الحرف البحرية.. طابع تراثي يتجدد
تتفرد الحرف اليدوية التراثية ذات الطابع البحري بسماتها التقليدية المفتوحة على إبداعات مزاوليها الماهرين الذين توارثوها عن الآباء والأجداد ما ساهم في الحفاظ على ديمومتها وتجددها على مرّ السنوات التي لم تستطع أن تطوي معها مشغولات ومصنوعات يدوية شكّلت طيفا واسعا من نقوش وزخارف وأدوات وتصاميم اكتست ميزة التجدد بين فترة وأخرى في الإطار التراثي الذي لم تخرج عنه برغم تحديات التقانة التي حملت ما يماثلها شكلا لكنها لم توازيها جوهرا ومضمونا وإتقانا، لأن المشغولات الحرفية شاغلوها حرفيون يبدعون بعقلهم وأناملهم، وتتميز الحرف التراثية البحرية بروح إبداعية يجد فيها الحرفي الاحترافي مادته الإبداعية ولعلّ أكثرها استقطابا وعراقة هي حرفة تطعيم الخشب بالصدف البحري وتكتسي متعة توازي متعة الصيد البحري وغيرها من الحرف ولا يخفى ما لهذه الحرفة العريقة من مقومات ترتبط بمهارة وفن مزاولها، حتى أن الكثيرين يجدون في هذه الحرفة أهم وأعرق الصناعات التراثية في اللاذقية التي اشتهرت تاريخيا بحرفة تطعيم الخشب بالصدف البحري التي لا تخلو من أي معرض تراثي، وقد كان لهذه الحرفة الإبداعية رواد أمضوا عقودا من العمل المبدع فيها لتظهر مصنوعاتهم بطابع متجدد لا يخرج عن المحتوى التراثي الأصيل لهذه الحرفة الإبداعية.
مروان حويجة