موسكو: لن نتنازل عن مصالحنا لإرضاء واشنطن
تتزايد في العالم الموجة الرافضة للسياسات التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الحالية، وخاصة بعد التصعيد الأخير إزاء طهران، وكذلك الحرب التجارية التي فرضتها على بكين، وتدخلها السافر في شؤون الدول المستقلة، الأمر الذي جعل هؤلاء جميعاً يرفعون الصوت في وجه واشنطن، بأن مصالح بلادهم أهم من مصالح الإدارة الأمريكية.
فقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لا تنوي التنازل عن مصالحها من أجل إرضاء واشنطن، وقال في معرض حديثه عن أجواء مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن أجواءها الودية لا تعني استعداد روسيا لتقديم تنازلات تنافي مصالحها، وأشار إلى أن روسيا ستستغل اجتماع قمة العشرين القادمة لعقد اللقاء الثنائي بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا تلقت الدعوة الرسمية من الولايات المتحدة.
وفي ردّ له على سؤال بشأن ما إذا كانت رغبة ترامب في لقاء بوتين تعني أن الولايات المتحدة لم تعُد تربط عقد اجتماع القمة الأمريكية الروسية بإفراج روسيا عن البحارة العسكريين الأوكرانيين المعتقلين، قال لافروف: إن لهجتنا الودية لا تعني أننا سنقدّم تنازلات تتنافى مع مصالح روسيا.
وفي سياق الحرب التجارية التي فرضتها واشنطن على بكين، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين تعارض بشدّة فرض دول أخرى عقوبات أحادية على شركات وكيانات صينية، وذلك في ردّ على أحدث عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على شركة هواوي تكنولوجيز الصينية العملاقة للاتصالات. وقال قاو فنغ المتحدّث باسم الوزارة للصحفيين في إفادة أسبوعية: “يتعيّن على الولايات المتحدة تجنّب التأثير بشكل إضافي في العلاقات التجارية بين الجانبين”، مضيفاً: إن “مفهوم الأمن القومي يُساء استغلاله، ويجب ألا يستخدم كأداة للحماية التجارية”.
وكان الرئيس الأمريكي أصدر قراراً أمس بمنع شركات الاتصالات الأمريكية من التزوّد بمعدات تصنعها شركات أجنبية تعتبر وفق زعمه مصدر خطر أمني على بلاده، وأعلن حالة “طوارئ وطنية” لكي يتمكن من تنفيذ هذا المنع.
وأكد مراقبون أن هذا المنع يستهدف على وجه التحديد الشركات الصينية وخاصة شركة الاتصالات العملاقة “هواوي”.
وفي إطار التململ الغربي من سياسات واشنطن الاستعلائية إزاء حلفائها الأوروبيين والقفز فوق مصالحهم، وصف رئيس إحدى لجان البرلمان الألماني، أمس، تصريحات السفير الأمريكي لدى برلين بخصوص أنبوب “السيل الشمالي للغاز” بأنها “غير مقبولة”، مؤكداً أن “ألمانيا ليست مستعمرة أمريكية”.
وكان سفير الولايات المتحدة لدى برلين، ريتشارد غرينيل، قد وجّه رسالة إلى عدد من الشركات الألمانية في كانون الثاني الماضي، حذّر فيها من إمكانية تعرّضها لعقوبات على خلفية تنفيذ مشروع “السيل الشمالي”، الذي سينقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
إلى ذلك، أكد الدبلوماسي الأمريكي السابق ريجارد نفيو، أن سياسات البيت الأبيض الحالية “سيئة وفاشلة”، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم سياسات واشنطن تجاه إيران.
وقال نفيو عضو الفريق الأمريكي الذي شارك بالمفاوضات النووية مع إيران: “إن لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع قادة أوروبا يدل على هزيمة البيت الأبيض في حشد الدعم ضد إيران”، مؤكداً أن ذلك مؤشر على فشل أمريكا في إقناع حلفائها الأوروبيين وغيرهم في أرجاء العالم حيال سياساتها، ولفت إلى أن عودة النشاطات النووية الإيرانية تدلّ على فشل سياسة الحظر الأمريكية بحق طهران.