مسيرات حاشدة في الضفة وغزة: التمسّك بخيار المقاومة
إحياءً للذكرى الحادية والسبعين للنكبة، وتأكيداً على مواصلة النضال ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي حتى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ولا سيما حق العودة، ورفضاً لما سميت “صفقة القرن”، شهد قطاع غزة “مليونية العودة”، لكن قوات الاحتلال قمعتها، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام تجاه المشاركين فيها، ما أدى إلى إصابة 60 منهم بجروح والعشرات بحالات اختناق.
كما شارك آلاف الفلسطينيين بمسيرات في مدن رام الله والخليل وقلقيلية بالضفة الغربية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ومفاتيح العودة ولافتات تحمل أسماء القرى التي هجّر منها أهلها، ورددوا شعارات تؤكد ضرورة الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها “صفقة القرن”، مشدّدين على تمسكهم بالمقاومة والنضال حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
من جهتها، أكدت القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية أن فلسطين بأكملها حق غير قابل للتفاوض أو المساومة، وأن الشعب الفلسطيني بكل قواه الحية المقاومة سيسقط “صفقة القرن” وكل الخطط الأمريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والنيل من حقوق الشعب والأمة، وشدّد على استمرارية مقاومة الشعب للاحتلال بكل أشكاله، والتمسّك بكامل حقوقه الوطنية والتاريخية، ومواصلة نضاله لتفجير الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في الضفة الغربية وكل أرجاء فلسطين.
ودعا التحالف كل القوى والفصائل الفلسطينية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية في المرحلة القادمة من تاريخ القضية والنضال الوطني، ونبذ الخلافات الداخلية، والعمل لإنهاء الانقسام، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، والعمل على تعزيز وحدة الشعب لمقاومة الاحتلال وكل المشاريع الاستعمارية.
إلى ذلك، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن إرادة الشعب الفلسطيني ووحدته ومقاومته وتمسّكه بهويته وحقوقه التاريخية وتضحياته داخل فلسطين وخارجها تبقى العنوان الأبرز في الصراع مع الكيان الصهيوني الغاشم. وأوضحت الجبهة أن برامج الإحباط والتيئيس المبرمج التي تحاول الدول الاستعمارية وداعموها من بعض الأنظمة العربية تعميمها عبر الحروب التي تشنها أو تقوم برعايتها ضد محور المقاومة، ولاسيما الحرب الكونية على سورية، خلقت واقعاً جديداً يملي على قوى التحرر العربي وحركات المقاومة الفلسطينية العمل وفق صيغ نضالية أكثر فاعلية وجدوى، وأشارت إلى أن هزيمة المخطط الأمريكي الصهيوني في سورية وسقوطه في اليمن وانتصارات وبطولة الشعب الفلسطيني في غزة وعجز قوى العدوان عن كسر إرادة الجمهورية الإسلامية في إيران، كلها مؤشرات لمعنى إرادة المقاومة وتباشير الانتصار ولو بعد حين.
يذكر أن العصابات الصهيونية قامت في الخامس عشر من أيار عام 1948 وبمساعدة من سلطات الاحتلال البريطاني آنذاك بطرد وتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم وحولتهم إلى لاجئين في دول مجاورة بعد أن ارتكبت مجازر وحشية ضدهم راح ضحيتها آلاف الشهداء، وهدمت، ودمرت مئات القرى والمدن الفلسطينية، وأقامت مستوطنات مكانها.
وفي لبنان، جدّد الاتحاد العمالي العام في لبنان دعوته إلى التمسك بخيار المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لتحرير الأراضي العربية المحتلة، وجاء في بيان صدر عن الاتحاد: “إنه بعد مرور 71 عاماً على ارتكاب أكبر جريمة في العصر الحديث بحق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وتشريده بمؤامرة دنيئة من القوى الاستعمارية، ودعمها لعصابات الصهاينة، ومساهمة الأنظمة الرجعية العربية في هذه الجريمة لا يزال الشعب الفلسطيني صامداً ومتمسكاً بحق العودة والكفاح من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني”، وشدّد على أهمية توحيد كلمة الشعب الفلسطيني بمختلف تنظيماته وفصائله والاستمرار بالمقاومة ومواجهة الاحتلال، داعياً العمال العرب وعمال العالم والمنظمات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية إلى المزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم له.
كما أكدت قيادتا رابطة الشغيلة في لبنان وتيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية أن لا سبيل لتحرير الأرض واستعادة الحقوق سوى استمرار المقاومة، وأن الرهان على سلوك طريق المساومة والتفاوض لاستعادة الحقوق رهان “عقيم ومذل”.
وجاء في بيان صادر عن رابطة الشغيلة وتيار العروبة: “إن عدم التمسّك بخيار المقاومة سيقود إلى تشجيع العدو على مزيد من التوسع في احتلاله واغتصابه للحقوق”، موضحاً أن الرهان على الولايات المتحدة ثبت فشله جراء انحيازها الكامل للمشروع الصهيوني.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية وحي جبل الزيتون/الطور بمدينة القدس المحتلة ومناطق عدة من الضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 13 منهم.