مادورو: إحباط محاولة استفــــزاز أمريكيــــــة
في أحدث استفزاز أمريكي لجمهورية فنزويلا البوليفارية، وذلك على خلفية سعي واشنطن الحثيث لإسقاط الحكومة الشرعية في كراكاس واستبدالها بأخرى عميلة تأتمر بأوامرها، أقدمت سفينة أمريكية على انتهاك المياه الإقليمية الفنزويلية، الأمر الذي استدعى ردّاً مباشراً من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي أعلن أن الولايات المتحدة مستمرة بأعمالها الاستفزازية تجاه فنزويلا وبمحاولات اختبار استعدادها لمثل هذه الأعمال، مشدّداً على أن الجيش الفنزويلي على أتم الاستعداد لمواجهة أي محاولات لاستهداف البلاد.
وقال مادورو خلال لقاء جمعه بعسكريين من قوات الجيش: إن “سفينة تابعة لخفر السواحل الأمريكية دخلت المياه الإقليمية لبلادنا، ولكنها ما لبثت أن غادرتها بعد أن تصدّت لها البحرية الفنزويلية”.
وأضاف: إن السفينة الأمريكية يو إس سي جي جيمس دخلت المياه الاقتصادية لفنزويلا، واقتربت لمسافة 14 ميلاً من ميناء غويرا، وعلى الفور توجّه زورق دورية فنزويلي نحوها ما اضطرها للمغادرة، معتبراً أن ذلك كان “نصراً للقانون الدولي وللسلام وللأخلاق العسكرية الفنزويلية”.
وتابع مادورو: “حاولوا رؤية ما سيفعله أسطولنا، وما ستفعله قواتنا المسلحة، وهل سيصيبنا الذعر أم لا ؟.. ولكننا أظهرنا القدرة على ضبط النفس والصلابة والحزم والشجاعة والإرادة”.
وتتعرّض فنزويلا منذ أشهر لتدخلات أمريكية في شؤونها الداخلية ومحاولات لزعزعة استقرارها، عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية، في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد، الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي، باستخدام جميع الوسائل، بما فيها العنف والفوضى.
بالتوازي، أعلنت الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف: إن السياسة الخارجية الحالية للبرازيل تحت إدارة الرئيس اليميني جايير بولسونار، قد عادت إلى اتباع عقيدة مونرو، وأضافت: “ما يميّز سياسة البرازيل الخارجية الجديدة هو، أولاً، أنها ليست جديدة، إنها سياسة التوافق الصارم مع الولايات المتحدة الأمريكية. وهي نوع من عودة البرازيل إلى تبني العقيدة التي طبقتها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر في أمريكا اللاتينية. ما يسمى بعقيدة مونرو، أو عقيدة واشنطن في أمريكا اللاتينية، على اعتبارها الفناء الخلفي للولايات المتحدة”.
وترى روسيف، أن البرازيل، في بعض المراحل من تاريخها، تمكّنت من تخطي هذه السياسة وتجاوزها، ولكن الآن مع وصول حكومة بولسونار، تغيّر الوضع مرة أخرى، وأضافت: إنه يمكن رؤية الانقياد الذليل للبرازيل خلف الولايات المتحدة، الذي يترافق أحياناً مع تجاهل واحتقار سيادة البلاد.
وكانت فنزويلا أعلنت في شباط الماضي الإغلاق الكامل للحدود البرية مع البرازيل حتى إشعار آخر، بالإضافة إلى إغلاق حدودها البحرية مع ثلاث جزر مجاورة هي جزر أروبا وكوراساو وبونايري، وتعليق رحلات الطيران إليها، وإعادة النظر في العلاقات الثنائية معها، فيما أكد مادورو: “لا يمكنني تجاهل التهديد بالحرب والغزو العسكري لبلادنا الذي يتحدّث عنه بولسونارو في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية والإنسانية واتفاقات التعاون بين البرازيل وفنزويلا القائمة لأكثر من قرن”، وأضاف: “الشعب الفنزويلي يرفض بشكل قاطع التهديد بالحرب والغزو العسكري من جانب بولسونارو”، مبيناً أن نظيره البرازيلي يحاول تقليد هتلر في تصرفاته، وشدد على أن تهديداته ستنقلب عليه لاحقاً.