الجــــــــــــــولان لنـــــــــــا..جُبَــــــبُ المــــــيس
من شجر الميس الباسق الطول، الدائم الخضرة أخذت قرية جبب الميس الواقعة شمال غربي مدينة القنيطرة اسمها الذي يليق بجمالها حيث تلامسها قرى زعورة وعين فيت والقلع وسكيك وكريز الواوي، وتعانق غرباً الحدود الفلسطينية، كما تحيط بها أشجار السنديان والعبهر والملول والبلوط، والتوت والمشمش البري، وتزين جيدها شجيرات من البطم والخرنوب والسِّدر، أما أشجار الميس المعمرة الهرمة فتختزن ذاكرتها آلاف القصص والحكايات والابتسامات.
وذكر كثير من الشعراء الميس وتميس وميساء كقول الشاعر:
تميس مثقلةً بالتّوتِ والعنبِ
تخطو على القلبِ فالنّبضُ إعصارُ
وثمة من قال أيضاً:
لِلميسِ أحلام زَهت على الشَّفَقِ
إنَّ العَنادِلَ أمواج من العِشقِ
كما تتوهّج قرية جبب الميس خلال فصل الربيع مرجاً أخضر بديعاً باهراً ساحراً، يتموج خضرة وألقاً باذِخاً وينتشي جمالاً آسراً شامخاً ويفوح عطراً بأزهار النَّفل والأقحوان والزعتر البري والدّفلى والنرجس والجعدة والريحان والبابونج والخبيزة والعكوب والعوسج والسوسن البري والعرار. الذي ورد في بيت للملك الضليل الشاعر امرؤ القيس حيث يقول:
تَمتَّع من شَميمِ عَرارٍ نجدٍ
فما بعد العَشيّة من عرارِ
ومن المظاهر المتميزة الفريدة بالقرية: هُوَّة الحَمام وهي بئر عميقة جداً، قطرها 20 متراً، تسكنها الآلاف من العصافير والحمام البري والخفافيش والصقور إضافة لشجيرات من التين والعنب تسلّقت جدرانها.
ويذكر معمرو القرية أن الهوة تشكلت بعد صاعقة قوية، وكانت تزورها بعثات علمية جيولوجية، ووفود طلابية ورحلات مختلفة تخيّم بها عدة أيام للصيد والتسلية والترفيه والاستكشاف والتمتع بطبيعة خلابة جميلة ونسائم عليلة منعشة.
كانت تسكن القرية بكل الحب والتعاون والوئام عائلات الحُروك، الشراعبة، البحاترة، الموايسة، المليحات.
محمد غالب الحسين