رياضةصحيفة البعث

قبيل انطلاق التجمع النهائي.. دوري اليد بلا مستوى وهجرة الكوادر تنتظر العلاج

 

 

ينطلق غداً التجمع النهائي لدوري الرجال بكرة اليد (البلي أوف) الذي سيقام في اللاذقية بمشاركة أندية: الطليعة، والنواعير، والشعلة، والجيش، حيث ستقام المباريات على مدى ثلاثة أيام فقط، وبعيداً عن أعين الجمهور!.‏

الموضوع يبدو للوهلة الأولى عادياً كونه أحد أنشطة اتحاد كرة اليد الذي كان من الاتحادات السباقة التي أعادت الدوري إلى سابق عهده بطريقة الذهاب والإياب، ولكن يبدو أن ما جرى بعد المؤتمر ذهب أدراج الرياح، فكافة النداءات من خبراء اللعبة لم تجد لها آذاناً صاغية بخصوص الطريقة والأسلوب المعتمد، فبدلاً من إقامة المسابقة بطريقة الدوري تمت إقامتها هذا العام بطريقة التجمعات، وهذه الطريقة أثبتت عدم جدواها، ولم تطور اللعبة نهائياً.

معادلة معروفة

من المعروف أنه إذا كان الدوري المحلي قوياً فإن المنتخب سيكون بأفضل حال، إلا أن هذه المقولة لا تطبق في كرة اليد عندنا، لاسيما أن طريقة اللعب بالدوري “تجمعات” أساءت للعبة، وأثرت على تطورها محلياً وخارجياً، وبدا ذلك واضحاً من خلال النتائج التي حققتها منتخباتنا الوطنية في مشاركاتها الآسيوية، إضافة لمشاركة نادي الجيش الأخيرة في البطولة الآسيوية، هذه المشاركات التي أظهرت مدى التراجع والترهل الذي أصاب يدنا “المكسورة”.

مراوحة بالمكان

واقع اللعبة لايزال “يراوح بالمكان”، ويحتاج إلى إعادة بناء من القواعد على أسس وبرامج وخطط علمية صحيحة وحديثة، وتحتاج إلى تكاتف الكوادر الذين ابتعدوا لأسباب كثيرة منها مادية، ومنها قسرية، أي ابعدوا، لأسباب ومصالح شخصية، ولكي تعود اللعبة إلى ألقها لابد من توافر المال، وهذا ما تعاني منه أغلب الأندية، والبديل القادر على انتشال اللعبة من واقعها المرير هو إدخال نظام الاحتراف بشكل منظم ومدروس أسوة بلعبتي كرة القدم والسلة، وعودة بطولة المحافظات كما كان سابقاً لكافة الفئات، وتعيين مدربين وإداريين لكل فئة على حدة بكل ناد، وتوفير المستلزمات الضرورية لهم، وهذا النظام اعتمدته أغلب الدول العربية، ومنها “مصر وتونس”،  ونجحت بذلك، ووصلت للعالمية.

هجرة غير مسبوقة

لابد من الإشارة إلى سبب هام وجوهري أثر على اللعبة وهو حول هجرة غير مسبوقة  لكوادرها من مدربين، ولاعبين، وحكام، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عدم قدرة الأندية على الحفاظ على لاعبيها ومدربيها، فالاتحاد لم يستطع الحفاظ على كوادره، ليتم إفراغ  اللعبة من أهم عناصرها، ولن نحمّل الاتحاد وحده مسؤولية خسارة الكوادر من مدربين ولاعبين وحكام بسبب عدم وجود أنظمة تسمح بربط تلك الكوادر باللعبة، وعدم منعهم من السفر، وحاول اتحاد اليد فتح المجال للكثير من المدربين لقيادة المنتخبات الوطنية، وضم اللاعبين الموهوبين، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل بسبب عدم القدرة على توفير الظروف المناسبة، ونقص الإمكانيات.

كلمة أخيرة

أخيراً نقول: إن الوصول إلى المستوى الفني الجيد القادر على المنافسة وتحقيق النتائج يتطلب، بالإضافة للخطوات السابقة، إقناع القيادة الرياضية بأهمية دعم كرة اليد، ويجب ألا ننكر دور الأندية واللجان الفنية الفرعية، فهو لا يقل أهمية عن عمل الاتحاد، بل إنه مكمل له، ومن ثم يأتي دور الاتحاد في صقل هذه المواهب، وتشكيل منتخبات وطنية، وإن تحقق ذلك يكون الاتحاد قد أكمل الدور المنوط به.

عماد درويش