أولى خطوات “صفقة القرن”.. المنامة تستضيف ورشة عمل اقتصادية!
تتسارع الخطوات الأمريكية نحو تنفيذ مؤامرة “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، بتواطؤ وتمويل خليجي، وآخرها إعلان البيت الأبيض عن عقد ورشة عمل اقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة أواخر الشهر المقبل، يعلن خلالها الشق الاقتصادي من “الصفقة”، التي لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، في مخالفة لما نصّت عليه كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
البيت الأبيض أشار في بيان له إلى أنه وجّه دعوات لحضور الورشة التي تعقد يومي الـ 25 و الـ 26 من حزيران القادم إلى عدد من رؤساء الدول ووزراء المالية في أوروبا وآسيا ودول عربية، إضافة إلى رجال أعمال لـ”تبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة وحشد الدعم للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن تحقيقها لبناء مستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني”.
وفي ردود الفعل حول الورشة المقرّرة في البحرين، رفضت السلطة الفلسطينية حضور الورشة الاقتصادية، مؤكدةً أن “أي فلسطيني سيحضر المؤتمر لن يكون سوى متعاون مع الأمريكيين وإسرائيل”، كما أكد رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية أن أي حل للقضية الفلسطينية لن يكون إلا عبر الحلول السياسية المتعلقة بإنهاء الاحتلال وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وأشار إلى أن أحداً لم يستشر الفلسطينيين حول هذه الورشة، لا من ناحية المدخلات ولا المخرجات ولا التوقيت ولا حتى في الشكل والمحتوى، مشدداً على أن الفلسطينيين يتعرضون لحرب مالية بهدف ابتزازهم، وهم لا يبحثون عن تحسين شروط حياة تحت الاحتلال ولن يخضعوا للابتزاز ولن يقايضوا حقوقهم الوطنية بالأموال.
وزير الإعلام الفلسطيني نبيل أبو ردينة، أكد أن الفلسطينيين لن يقبلوا أي اقتراحات دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، لافتاً إلى أن أي خطة اقتصادية بلا آفاق سياسية لن تفضي إلى شيء، فيما رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عقد الورشة الاقتصادية في البحرين لا يعدو عن كونه منصة لإعلان الانخراط العربي الرسمي في تبني “صفقة القرن” وخطة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المدعومة أمريكياً لما يسمى “السلام الاقتصادي” كحل للصراع العربي والفلسطيني مع الكيان الإسرائيلي، داعيةً إلى موقف فلسطيني موحد يعلن رفض أي مشاركة رسمية أو غيرها في الورشة ومقاومة أي نتائج تصدر عنها كجزء من المقاومة الشاملة للصفقة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اعتبرت استضافة البحرين الورشة طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وانخراطاً مشبوهاً في المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدةً أنه على من يبحث عن الاستقرار في المنطقة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان، والعمل على إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بدورها، اعتبرت جمعية الوفاق الوطني البحرينية استضافة النظام الحاكم في البحرين الورشة خروجاً عن كل الثوابت الوطنية والإنسانية وانحلالاً كاملاً من المسؤولية، مؤكدةً رفض شعب البحرين تدنيس بلاده وتحويلها إلى محطة لتوقيع نسخة جديدة من وعد بلفور تحت مسميات مختلفة ومخططات إجرامية ذات طابع إرهابي استيطاني للاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في الخليل ورام الله وسلفيت وطوباس والبيرة وجنين والقدس المحتلة، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 12 منهم، فيما اقتحم 49 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.