شارات المسلسلات.. في المنافسة الرمضانية
لا تقتصر المنافسة في الموسم الرمضاني على الأعمال الدرامية فقط، بل أصبح “التتر” أو شارة المسلسل جزءا لا يتجزأ من العمل الدرامي التلفزيوني، ومرافق ضروري له، ويمكن القول أنه يساعد في إعطاء انطباع مبدئي عنه ويمهد الطريق لوصول العمل بأسرع وسيلة إلى قلوب المتابعين، لذلك هو سيف ذو حدين فإن لم يوفق أصحاب العمل في اختيار مجموعة العناصر المرتبطة بشارة البداية قد تؤدي مهمة عكسية له وتقدم صورة سلبية عن العمل وتصرف نظر المشاهدين عنه وتؤدي لنفورهم، وهذه العناصر جميعها على غاية من الأهمية وهي مدى انسجام الشارة مع الفكرة الرئيسية للقصة الدرامية ومدى ارتباطها بروح العمل ونوع النص وأن تعبر عنه بطريقة أو بأخرى، بالإضافة إلى الاختيار الجيد للموسيقى والكلمات وكذلك انتقاء من يغني الشارة، ولعل هذا العنصر الأخير لقي اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة حيث تتنافس الشركات المنتجة للأعمال التلفزيونية على استقطاب كبار نجوم الطرب والغناء ليقوموا بتأدية “شارة العمل” ويكونوا شركاء في صناعته وبشارة “خير” ونجاح له فالمنافسة الدرامية القوية اليوم تحتاج إلى التميز في كل تفصيل من العمل الدرامي بدءاً من القصة والحبكة والسيناريو، مروراً بأبطال العمل وليس انتهاءً بشارة البداية والنهاية، وفي الواقع ليس فقط صناع العمل من يريد أن يضمن النجاح باختيار النجوم المشاركين في “شارة” عمله، حيث يبتغي كذلك نجوم الغناء اقتناص الفرص في الموسم الرمضاني والحفاظ على تواجدهم مع غياب الأغاني وتألق الدراما التي تصبح الرفيق الأول والوحيد للمتابع العربي، ولكن ينبغي القول بأن نجاح “شارة العمل” لا تقتضي بالضرورة أن العمل ككل ناجح، فربما تتمكن وحدها من أسر المتلقي في حين يواجه ما بقي من العمل مصير الفشل.
لوردا فوزي