الصفحة الاولىصحيفة البعث

نائب جمهوري يدعو لعزل ترامب

بدأ نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي يتصدّر قائمة مرشحي الانتخابات الرئاسية عن الديمقراطيين للعام 2020، حملته الانتخابية، أمس، بالدعوة إلى الإنصاف والمساواة، وحضّ الناخبين على إنهاء الانقسامات الحادة، ورفض ممارسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أحدثت شرخاً في المجتمع الأمريكي.
وجاء في مقتطفات من كلمة بايدن التي سيلقيها في فيلادلفيا: “إذا كان الشعب الأمريكي يريد رئيساً يزيد من انقساماتنا، ويقود بقبضة محكمة وبيد غير ممدودة وبقلب متحجر يشيطن خصومه، وينشر الحقد، فإنه لا يحتاج إلي لديه حالياً رئيس يفعل ذلك تحديداً”.
ويقر بايدن بأن أمريكا تخلّت عن مثلها العليا في الآونة الأخيرة، ويقول: “إن أمريكا لم ترقَ إلى مستوى ما تعد به شعبها وذوي البشرة السوداء والنساء”.
ويشير بايدن إلى أنه سيخوض السباق الرئاسي لمنح الديمقراطيين والجمهوريين على السواء مساراً مختلفاً نحو الوحدة.
ويعتبر بايدن أبرز مرشحي الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية 2020.
ومنذ شهر تقريباً بدأ بايدن المشاركة في مناسبات صغيرة في قاعات نقابية أو مطاعم بيتزا متواضعة في الولايات التي تصوت مبكراً مثل آيوا، لكنه يأمل في لفت الأنظار خلال تجمع في فيلادلفيا أكبر مدن ولاية بنسلفانيا التي يكتسي الفوز فيها أهمية بالغة بعد أن انتزعها ترامب من الديمقراطيين في عام 2016.
ويظهر آخر تجميع للبيانات والاستطلاعات لموقع “ريل كلير بوليتيكس” إلى أن بايدن يحظى بدعم نسبته 39.1 بالمئة مقارنة بنسبة دعم تبلغ 16.4 بالمئة لأقرب منافس ديمقراطي، وهو السيناتور الليبرالي بيرني ساندرز.
وقالت مديرة كلية الدراسات العليا في الإدارة السياسية التابعة لجامعة جورج واشنطن لارا بروان: “إن ما يهم الديمقراطيين الآن هو خيار آمن وشخصية معروفة يعتقدون أنه قد يكون بإمكانها هزيمة الرئيس ترامب في ملعبه”.
في الأثناء، اعتبر النائب الجمهوري جاستن أماش أن ترامب انخرط في سلوك قد يستوجب “عزله”، ليصبح بذلك أول سياسي من حزبه يدعو لعزل سيد البيت الأبيض.
واتهم النائب عن ولاية ميشيغان وزير العدل وليام بار بتضليل العامة عمداً بشأن مضمون تقرير المدعي الخاص روبرت مولر.
وفي سلسلة من التغريدات، قال أماش: “إنه لم يقرأ تقرير مولر سوى عدد قليل من أعضاء الكونغرس”، مشيراً إلى أن التقرير حدّد عدة أمثلة لسلوكيات تطابق جميع عناصر عرقلة سير العدالة، وأضاف: “إنه بلا شك كان من الممكن توجيه اتهامات مبنية على هذه الأدلة لأي شخص غير الرئيس الأمريكي”، متابعاً: “بخلاف ما أظهره بار، فإن تقرير مولر يكشف أن الرئيس ترامب انخرط في أفعال محددة وبنمط من السلوك يستوفي الحد الأدنى للسلوكيات التي تستوجب العزل”، متجاوزاً بهذه التصريحات تلك التي أدلت بها معظم الشخصيات الديمقراطية البارزة في الكونغرس.
بدورها، حضّت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب نظيرها الجمهوري على دعم مشروع قرار تقدمت به يدعو إلى عزل ترامب.
وقالت موجهة كلامها إلى أماش: “لدي مشروع قرار يدعو إلى تحقيق يؤدي لعزل الرئيس ويمكنك أن تدعمه معي”.
وكان ترامب أعلن أن تقرير مولر برأه بالكامل، لكن بعض الديمقراطيين أشاروا إلى أن التقرير عرض عدة حالات قد يكون الرئيس عرقل سير العدالة من خلالها، وبين هؤلاء السيناتورة إليزابيث وارن، وهي مرشحة لانتخابات 2020 دعت لإطلاق إجراءات عزل الرئيس. لكن شخصيات ديمقراطية بارزة أخرى، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي حذّرت من تحرّك كهذا، مشدّدةً على أنه قد يؤدي إلى انقسامات في البلد الذي يصل عدد نفوسه إلى نحو 325 مليون نسمة.
يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن ترامب طلب تحضيراً فورياً للأوراق اللازمة للإعفاء عن عدد من أفراد الجيش الأمريكي والمرتزقة المدانين بارتكاب جرائم حرب في العراق وأفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين اثنين لم تذكر أسماءهما قولهما: “إن موعد طلب ترامب للأوراق يشير إلى أنه يدرس العفو عن هؤلاء الجنود في الـ 28 من أيار الجاري”، مضيفين: “إن الطلبات تضمنت أوراق رئيس العمليات الخاصة لسلاح مشاة البحرية إدوارد غالاغير والذي من المقرر أن يمثل أمام المحكمة خلال الأسابيع المقبلة لمواجهة اتهامات بإطلاق النار على مدنيين غير مسلحين وذبح أسير بسكين أثناء خدمته في العراق”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطلبات تتضمن كذلك قضية أحد المتعاقدين مع شركة بلاك ووتر الأمنية الخاصة والذي تمت إدانته مؤخراً بإطلاق النار على مجموعة من المدنيين العراقيين العزل في عام 2007 وقضية ماثيو جولستين من القوات الخاصة الأمريكية الذي قتل أفغانياً أعزل عام 2010 إضافة إلى قضية مجموعة من قناصة قوات المارينز المتهمين بالتمثيل بجثة مقاتل ميت من حركة طالبان.
يشار إلى أن سجل القوات الأمريكية والشركات الأمنية المتعاقدة معها مثل بلاك ووتر وغيرها حافل بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حيث تسبب الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان بسقوط مئات الآلاف من القتلى والمصابين، إضافة إلى دمار هائل في البنى التحتية عدا عن ظهور وانتشار التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش”.