“اليمين المتطرف” يحشدقبيل انتخابات البرلمان الأوروبي
تتصاعد في الدول الأوروبية النزعات اليمينية المتطرفة على خلفية مجموعة من الأسباب، أهمها أن الشباب الأوروبي يحاول أن يبحث عن هوية مستقلة تميّزه عن واشنطن، لأن ذلك بات يهدّد أوروبا كلها بالذوبان، فضلاً عن دور قضايا أخرى أساسية في تغذية هذه النزعات كقضية المهاجرين والإسلاموفوبيا والعنصرية بكل أشكالها.
ففي الوقت الذي تحشد فيه الأحزاب القومية واليمينية المتطرّفة قواها في كل أوروبا، دعت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل إلى التصدي للحركات الشعبوية التي تريد تدمير القيم الأوروبية، بينما يُتوقع فوز حزب “بريكست” في الانتخابات المقبلة في بريطانيا على خلفية الصراع المحتدم هناك حول الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وتحشد الأحزاب القومية واليمينية قواها في شتى أنحاء أوروبا، بقيادة نائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، متعهّدة بإعادة تشكيل القارة الأوروبية بعد انتخابات البرلمان الأوروبي.
وقد أعرب سالفيني زعيم “حزب الرابطة” عن ثقته في أن تحالفه، الذي تشكّل حديثاً، سيفوز بعدد قياسي من المقاعد في انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في الفترة من 23 إلى 26 أيار، ما سيعطيه صوتاً قوياً في تحديد كيفية إدارة الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويتزامن ذلك مع فضيحة تعرّض لها أحد أبرز حلفاء سالفيني وهو “حزب الحرية” النمساوي، الذي استقال زعيمه من منصب نائب المستشار بعد بث شريط فيديو له يظهر فيه، وهو يعرض عقوداً حكومية مقابل الحصول على دعم سياسي.
وعلى الرغم من اضطرار “حزب الحرية” النمساوي للغياب عن اجتماع أحزاب اليمين المتطرف في ميلانو، فإن أحزاباً من 11 دولة شاركت فيه، من بينها حزب “التجمع الوطني” الفرنسي، وحزب “البديل من أجل ألمانيا”، و”حزب الحرية” الهولندي.
بدورها اعتبرت مارين لوبان زعيمة حزب “التجمع الوطني” في تصريح صحفي أن “هذه لحظة تاريخية”، مضيفة: “قبل خمس سنوات، كنا في عزلة، لكننا اليوم ومع حلفائنا سنصبح أخيراً في وضع يجعلنا نغيّر أوروبا”.
من جانبها دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أوروبا، للتصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة، قائلة: إن الحركات الشعبوية تريد تدمير قيم أوروبا الأساسية مثل مكافحة الفساد وحماية الأقليات.
إلى ذلك، كشفت دراسة جديدة أن مئات الأشخاص في أوروبا، بمن فيهم رجال إطفاء وكهنة ومسنون، اعتقلوا أو تعرّضوا لعقوبات أخرى في دولهم لتضامنهم مع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء.
وسجّلت مثل هذه الحالات في 14 دولة أوروبية، في صدارتها إيطاليا واليونان وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا والدنمارك، ويعتقد أن هذه الدراسة أكثر دقة بشأن المسألة، غير أن معدّيها مقتنعون أن ذلك مجرد “غيض من فيض” والصورة الحقيقية أسوأ بكثير.