صدفة أن تعيد شبكات التلفزيون عرض أفلام “ديرتي هاري” القديمة تماماً في الوقت الذي يسير أسطول البحرية الأمريكي القوي والسلاح الجوي من طراز B-52 باتجاه لما يمكن أن يكون صداماً مع إيران؟ هنا نكون مجدداً مع “الأخيار” مقابل “الأشرار”.
ربما يكون الأمر أكثر خداعاً، فقد تم تحديد موعد النشر العسكري الحالي للولايات المتحدة قبل التصعيد مع إيران، لكن تهديدات المحافظين الجدد في البيت الأبيض مثل جون بولتون، ومايك بومبيو تخلق بالتأكيد انطباعاً بأن الولايات المتحدة تريد الحرب.
بالإضافة إلى إثارة الحرب، أمر ترامب منذ فترة قليلة بالاستيلاء على سفينة شحن كبيرة لكوريا الديمقراطية، الأمر الذي يعد عملا من أعمال الحرب المشينة وانتهاكاً للقانون الدولي. إن سياسة حافة الهاوية الأكثر خطورة التي يتبعها دعاة الحرب في الإدارة تظهر بشكل متزايد أن السلطة والغطرسة تسلبان عقولهم. هذا كثير بالنسبة للرئيس الذي تعهد بتجنب الحروب الخارجية، والكثير بالنسبة لملايين الناخبين المناهضين للحرب الذين وثقوا به.
الآن تبحر حاملة الطائرات “CVN-72 USS أبراهام لنكولن” باتجاه الساحل الإيراني، وترتبط بها غواصة نووية، وطراد ومجموعة من المدمرات وجميعها مجهزة بصواريخ لهجوم بري. كما تدعم قاذفات قنابل ثقيلة من طراز B-52 ذات قدرة نووية القوات البحرية في قطر، وطائرات حربية أمريكية من قواعد أخرى في الخليج و السعودية وسلطنة عمان وتركيا والأردن وباكستان التي تحيط بإيران، فالناقلات هي فقط للعرض والتهديد.
إن إسرائيل، التي تتلهف لرؤية الهجوم الأمريكي على إيران، قد زودت “الاستخبارات” بفيديو يزعم مهاجمة إيران لمنشآت أمريكية معينة في الشرق الأوسط، ومن المثير للاهتمام أن إسرائيل ومؤيديها الأمريكيين فعلوا الشيء نفسه في عامي 2001 و 2003 ما دفع الولايات المتحدة لمهاجمة العراق فقد كانت واشنطن تعتمد إلى حد كبير على الاستخبارات الإسرائيلية بشأن العراق لأن مصادرها كانت ضعيفة للغاية وما زال المحافظين الجدد يقومون بالترويج لمزاعم إسرائيل.
يرى ترامب نفسه كامبراطور محاصر من قِبل أقزام واشنطن، وقد جعل المحافظون الجدد في إدارته هدفهم تدمير إيران التي تعتبر العدو الخطير لإسرائيل والمناصرة للقضية الفلسطينية. في الحقيقة، وقعت إدارة ترامب إلى حد كبير تحت تأثير اليمين الإسرائيلي المتشدد في الشؤون الخارجية والعسكرية، لذا أصبح من الواضح أن بولتون وبومبيو يحاولان اختلاق حادثة من شأنها أن تثير الحرب.
ليست حرباً واسعة النطاق، بل ذريعة للولايات المتحدة وإسرائيل لقصف المنشآت النووية الإيرانية والمواقع العسكرية الرئيسية والهياكل الأساسية للاتصالات كما حدث في العراق وبذلك يتم تأخير تطور إيران لعقود من الزمن.
عندها ستستخدم إسرائيل سيطرتها على الكونغرس الأمريكي لإبقاء إيران تحت حصار صارم للغاية. وقد دعت خطة البنتاغون المقررة لمعاقبة إيران إلى تنفيذ حوالى 2300 غارة جوية في اليوم الأول الواحد.
وكعادتها، تأمل واشنطن أن يؤدي تفاقم البؤس والصعوبات المتزايدة المفروضة على إيران التحريض على ثورة للإطاحة بالحكومة الإسلامية ما يسمح للولايات المتحدة بتثبيت الإيرانيين المنفيين الموجودين في جنوب كاليفورنيا. كان هذا هو النمط نفسه في كوبا ونيكاراغوا والعراق وليبيا والآن فنزويلا. إنها ليست دبلوماسية ، بل هي ممارسة قوة وحشية مفرطة.