ماكرون يحذّر من مخاطر تفتت أوروبا
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مما سماه “الخطر الوجودي” المتمثّل باحتمال تفتت أوروبا، مبرراً بذلك مشاركته المباشرة والفاعلة في الحملة الانتخابية استعداداً للانتخابات البرلمانية الأوروبية المزمع اجراؤها الأحد المقبل.
وقال ماكرون في مقابلة مع الصحافة الإقليمية: إنه “يرغب باتفاقية تأسيسية أوروبية بعد الانتخابات يشارك فيها المواطنون والقادة السياسيون لتحديد استراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة، وما قد ينتج عن ذلك من تعديل للمعاهدات القائمة”، وأضاف: “سأكون مسؤولاً أمام التاريخ في حال تركت أوروبا تتفتت”، مشيراً إلى أن هناك “للمرة الأولى تواطؤاً بين القوميين ومصالح أجنبية لتفكيك أوروبا”.
واعتبر ماكرون أن الانتخابات المزمع إجراؤها مهمة جداً، لأن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم خطراً وجودياً، حسب تعبيره.
بالتوازي، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، أن النواب البريطانيين سيتمكنون من التصويت على إجراء استفتاء ثان بشأن “بريكست”، فقط بعد موافقتهم على مشروع قانون يتضمن كيفية تطبيق اتفاق الخروج، وقالت تيريزا ماي: إن حكومتها ستسمح أيضاً للبرلمان بأن يقرّر ما إذا كان يريد البقاء مؤقتاً ضمن الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، وأضافت: “أدرك القوة الحقيقية والصادقة لشعور مجلس النواب بشأن هذه القضية المهمة، وبالتالي ستدرج الحكومة في مشروع قانون اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، بنداً للتصويت على إجراء استفتاء ثان أم لا”. وأضافت ماي قائلة: “يجب أن يحدث هذا قبل التصديق على اتفاقية الانسحاب. وإذا كان مجلس العموم سيصوت لصالح الاستفتاء، فسيتطلب الأمر من الحكومة وضع أحكام لهذا الاستفتاء”.
ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية مشروع القانون الذي سيطرح أمام النواب الشهر المقبل بأنه “اتفاق “بريكست” جديد” للخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلة إن هناك “فرصة أخيرة” للخروج من المأزق.
وبعد نحو ثلاثة أعوام من التصويت على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، لا يزال من غير الواضح متى ستخرج بريطانيا أو إن كانت ستخرج على الإطلاق، من الاتحاد الذي انضمت إليه عام 1973. وانهارت المحادثات بين الأحزاب البريطانية، نهاية الأسبوع الفائت حول “بريكست”، وقال زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا، جيريمي كوربين: إن المحادثات “وصلت إلى طريق مسدود”، مضيفاً إن حزبه “يؤيد إجراء استفتاء جديد بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
وانطلقت المفاوضات بعدما رفض مجلس العموم خطة “بريكست” المقترحة من قبل الحكومة 3 مرات على التوالي.
يشار إلى أنه كان من المفترض أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في 29 آذار الماضي، لكن هذا التاريخ تم تمديده، إلى 31 تشرين المقبل، بسبب الأزمة السياسية في بريطانيا حول اتفاق الخروج.